بيان القدر.

المصدر

اعداد مراد الزكاري العمراني برشلونة

صدر مؤخراً كتاب للجيوسياسي ويليام إنجدال دراسة جديدة عدها البعض “قنبلة من العيار الثقيل”.. قصة هذه الدراسة، (بيان القدر _Manifiesto del destino). عبارة عن سرد لكيفية قيام وكالات المخابرات الأمريكية بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، تطوير وصقل تقنيات ما عًرف بإزدواجية الأفكار أو (التنافر المعرفي) الذي كرس لها جورج أورويل في روايته الشهيرة سنة 1984.

كيف لدولة ان تفرض التنافر المعرفي على مواطنيها للسيطرة على تصورهم للواقع.

فحينما يحمل الإنسان أكثر من معتقد أو فكر أو قيم متناقضة حينئذ يتملك الانسان حالة من التوتر أو الاجهاد الفكري فيمكن السيطرة عليه بسهولة: فمثلًا الحرب هي السلام؛ الحرية هي العبودية؛ الجهل هو القوة وهكذا.

يصف ويليام إنجدال في كتابه الخلفية التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي مع مدير وكالة المخابرات المركزية والتي أدت إلى إنشاء سلسلة من المنظمات غير الحكومية الخاصة للتلاعب سرا في تطلعات الحرية والديمقراطية من بولونيا وغيرها من البلدان الشيوعية في أواخر 1980، إلى الاتحاد السوفيتي ليوغوسلافيا والصين على طريقة جورج أورويل.

تفاصيل الكتاب فند ما كان يسمى بالثورات الملونة في السنوات الأولى من هذا القرن في أوكرانيا وجورجيا وبعد ذلك مع ثورات الربيع العربي الأميركي المدبرة.

الكتاب سرد لكيفية قيام دوائر النخبة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا جنبا إلى جنب مع مراكز الفكر الخاصة بها، تجميل أساليب فرض طغيان جديد على بلدان عديدة من أوكرانيا إلى مصر إلى ليبيا مرورا بتونس حتى المغرب .

وكان الهدف هو استخدام التطلعات الديمقراطية للبسطاء من الناس، خاصة بين الشباب، لإسقاط الأنظمة التي تقاوم ما دعاة ديفيد روكفلر (حكومة عالمية واحدة)، وطغيان الشركات العالمية.

الكتاب يكشف تاريخ أسود لأحداث عالمية في العقود الثلاثة الماضية عن كيفية اختيار المنظمات غير الحكومية التي تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية من أجل جلب الحرب والعنف والإرهاب.

كتاب يستحق الدراسة من قبل الدولة والأحزاب والترويج له بين الجماهير في منظومة إدارة حرب الأفكار، خاصة أننا لا زلنا حديثي العهد بحروب اللاعنف ونحتاج لمزيد من الإبحار.

عن المؤلف:

فردريك وليام إنجدال Frederick William Engdahl (ولد 9 أغسطس 1944) هو مؤرخ ألماني أمريكي، وباحث اقتصادي وصحفي.

سيرته

ولد إنجدال في منياپوليس، منيسوتا، الولايات المتحدة، ابناً لـ ف. وليام إنجدال الأكبر. ونشأ في تكساس. وحصل على البكالوريوس في الهندسة وفقه التشريع من جامعة پرنستون في 1966. ثم حصل على الماجستير في الاقتصاد المقارن في جامعة ستوكهولم من 1969 إلى 1970.

صرح إنجدال في 2007 أنه أصبح مؤمناً بأن النفط ليس ذا أصل حيوي، وهي النظرية التي يدعمها معظم جيولوجيو ومهندسو النفط.

وبدلاً من ذلك فقط أصبح يؤمن بفرضية أن النفط هو ذو أصل جيولوجي، ويَنتُج من الكربون، بقوة الحرارة والضغط تحت أعماق سحيقة. ويصف إنگدال نفسه بأنه “مؤمن سابق بنظرية الذروة النفطية”، ذاكراً أن ذروة (انتاج) النفط هي في الواقع ظاهرة سياسية.

نقد الاحترار العالمي

يجادل إنجدال بأن مشكلة الاحترار العالمي مُبالـَغ فيها كثيراً. ويزعم أن الاحترار العالمي، مثل الذروة النفطية، هو مجرد “ذعر” و”محاولة ضعيفة التخفي لإساءة استخدام المناخ في جدل بغرض الوصول إلى خفض مالتوسي جديد لنوعية الحياة لغالبية سكان الكوكب بينما ترفل النخبة الضئيلة في المزيد من السلطة والطاقة.”.