كلمات .. في المغرب والنظريات الصهيونية .. واستحقاق الوديعة
يا مناهضي التطبيع اتحدوا
احمد ويحمان
أ ـ المشروع المشروع هو مشروع يهوديين مغربيين هما يعقوب وباروخ طوليدانو، ابني موشي طوليدانو، بخصوص إنشاء وطن قومي لليهود، أي “دولة إسرائيل” في المغرب . المشروع تقدما به صاحبيه إلى الحركة الصهيونية العالمية التي درسته وتحمس له مؤسس الحركة ورئيسها تيودور هرتزل حينها ( سنة 1903) … في الكتاب تفاصيل عن المشروع وكيف تمت مناقشته في مؤتمرات ومنتديات ومراسلات الحركة الصهيونية العالمية بمن فيهم أقطاب الحركة بمن فيهم الرئيس المؤسس والروس ورأي حاخام فاس ( عاصمة المرب وقتها )؛ فيديل … الخ [ كلمات رقم (1)]
تحت عنوان :
هل عادت الحركة الصهيونية العالمية إلى مشروع 1903 ؟
ب ـ الوديعة تقتضي نظرية قضم الأطراف ـ كما وضعها ـ مؤسس كيان الاحتلال الصهيوني، دافيد بن غوريون، وعمل على تنفيذها تلامذته من قادة الكيان بعده؛ الحرصُ على ” أن تكون الحرب دوما على أراضي العدو ” .. ولذلك أقام القادة الصهاينة الحرب سنة 1967على الأراضي المصرية ليستولوا على سيناء، وعلى الأراضي السورية ليستولوا على الجولان ثم على الأراضي اللبنانية سنة 1978 ليستولوا على جنوب لبنان، قبل أن يزحفوا على العاصمة بيروت سنة 1982 حيث أشرفوا على مجزرة صبرا وشاتيلا التي هزت العالم كله وقتها . شق الحرص على أن تقوم الحرب على أراضي العدو في نظرية قضم الأطراف عند بن غوريون يلازمها نقيضها في حال قيام الحرب فيما كان يسميه صاحب النظرية ب ” الأراضي المحررة ” .. فإذا قامت حرب ما، بدل أراضي العدو، على الأراضي المحررة فيحين حينها موعد العمل بما أصبح معروفا ب ” وديعة بن غوريون “؛ حزم الحقائب والبحث عن بديل آخر ! . هكذا، فمنذ سقوط صواريخ سكود العراقية على كيان الاحتلال سنة والنقاش دائر في مجالس خاصة عن وديعة بن غوريون .. ثم توسع النقاش بعد معادلة ” حيفا وما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا “، خلال حرب 2006 مع المقاومة اللبنانية .. ثم توسع أكثر بعدما أخذت صواريخ المقاومة الفلسطينية تتساقط على ما كان يسميه بن غوريون ب” الأراضي المحررة” خلال مواجهات عديدة، لاسيما مواجهات ما كان معروفا بمعركة ” سيف القدس ” .. هنا بدأ الحديث يخرج من الدوائر المغلقة في الكيان وأصبح قادة قادته من الف الأول السياسي والعسكري والاستخباري يتكلمون ويكتبون عن وجودية المخاطر وعقدة العقد الثامن وقرب انتهاء الكيان وبداية تفككه … الخ . ولأن كيان الاحتلال والحركة الصهيونية العالمية وخبراؤها يخططون على المدى المتوسط والمدى البعيد، فإن الدراسات والمخططات انكبت، عملا بوديعة الأب المؤسس، على البحث عن بديل .. وهي ترى في المغرب ذلك البديل، لاعتبارات كثيرة منها أن الدولة في تحليلاتها دولة هشة، ومنها الوضع الجغرافي ـ السياسي الذي جعل من المغرب على بعد أربع عشرة 14 كيلومتر فقط من سندهم، الغرب الاستعماري بأوروبا الغربية … .. لذلك فإنها قررت وشرعت في تسريع وتيرة الاختراق وأجندته منتقلة من نظرية ومرحلة الضفدع المطبوخ إلى نظرية ومرحلة الأناكوندا .
2 ـ المغرب : الضفدع المطبوخ تقوم نظرية الضفدع المغلي على اعتماد طريقة الوصول إلى الهدف بالتدريج ودون إثارة الانتباه . فالضفدع إذا وُضع في مياه حارة يكون رد فعله القفز منها توا خارج الإناء والنجاة بروحه إذن .. أما إذا وضع في الماء المعتدل الحرارة ويتم تسخينه ببطء، فإنه يتكيف مع الحرارة بتحملها شيئا فشيئا ولا يفطن لارتفاع حرارتها حتى عندما يصير الماء حارا جدا لمستويات مميتة، وحتى لو فطن وحاول أن فيبقى فيها حتى يموت . هكذا كانت تتعامل الأجندة الصهيونية، على مدى عقود، مع المغرب ورهانها فيها .. وفي كتاب بيبيو ! الخراب على الباب، فصلنا في الكثير من هذه الجوانب المعتمدة في التغلغل بمختلف القطاعات، غير أنها في المدة الأخيرة، ومع مستجدات الوضع داخل كيان الاحتلال للاعتبارات التي أسلفنا وغيرها وخاصة إسقاطات معارك طوفان الأقصى،التي ما تزال حتى اليوم تتفاعل، فقد تقرر الانتقال لوتيرة أسرع والانتقال لمرحلة الأناكوندا.
3 ـ المغرب في قبضة الأفعى العصارة من بين الحيوانات في الغابات الإستوائية أصلات أوما يعرف ب ” التنين البري ” .. وهي جنس البواءات الأطول والأضخم في العالم كالأناكوندا والأفعى الشبكية وغيرهما . القانون العام مع هذه الحيوانات، التي تمثل الخطر المطلق، هو بشكل طردي بالاتجاه المعاكس . فبقدر ما يبتعد المرء منها بقدر ما تكون حظوظه في النجاة أكبر والعكس بالعكس. فبقدر الاقتراب منها تكبر مخاطر الموت المحقق، وأي موت ؟ ! . إن فرائس هذه الحيوانات المرعبة ما أن تقترب من شعاع دائرة قبضتها حتى تكون في عداد الموتى والمبتلَعين، بما في ذلك ملوك الغابة؛ السباع والنمور التي تتحول من حيوانات قوية وشرسة إلى هررة ضعيفة معصورةٍ سرعان ما تتحول، بعد انكتام أنفاسها في دوائر وضغط عضلات هذه الوحوش المروعة، إلى وجبة سريعة الهضم، بأنيابها ومخالبها، في خضم عصارات وأنزيمات هذه المخلوقات . المغرب اليوم، في نظر أناكوندا أجندة الاختراق الصهيوني، هو في شعاع دائرة القبضة. ويعد التوقيع على اتفاقيات التطبيع في دجنبر 2020 بمثابة ذلك الانقضاض لهذه الأفعى العاصرة على المغرب . وعندما تتمكن الأناكوندا من إحكام القبضة على الفريسة، فنادرا ما تتخلص هذه الفريسة من هذه القبضة المميتة، مع أنه يحدث، لعوامل طارئة، وخارجية في الغالب، أن يأتي الخلاص للمعصور في هذه القبضة فيعود للحياة بعد أن رأى الموت المحقق رأي العين .. وفي كل الأحوال فالمعصور في قبضة الأناكوندا لا يبقى له إلا أحد الخيارين؛ فإما أن يعمل كل .. كل ما في وسعه للإفلات من هذه القبضة وإلا فمصيره انكتام الأنفاس والاستحالة إلى فريسة يتم بلعها ابتلاعا ! . لا خيار آخر محتمل .
ج ـ المعادلة
إما .. وإما .. التطبيع والنظام .. من سيسقط من ؟
اختلفت السقوف في خضم الحراكات التي هزت المجتمعات العربية على مدى عقد ونصف، سواء في مواجهة الاستبداد والفساد أو في مواجهة موجة التطبيع وأجندة الاختراق الصهيوني . فهناك حراكات سقفت مظاهراتها ب ” إسقاط النظام “، ومن هنا شعارات ” ارحل ” ! الشعب يريد إسقاط النظام ” ! … الخ ، ومنها من سقفت فعالياتها بشعارات ” الشعب يريد إسقاط الفساد ” ! ” الشعب يريد إسقاط الاستبداد ” !.. وبإزاء التطبيع، اختلفت الاجتهادات من ساحة إلى أخرى وبين الائتلافات، كل حسب قناعته وتحليلاته، من شعار ” الشعب يريد إسقاط التطبيع ” إلى سقف ” الشعب يريد إسقاط النظام ” (المطبع) لإسقاط التطبيع .. نحن هنا بإزاء التطبيع واستحقاق إسقاطه ، ولا يهمنا هنا استعراض الائتلافات وتباين اجتهاداتها في الموضوع، وإنما الوقوف عند معادلة مفارِقة فرضت نفسها، موضوعيا، على الجميع، وهي تؤكد كل الوقائع التي استندنا عليها في هذا الكتاب، والتي يمكن أن تبقى عند البعض مجرد فرضيات لعدم اطلاعه ومواكبته لمجريات الأمور . لقد رأينا في كل ما قدمناه في الكتاب من معطيات وأدلة عن التآمر، وتأكدنا من حقيقة أن التطبيع وأجندته لم يرد إسقاط النظام وحسب، وإنما شرع، وتقدم أشواطا، في إسقاطه .. وعليه فإن المعادلة تبقى محصورة في أحد أمرين : فإما أن يسرع النظام في إسقاط التطبيع وإلا فإن التطبيع يمضي قدما فيما شرع فيه وينتهي بإسقاط النظام ! . توصيةالاعتصام هي كلمة واحدة جامعة مانعة نختم بها هذه الكلمات .. كلمة تختم الكلام والقول لتفتحه على الفعل والعمل، مع أن القول ذاته هو، على نحوما، فعلٌ أيضا .. إنها : الاعتصام .. الوحدة من أجل العمل . . قد يطرح البعض أولوية الفهم أولا .. صحيح، لكن المحقق أن هناك، رغم التضليل وأبواق الدعاية وعمل العملاء، وعيا، بأكثر من حده الأدنى، بالمخاطر المحدقة . فالكل، باستثناءات قليلة، أصبح يدرك هذه المخاطر المرعبة المرتبطة بأجندة الاختراق الصهيوني وآثاره الوخيمة على أمن واستقرار ووحدة البلاد .. وإذن فهذه الأولوية، على أهميتها، مسبوقة بأولويات كسر الجمود والحلقة المفرغة التي يدور فيها العمل الوطني منذ مدة، وخصوصا الشكل الذي هو عليه هذا العمل الوطني للقوى الحية في شتاتها . إن البلاد تواجه خطرا وجوديا من طرف الاختراق والأجندة الصهيونية وهو ما يستوجب التحرك الفوري لتدارك ما يمكن تداركه، وهو ما يفرض بناء ميزان قوى يمكِّن من القدرة على المواجهة .. ومن هنا أولوية تجاوز وضعية الشتات التي لا يمكن تصور أي إنجاز بها في أية مواجهة .. ومن هنا، بالتالي أولوية الاعتصام = الوحدة . الأولوية إذن، بعد اتضاح الأمر الواقع الذي وضعنا فيه جميعا وعلينا التعامل معه، وبعد اتضاح ما العمل ؟ وهو سرعة التحرك لإنقاذ أنفسنا بالعمل على إنقاذ بلادنا من الانهيار المحقق، فالمطروح آنيا هو كيف العمل ؟ ومن المعنيُّ بهذا العمل ؟ ؛ أي من المعني بالاضطلاع بمهام هذه المرحلة ؟ . إن الجواب عن هذه الأسلة يتطلب عملا (كتابا) مستقلا ولا شك . لكن محور هذا العمل، لمن يريد أن يبادر، واضح تماما . إن المعنيين هم جميع المغاربة أصحاب المصلحة في حماية بلادهم بغض النظر عن الانتماء الفكري والسياسي، مؤسسات وهيآت وفعاليات وعموم المواطنين .. إلا من أبى ! يقول الله سبحانه وتعالى : “ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “ صدق الله العظيم ويضيف عز وجل : “ ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم “ صدق الله العظيم ونفس المعنى تعبر عنه مدرسة أخرى من مناهضي التطبيع بشعار :
” بالوحدة والتضامن اللي بغيناه يكون يكون ” آخر الكلام … لكل ما تقدم، ليس من أجل فلسطين وحسب، وإنما، أساسا، لحماية وطننا من التفتيت وشعبنا من التمزيق ودولتنا أساس ولحمة كياننا من التفكيك والفوضى والتدمير .. ف : يا مناهضي التطبيع .. اتحدوا !