أخبار العرب

عودة الحراك للشارع الجزائري دليل على عمق الأزمة

  

عاد الحراك للشارع الجزائري بالأمس الإثنين 22فبراير،وهذه المرة  بقوة وإصرار على التغيير وعدم القبول بالأمر الواقع .ماميز إحياء ذكرى الحراك هو الحضور المكثف للشباب  الذي لم يبق له خيار سوى البحث عن( لحريك خارج البلاد) أو الضغط بواسطة الحراك والخروج للشارع للتغيير الحقيقي الذي يريده الشعب  لا الذي يفرضه العسكر.كل الأصوات التي ارتفعت حناجرها  في المسيرات عازمة هذه المرة على رفع التحدي ضد الاستبداد وقمع الآلة العسكرية التي تنهب خيرات البلاد،هي تيقنت بالملموس أن لا ثقة في النظام القائم ،بعودة القتلة كخالد نزار وغيره الذين لازالت الأحكام الصادرة في حقهم غيابيا معلقة و لم تنفذ.ولازال الشارع يطرح علامات استفهام حول هروبهم إلى الخارج في عهد بوتفليقة المخلوع.الوضع جد غامض في الجزائر .والجنرال المتحكم   في الطغمة الحاكمة بقيادة شنقريحة  غير مستعد  للتنازل وتنفيذ مطالب الشارع الذي يصر على حكومة مدنية.لا أستبعد أن يعلق النظام القائم شماعته على فتح صراع مع المغرب للتأثير على الشارع الجزائري.والمناوشات التي جرت في فكيك هي بداية لجر المغرب  للتصدي وبداية المواجهة المفتوحة.الذي رد عليها المغرب بضبط النفس  وتعبأة الساكنة على الحدود بتفويت الفرصة و بعدم الإنجرار  وقطع الطريق على كل محاولة يقوم بها الجيوش المأمورة،والتي لا حول لها ولا قوة لها .الخروج  المكثف للشارع لإحياء الذكرى الأولى للحراك الذي توقف بسبب انتشار  فايروس كورونا دليل على عمق الأزمة التي يعيشها الشعب الجزائري ،والشعارات التي تم ترديدهافي المسيرات هي  رسائل قوية للطغمة العسكرية .لابديل عن الحراك بدون حكومة وانتخابات جديدة .الشعب الجزائري هذه المرة مصر على حكومة مدنية لاعسكرية.ومصر على  الاستمرار في التظاهر والخروج للشارع حتى تحقيق كل المطالب التي أصبح يتقاسمها الجزائريون بصوت واحد من الغرب الجزائري إلى شرقه ومن شماله إلى حدود مالي .الضغوط التي بدأ الشارع يفرضها بالنزول للتظاهر  في أغلب المدن الجزائرية والشعارات التي تم رفعها تحدي للنظام العسكري .ولا أعتقد هذه المرة أن قوات القمع ستخمد لهيب الثورة  والربيع الجزائري الذي تحرك من جديد . يقوده شباب بدون أفق .شباب أصبحوا في غالبيتهم يفكرون في قوارب الموت والهجرة إلى أوروبا  هروبا من العسكر وبحثا عن أفق جديد .شباب لم يعد لهم أمل، مطلقا في تقاسم الثروة ،والعدالة الاجتماعية .شباب أيقنوا مرة أخرى بأن الآلة العسكرية متجذرة ومستمرة في نهب خيرات البلاد ،وتهريبها للخارج..الخروج بكثافة للشارع دليل على أن الشارع الجزائري فقد ثقته في الرئيس المريض .ورد على خطابه  الذي لم يأتي بجديد وإطلاق سراح معتقلين في أعقاب الإحتجاجات التي جرت السنة. الماضية اعتبرها الغالبية  ذر الرماد  في العيون .وتكريس للسياسات السابقة .إلى أين ستسير الأوضاع في الجزائر في غياب سياسة واضحة لتدبير أزمة كورونا  وفي  تأخر التلقيح ضد الفايروس اللعين الذي مازال يحصد الأرواح ،فإن الأزمة ستتعمق،وأن  الشعب بخروجه اليوم إلى الشارع متحديا نظام العسكر المتحكم في السلطة  غير مقتنع  بالإجراءات التي اتخذها عبد المجيد تبون في خطابه الأخير. الشعب الجزائري  اليوم متسلح بعزيمة قوية لإحداث التغيير الذي يريده  هو لا للسياسة التي يستمر فيه العسكر. الشعب الجزائري خرج يطالب بحكومة مدنية  ورفع صوته عاليا لا لحكومة يتحكم فيها العسكر .الشعب الجزائري لم يخرج للشارع للتخريب أو لتكرار نسخة ربيع عربي فاشل يعرف نهايته سالفا، فما يحدث في الجزائر طفرة وسابقة تاريخية، يجتمع شعب بكل أطيافه على كلمة واحدة دون تأطير حزبي أو مذهبي أو أيديولوجي، ويصر النظام الحاكم على مخالفة الإرادة الشعبية دون مبرر منطقي أو قانوني أو أخلاقي، لنية خفية لا يعرفها إلا عالم بدواليب قصر المرادية، فهل الإرادة الشعبية في نظر السلطة تشبه العقد الوطني أو ما يعرف بعقد روما الذي خون أصحابه لأنهم أرادوا مصلحة الوطن وحقن الدماء؟

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube