مستجداتمقالات الرأي

بنكيران : خلافا لما يظنه الكثيرون …لم ينته الرجل…بعد

بقلم لبنى الجود / فاعلة سياسية و حقوقية

و لأننا تعودنا كباحثين في علم التواصل على التعمق في قراءة الصور و النصوص ، و حيث أن رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران ، قد أتحفنا قبل ساعات قليلة بإعلام موجه بالأساس إلى الرأي العام، فإننا قد ننساق وراء طرح مفاده أن الرجل قد تخلى عن وعده القاضي باستقالته من حزب العدالة والتنمية ، و أنه اكتفى بالإعلان عن تجميد عضويته بالحزب ، و قد نسخر من نوع الورق الذي استخدم و من طريقة إمضائه ، و قد نهزأ من صبيانية إعلانه عن قطع علاقته مع إخوانه مع ذكر أسمائهم . لكن واقع الحال يقول أن الرجل لا يستهان به ، و قد برهن عن ذلك في مناسبات متعددة، فقدرته على السيطرة على عقول تابعيه، و قوته الإقتراحية التواصلية ، تحتم علينا أن نتسائل و أن نحلل الأحداث، بعيدا عن القراءات السطحية و المزاح. قد توحي كتابة رسالة من العيار الثقيل على ورق “رخيص” بأن ذلك من قبيل الصدفة ، فماذا لو كان ذلك متعمدا ؟ ماذا لو كان بنكيران يقصد أن يعطي إنطباعا بالغضب المقرون بالتسرع في إتخاذ القرار، كي يسهل التراجع عنه بعد ذلك تحت طلب شبيبة و تابعين لا يؤمنون بقيادة حقيقية غيره ؟ ماذا لو كانت رسالة بنكيران ، إعلانا عن عصيان حزبي ؟ عن إنشقاق ؟ عن نشأة تيار تصحيحي؟ عن الإستعداد لإنشاء حزب سياسي إسلامي جديد ؟ إن ذكر أسماء قيادات بيجيدية هو إتهام صريح بأنها السبب وراء ابتعاد حزب المصباح عن نهجه البنكيراني ، ل”رشمها” إلى أبد الآبدين بطابع الخيانة … للذكرى و للتاريخ أو كذريعة لما سيأتي …. ما لا يعرفه الكثيرون ، هو أن عبد الإله بنكيران ، يرفض من مدة أن يجيب عن اتصالات العثماني الهاتفية ، حسب مصادر مقربة منه و جد موثوقة ، وقد نقيس ذلك على كل من أتت أسماؤهم على لائحته السوداء. لائحة يراد منها أن تلتقفها ذاكرة المريدين ، كرؤوس الحربة، كمربع للشر …أولئك الذين يتحملون المسؤولية دون غيرهم . لا نستطيع الجزم بما ستحمله الأيام … لكن الأكيد هو أن بنكيران …لم ينته بعد … فدعونا لا نستهن به و بمكيافيليته…فالرجل مبدع و فنان !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube