مراد العمراني الزكاري

جرائم أمريكا

مراد الزكاري العمراني برشلونة

سنة 1948، وفي سياق عسكرة الحرب الباردة، أشرفت وكالة الاستخبارات المركزية، على تأسيس شبكة مناهضة للشيوعية في أوروبا، ومقرها إيطاليا،عُرفت باسم (شبكة كلاديو)، ضمت بين جنباتها عملاء من مجرمي الحرب من النازيين والفاشيين واليابانيين، آنذاك، أشرف (ألين دالاس)، مؤسس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، على تشكيل أجهزة الاستخبارات في هذه الدول؛ كفروع تابعة للوكالة بحكم الواقع، بحيث تعمل خارج سيطرة المؤسسات الوطنية.

كانت أعمال الشبكة داخل دول حلف الأطلسي سرية، ولا يعلن أعضاؤها عن أنفسهم، وتعمل تحت قيادة حلف الناتو مباشرة، وكان محافظ شرطة باريس (موريس بابون ) آنذاك، هو رئيس فرع (كلاديو) في فرنسا، والمسؤول عن المذبحة التي أودت بحياة العشرات من المهاجرين الجزائريين، من جبهة التحرير الوطني في أكتوبر من سنة 1961، خلال تنظيمهم مسيرة سلمية بشوارع فرنسا، منددين بالاحتلال الفرنسي في الجزائر، أيضًا كان (جان كلود يونكر) هو رئيس فرع (كلاديو) في لوكسمبورج، ويشغل الأن منصب رئيس المفوضية الأوروبية منذ 2014.

بينما كانت الشبكة التي تعمل داخل الولايات الأوروبية، الخاضعة لسيطرة الاتحاد السوفياتي، تعمل في العلن، ككتلة مناهضة للبلاشفة، عُرفت باسم (ABN)، وتعمل مباشرة تحت قيادة وكالة الاستخبارات الأنجلوأمريكية.

ثم شرعت الوكالة في تأسيس منظمة اتصال بين الأحزاب المعادية للشيوعية في جموع آسيا، عُرفت باسم رابطة مناهضة الشيوعية من الشعوب الآسيوية (APACL)، تعمل مباشرة تحت قيادة وكالة الاستخبارات الأنجلوأمريكية.
سنة 1967، أندمجت شبكة (ABN) في أوروبا مع رابطة (APACL) في آسيا، تحت مسمى (الرابطة العالمية لمناهضة الشيوعية –WACL).

جرائم الرابطة من أجل السلام العالمي
فيتنام، إبان إدارة نيكسون، تورطت الرابطة عبر خطة فينيكس (1968-1971)، في عمليات قتل الآلاف من الأشخاص المشتبه في تعاطفهم مع الشيوعية في جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية، أشرف عليها الأمريكي الميجور جنرال (جون كيه سينجلوب)، الذي أصبح فيما بعد رئيسا للرابطة .

بوليفيا، تورطت الرابطة فرع أمريكا اللاتينية، عبر خطة كوندور (1976-1977)، تحت إدارة حاكم بوليفيا الجنرال الديكتاتوري (هوجو بانزر خواريز)، في تنظيم خطة ممنهجة للقضاء على خصومه الشيوعيين.
كان النازي، الملقب بسفاح ليون الذي عمل كرئيس قوات الجستابو(الشرطة النازية السرية)، خلال الحرب العالمية الثانية، الضابط (كلاوس باربي)، هو رئيس فرع الرابطة في بوليفيا، عمل تحت قيادة مباشرة من الاستخبارات الأنجلوأمريكية؛ حيث تم تجنيده بعد الحرب، ثم أرسلته أمريكا تحت اسم مستعار (كلاوس ألتمان) إلى بوليفيا، وعمل بها كضابط في المخابرات البوليفية، وهو من أشرف على سجون التعذيب لمعارضي الديكتاتور سواريز، وقد ساهم في القبض على المناضل الشيوعي (تشي جيفارا) في بوليفيا، وتسليمه إلى الولايات المتحدة.

باراغواي، في ظل وجود دكتاتور باراغواي (ألفريدو ستروسنر)، قدم فرع الرابطة اقتراحًا بالمضي قدمًا للقضاء على الكهنة، والأتباع الدينيين في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، واعتمده المؤتمر العالمي للرابطة في سنة 1978.
كما توسعت الأعمال الإجرامية للرابطة، تحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية، لتشمل العديد من الأحزاب الشيوعية الموجودة في دول أوروبا، مثل فرنسا، وبلجيكا، وإيطاليا وغيرها

ورغم تجميد نشاط الرابطة في عهد جيمي كارتر إلا أنها عادت في عهد رونالد ريكان ونائبه جورج بوش الأب، حيث عمدا الثنائي على تقوية الرابطة، واستئناف أنشطتها التدميرية من خطف وقتل وتعذيب، وتدريب العصابات المضادة في جميع مناطق الصراع، بما في ذلك أفغانستان، التي مثلها أسامة بن لادن، بدعم من مجمع الصناعات العسكرية الذي قام بإنشاء قسم أمريكي للرابطة، تحت مسمى مجلس الحرية العالمية (USCWF)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube