مراد العمراني الزكاري

منظمات سرية تحكم العالم.


بقلم : مراد العمراني الزكاري


بعد الحرب العالمية الاولى وفي إطار تأهيل المجتمع الدولي للقبول بفكرة حكومة عالم أوحد.
قام الكولونيل الداهية إدوارد هاوس أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي وودرو ويسلون مع وفد السلام البريطاني، بتأسيس مجلس الشؤون الدولية بفندق ماجيستيك بباريس سنة1919، على أن يكون مقره نيويورك،وفرعه بلندن المسمى بالمعهد الملكي للشؤون الدولية ،قبل أن يدمج فرع أمريكا سنة 1921،ليطلق على هذا الكيان السري مسمى “مجلس العلاقات الخارجية ” ومقره مبنى (هارولد برات هاوس) في نيويورك،بعد أن تبرع به آل روكفولر لشركة ستاندر أويل.Stander Oil.
المؤسس كان المليونير جون ديفيس المحامي الشخصي لمورجان،أما نائب الرئيس فكان بول كرافاث الممثل الرسمي لممتلكات مرجان،فيما كان راسل ليفينجويل أول رئيس لمجلس العلاقات الخارجية ،هو أحد شركاء مورجان.
جاءت تمويلات المجلس من مورجان،روكفولر،وجاكوب سكيف،وغيرهم من أباطرة المال التي تعمل تحت عباءة عائلات آل روتشيلد في بريطانيا ،وفيما بعد أصبحت الشركات العابرة للقارات مثل: جنرال موتورز ،فورد و غيرهما مصدرا رئيسيا للتمويل.
ظلت سيطرة مجلس العلاقات الخارجية لحكومة العالم الأوحد طيلة الخمسين سنة ؛يتقاسم نفوذه مع منظمة سرية أخرى تأسست سنة1954 تدعى “بيلديربيرغ” ،وأعضاؤها من نبلاء اوروبا و نخبة الأربيعينيات،يقودهم أمير هولاندا “الأمير بيرنارد”الذي هرب بعد الغزو الالماني لبلاده إبان الحرب العالمية الثانية إلى لندن،وهناك التقطه آل روتشلد، وحثه على تأسيس وترأس منظمة البيلدربيرغ حتى سنة 1976.
معظم أعضاء البيلدربيرغ وعددهم الآن 130عضو؛زملاء في مجلس العلاقات الخارجية،وقد كرمت المنظمة بيل كلينتون حا كم ولاية أركنساس سنة1991؛ليتم ترشيحه للرئاسة الامريكية في العام التالي،قبل ان تنظم هيلاري كلينتون للمنظمة سنة 1997.
وبسبب أصوله البنكية في الوول ستريت وسريته، فقد سقط مجلس العلاقات الخارجية تحت الهجوم الصارخ من قبل الأوساط الأمريكية،وهو ما دعا برجنسكي لطرح فكرة تأسيس الهيئة الثلاثية،كمنظمة بديلة أقل سرية،هدفها المعلن التوثيق بين الأمم :اوروبا-امريكا الشمالية-اسيا،وظلت في الخفاء تمثل واجهة لمجلس العلاقات الخارجية.
تأسست الهيئة بمباركة مجلس العلاقات الخارجية واليلدربيرغ سنة1972 بمزرعة روكفولر بنيويورك،برئاسة ديفيد روكفولر ،اما برجنسكي فكان مدير تأسيس شمال أمريكا.
المنظمات الثلاث والتي تضم (آل روتشيلد-آل مورجان-آل روكفولر)هم مجموعة من الرجال نصبوا للسيطرة على العالم من خلال التجارة متعددة الجنسيات والمعاهدات الدولية والحكومة العالمية،أعضاؤها مرتبطون بمنظمات ذات سلطة اقتصادية ،مراكز البحث والفكر،معاهد ومراكز الدراسات الاستراتيجية والدولية، منتديات ثقافية ،التحالف الوطني للأعمال،غرفة التجارة الامريكية،وغيرها من المؤسسات الإستراتيجية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
بمرور الوقت أصبحت هذه المنظمات المهيمنة على صناعة القرار الأمريكي والدولي؛تكتب الخطط و تحدد السياسات الخارجية للولايات المتحدة الامريكية ، وتقدم برامح الحزبين؛الجمهوري والديموقراطي،وتنتقي مرشحيها في الإنتخابات البرلمانية والرئاسية،وتحلب معهم زملاء المنظمة كأعضاء في الإدارات المتعاقبة للبيت الأبيض.
البروز الساطع للثعلب العجوز هينري كيسنجر سنة 1955 بعد ان كان مجرد اكاديمي مغمور؛قادته الصدفة لصداقة مع نيلسون روكفولر المساعد الرئاسي لمجلس العلاقات الخارجية ،والذي قدمه بدوره إلى ديفيد روكفولر ،وأعضاء آخرين بارزين بهيئة الطاقة الذرية ،والفروع العسكرية الثلاثة،ووكالة الاستخبارات الأمريكية،فأصبح وزيرا للخارجية تحت إدارة الرئيس نيكسون ،ويظل مهندس صفقة البترودولار حتى الان قوة مرعبة في الشؤون الدولية ،وهو من حول الدولار من عملة الى سلعة عبر العالم.
أيضا الرئيس الأمريكي جورح بوش الاب والابن ؛كانا عضوا في الهيئة الثلاثية ومجلس العلاقات الخارجية.إدارة الرئيس رونالد ريكن المتحدث الرسمي السابق لشركة جينيرال اليكتريك،وإدارة الرئيس جيمي كارتر و بيل كلينتون كانت مليئة بأعضاء الهيئة الثلاثية.
السواد الأعظم من رؤساء الولايات المتحدة تم تجهيزهم واعدادهم داخل الصندوق السري لهذه المنظمات قبل أن يتم الدفع بهم الى البيت الأبيض بصحبة زملائهم؛ليتولوا الحقائب الوزارية السيادية و المناصب الحكومية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube