مراد العمراني الزكاري

طريق الحرير وبداية تفكك الاتحاد الأوربي

بقلم : مراد العمراني الزكاري.

كان خيار أوروبا الموحدة كخيار استراتيجي من قبل الولايات المتحدة يهدف للسيطرة علي الرقعة الغربية للآوراسيا وقد أدركت النخبة في واشنطن أن بريطانيا غير الراغبة في التوحد السياسي أو التكامل الاقتصادي النقدي تحت عبائة أوروبا هي مجرد لاعب استراتيجي متقاعد تنام علي حرير امجادها السابقة ولا تلبي المصلحة الأمريكية.. لذلك مثلت فرنسا وألمانيا دور اللاعبان الاستراتيجيان علي رقعة الشطرنج فكلاهما يحملا رؤية مستقبلية لأوروبا الموحدة وان اختلفا في مفهوم القيادة إذ ترى فرنسا توسيع قطر الهيمنة الإقليمية ليصل إلى دول حوض البحر المتوسط وشمال افريقيا بينما يتنامى الشعور الالماني بمسؤليتها التاريخية عن أوروبا الشرقية التي كانت يوما ما تحت النفوذ الالماني.
أي أن طموح باريس وبرلين والتي حتما تقع تحت الهيمنة الأمريكية مع الأخذ في الاعتبار أن درجة الهيمنة علي المانيا تزيد كثيرا عن فرنسا من قبل أمريكا إلا أن درجة الاحتواء الأمريكي لهاذين اللاعبين للفوز بالصراع علي رقعة الآوراسيا مع توسيع الرقعة الغربية الآوراسية منذ سنة 2004 لتشمل دول الشرق الأوسط بدأ في التراجع وعمدت هاتين الدولتين البحث عن مدارات جديدة تدور خارج الفلك الأمريكي العجوز.
هكذا تقرأ مشهد التحركات الالمانية في المنطقة ومن قبلها فرنسا فكلاهما يسعى للهيمنة المنفردة على دول المنطقة وخاصة مصر التي تشكل قلب هذه المنطقة وتعد محور جيوسياسي هام في الصراع الآوراسي اليوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube