حيمري البشير

مداخلة مرتقبة في لقاء برشلونة المرتقب يوم السادس والسابع من دجنبر

بسم الله الرحمان الرحيم تحية صادقة لكل الذين فكروا في انعقاد هذا اللقاء وأحيوا فينا  بذلك روح الأمل من أجل انتزاع حقنا في المشاركة السياسية كمغاربة يعيشون في الشتات   للمساهمة بدورنا في تعزيز قيم الديمقراطية في بلادنا من خلال التجارب التي عشنا بينها  لسنوات في العديد من دول العالم نعود من جديد  في لقاء برشلونة،لمواصلة المعركة،رغم أننا نتابع بأسف مسلسل الفساد المستشري في بلادنا والذي تورطت فيه النخب السياسية التي تدبر شؤون البلاد والتي أدخلت البلاد ،مرحلة صعبة من تاريخها ،سنساهم لا محالة في هذه المحطة لمناقشة مايجري بكل شفافية ،ونساهم بدورنا في إطار نقاش مسؤول وبكل شفافية للمساهمة برأينا للخروج  من الأزمة ومرحلة اليأس التي تعاني منها بلادنا خلال فترة  ليست  بالقصيرة .لقاؤنا في برشلونة فرصة،سيفتح لنا آفاقا جديدة لمواصلة المعركة من أجل انتزاع حق مشروع في الدستور المغربي .  معركتنا وحضورنا على مستوى الإعلام ، لم يتوقف منذ سنوات .وكنا دائمي التعليق في كل المناسبات لتذكير الجهات الرسمية بأننا مستمرون في المعركة لانتزاع الحقوق التي ناضلنا من أجلها لسنوات  من خلال حضورنا المتواصل في عقد لقاءات  خارج المغرب. وداخل المغرب لتذكير الجهات التي يهمها الأمر بأننا لم نستسلم لانتزاع حق مشروع في الدستور .ولقاؤنا هذا يندرج فينفس الإطار  لمواصلة   المعركة  ورفع التحدي من جديد والتعبئة لانتزاع الحق  الذي ضمنه دستور2007لكنه بقي معلقا ،رغم مواصلة  جمعيات المجتمع المدني الجادة في خلق نقاش على مستوى  المنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية في عدة دول تنشط فيها جمعيات جادةتتابع مايجري من نقاش على مستوى الأحزاب السياسية في بلادنا ،وحتى نتكلم بصراحة،فإن هناك تغييب  تام للنقاش على مستوى الأحزاب السياسية فيما يخص مسألة المشاركة السياسية لمغاربة العالم ،هذا الغياب الذي لمسناه كفعاليات سياسية  كان لها  ارتباط بحزب الإتحاد الإشتراكي لسنوات عدة وكنا دائمي الحضور في مؤتمرات الحزب ،وفوجئنا بتغييبنا قصرا من مؤتمرات الحزب في السنوات الأخيرة  وتأكدنا من   أن المستهدف بالدرجة الأولى في الخطاب السياسي الحزبي تغييب مسألة المشاركة السياسية لمغاربة  العالم .هذا الخطاب أصبح قاسم مشترك لدى العديد من الأحزاب السياسية في مؤتمراتها .بل قاسم مشترك تخشى الأحزاب من إدراجه في النقاش .بكل أسف تغييب  مغاربة العالم ومساهماتهم في النقاش السياسي داخل الأحزاب السياسية في بلادنا أصبح القاسم المشترك الذي حصل في شأنه إجماع في  خطاب الأحزاب السياسية  .ويبقى دور النسيج الجمعوي في أوروبا  ومن خلاله جمعنا المبارك في مدينة برشلونة اليوم نتمنى أن يكون فرصة نجدد من خلالها النضال  لانتزاع حق المشاركة السياسية لمغاربة العالم ،ووقف مسلسل الإقصاء الذي نعاني منه كفعاليات تتجشم باستمرار المتاعب والمعاناة وتضحي بكل ما تملك لمواصلة المعركة لإثبات حضورنا لانتزاع حق المشاركة السياسية لمغاربة العالم .إن لقاءنا اليوم  وحضورنا اليوم رغم متاعب السفر ،فرصة يجب أن نستغلها جميعا لتوجيه رسائل واضحة للحكومة ومكوناتها ولمختلف الأحزاب السياسية المغربية بأن معركتنا مستمرة لانتزاع حق مشروع ضمنه دستور 2007 وتغييب مغاربة العالم يبقى وصمة عار  لن نسكت عنه  .لقاؤنا اليوم في برشلونة يجب أن يطبعه نقاش صريح للخروج بورقة عمل تتضمن توصيات مفتوحة لمكونات الحكومة الحالية ولكل الأحزاب السياسية سواءا الموجودة في الحكومة أوالمتواجدة في المعارضة .إن إحياء فتح النقاش حول المشاركة السياسية لمغاربة العالم في أفق الإنتخابات المقبلة أصبح ضروري لأسباب متعددة منها بالأساس ضرورة تفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركةالسياسية  المؤجلة منذ سنة2007 وفتح نقاش اليوم في هذا اللقاء  الذي يجمع فعاليات من مختلف الأحزاب والإنتماءات السياسية  والغير المنتمية هو في الحقيقة فرصة لتوجيه رسالة واضحة للحكومة بمكوناتها السياسية لفتح نقاش جدي وصريح مع مغاربة العالم في أفق تفعيل مسألة المشاركة السياسية لمغاربة العالم في الإستحقاقات القادمة.إن إحياء النقاش من جديد من خلال هذه المحطة،فرصة كذلك للحديث عن الدور الفعال والإيجابي الذي أصبح يلعبه مغاربة العالم في العديد من الدول الأروبية من خلال حضورهم الوازن داخل الأحزاب السياسية في دول الإقامة وتواجدهم في المجالس المنتخبة في العديد من الدول الأروبيةوالنماذج كثيرة التي وصلت إلى مناصب على مستوى البلديات ومنهم من تحمل مسؤوليات في عدة حكومات أوربية ،إن تعزيز الحضور السياسي لمغاربة العالم من الجنسين معا يزكي  قيمة الثقافة السياسية التي تمتلكها العديد من الكفاءات المغربية من الجنسين معا والدور الإيجابي  الذي أصبحت تقوم به في العديد من المجتمعات الأروبية والنماذج متعددة.إننا بالفعل نقدم صورة لامعة كمغاربة في أروبا  قادرون على تحمل المسؤولية بكفاءة عالية  داخل المغرب وإذا كنا قد وجدنا ضالتنا في الأنظمة الديمقراطية التي نعيش بين أحضانها فإننا نريد في نفس الوقت أن نجسد الرغبة في  تعزيز الممارسة الديمقراطية في بلادنا كذلك ،ونغني التجربة الديمقراطية المغربية بالقيم النبيلة التي نعيش بينها .إن المجتمع المغربي بحاجة ماسة للإستفادة من التجارب التي مررنا بها في المجتمعات الأروبية والسنوات الطويلة التي قضيناها في المجتمعات الأروبية تعلمنا منها الكثير ولا بأس أن ننقل  التجارب والقيم الديمقراطية والسلوك الإيجابي  من خلال المشاركة السياسية  والتمثيلية في كل مؤسسات الحكامةودعم التجربة الديمقراطية التي أصبحت تشوبها شوائب الفساد وفي حاجة ماسة لكي ننقل التجارب الديمقراطية التي تشبعنا بها لسنوات عدة في المجتمعات الأروبية ودول العالم الأخرى   .سنكون بدون شك  أكثر استعداد لدعم سياسة المغرب بالإنفتاح والإستفادة على تجارب الدول الناجحة  من أجل تفعيلها في بلادنا .إن لقاء برشلونة يجب أن نجعله محطة مفصلية في الهجرة لدعم التجربة الديمقراطية في بلادنا من خلال القطع مع الفساد وانتقال ديمقراطي حقيقي ،ولتجسيد هذه الرغبة على أرض الواقع ،لا بد من الخروج بتوصيات بناءة قابلة لتجسيدها على أرض الواقع في بلادنا ،تتفاعل معها النخب السياسية في بلادنا بشكل إيجابي لتجاوز المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا .وإذا كانت بلادنا بحاجة لدعم مسارها التنموي والقطع مع الفساد ،فإن مغاربة العالم قادرون على حمل المشعل والمساهمة بشكل إيجابي بدعم المسلسل الديمقراطي والقطع مع الفساد .ومن دون شك ،نحمل هم  والإكراهات التي يعاني منها المجتمع المغربي ولدينا رغبة للمساهمة في دعم الديمقراطية في بلادنا والخروج دائرة الشك التي يتخبط فيها المجتمع المغربي .إننا من دون شك نحمل إرادة سياسية للمساهمة في التغيير الإيجابي في بلادنا ونقل تجاربنا في بلدان الإقامة على أرض الواقع المغربي من خلال المحطات المقبلة التي ستعيشها بلادنا ،ويجب أن تكون محطة برشلونة محطة مفصلية في علاقتنا مع وطننا الحبيب وفرصة سانحة لنقل تجاربنا الديمقراطية من خلال تفعيل حقيقي للمشاركة السياسية لمغاربة العالم في أفق الإنتخابات المقبلة في بلادنا .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID