أخبار العربحيمري البشير

المغرب يرسل مساعدات طبية لغزة

بأمر من العاهل المغربي ومن ماله الخاص انطلقت بالأمس أربع طائرات محملة بأربعين طن من الأدوية والمعدات الطبية من مطار سلا في اتجاه مطار بن غوريون.مبادرة استثنائية من حاكم عربي ،رئيس لجنة ،وهي المبادرة الثانية للمملكة المغربية،خلال هذه الحرب الغاشمة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني .الدول الإسلامية المحيطة بدولة الإحتلال بما فيها مصر والأردن وحتى الدول التي تربطها بالكيان المحتل علاقات دبلوماسية ،تركيا والبحرين والإمارات،والسعودية والكويت وسلطنة عمان ،بقيت تتفرج فيما يحدث في غزة ،دون أن تبادر لإنقاذ الجرحى والمصابين وتعتق أرواحا باتت على شفى حفرة من القبر.قد يتساءل العديد لماذا هبطت الطائرات المحملة بالمساعدات المرة الأولى في مطار العريش ومنها إلى غزة ،،الوضع تغير وإسرائيل ضيقت الخناق على المقاومة وأغلقت معبر رفح.هذه المرة المساعدات التي نقلتها ست طائرات مغربية محملة بأربعين طن نزلت في مطار بن غوريون ونقلت من هناك عبر حافلات إسرائيلية وليست حافلات تابعة للأونوروة إلى قطاع غزة ومع استمرار حرب الإبادة .نطرح تساؤلات عديدة ،لماذا لم تبادر دور الجوار لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين والذين هم في حاجة للدواء والطعام وحتى الماء الشروب ؟لماذا يقف الجميع يتفرجون على استمرار القتل ولا يبادرون لتقديم الدواء والطعام للشعب الفلسطيني ؟ثم إذا كان المغرب قد خرج عن الصف العربي الذي يقف موقف المتفرج فيما يجري في قطاع غزة وقام بمبادرة لإنقاذ الأرواح المحتاجة للدواء،ألا تعتبر هذه الخطوة الإنسانية،قد تدفع جهات أخرى للقيام بمبادرات في نفس الإتجاه عوض طرح أسئلةوتوجيه اتهامات للملك وهو رئيس لجنة القدس وسبق أن بادر في شهر رمضان لدعم المقدسيين،حتى يتشبثوا بمساكنهم وبأرضهم .فعوض انتقاد المبادرة وتوجيه الإتهامات وعدم تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها سكان غزة .إن المغرب لم يغير موقفه من هذه الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني ويبقى داعما للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ،ولوقف هذه الحرب الظالمة التي تشنها إسرائيل على مدن قطاع غزة وإذا كانت إسرائيل قد سمحت للطائرات الأربعة المحملة بالمساعدات الطبية للنزول في مطار بن غوريون الدولي في جسر جوي مباشر ،فالمبادرة المغربية ربما كانت بتنسيق أمريكي لكي يساهم المغرب في الحوار المرتقب لوقف هذه الحرب الظالمة .المغرب لم يخرج عن المبادرات التي تقوم بها مصر وقطر لإنهاء هذه الحرب وإطلاق المختطفين وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والذين يعيشون ظروفا صعبة.المغرب عبر التاريخ كان بلد التسامح والتعايش ،ووجد اليهود الهاربون من قمع المسيحيين في الأندلس ملاذا في المغرب الأقصى حيث عاش المسلمون واليهود جنبا إلى جنب وشاركوا إلى جانب المسلمين المغاربةفي استقرار المغرب ،واعتمدهم الملوك المغاربة عبر التاريخ مستشارين في القصر وسفراء معتمدين في الخارج،والمغاربة ساهموا في تحرير الأقصى وكانوا جنودا أقوياء ،أشداء اعتمدهم صلاح الدين في النصر الذي حققه فبقي العديد منهم في القدس حتى سمي حي في القدس بحي المغاربة وبقي العاهل المغرب رئيسا للجنة القدس ،مدعما لسكانها ،وبنى مدارس ومستشفيات لازالت قائمة إلى يومنا هذا .تاريخ الملوك المغاربة حافلا بالمواقف المتميزة في حق اليهود فالراحل محمد الخامس طيب الله ثراه وقف ضد ترحيل اليهود المغاربة إلى مراكز الإعتقال ببولندا.إن المغرب سيبقى داعما للشعب الفلسطيني ومنددا لما يجري في غزة وباحثا ومساندا لفرص السلام لإنهاء هذه الحرب الظالمة،ومستمر في دعم الشعب الفلسطيني بالطعام والدواء ،لن يقف المغاربة موقف المتفرج مما يقع في غزة وسيساهم بدوره إلى جانب الساعون للسلام وإنهاء هذه الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني .وفي تصريح للسفير الفلسطيني حول المبادرة الملكية

أكد سفير دولة فلسطين بالرباط، جمال الشوبكي، أن توجيه مساعدات طبية لفائدة سكان غزة، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يندرج ضمن المواقف الأصيلة لجلالة الملك اتجاه الشعب الفلسطيني.

وقال الشوبكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “نوجه الشكر الجزيل لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المكرمة وهذه المبادرة الإن سانية بإرسال 40 طن من المساعدات الطبية الى أهلنا في قطاع غزة”.

وشدد على أن هذه “المساعدات مهمة للغاية كونها تأتي في وقت تشتد الحاجة لها”، مبرزا معاناة المستشفيات والهلال الاحمر الفلسطيني ووزارة الصحة الفلسطينية من الحصار ومن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأكد الدبلوماسي الفلسطيني أن هذه المساعدات “ستدخل برا الى قطاع غزة، بمعنى أنها ستصل بسرعة وفي الوقت المناسب”. وذكر بأن هذه المبادرة الإنسانية ليست الأولى من نوعها، مبرزا أنه، بأمر من جلالة الملك محمد السادس، أرسلت مساعدات الى قطاع غزة وإلى القدس مطلع شهر رمضان المبارك.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube