حيمري البشير

الإتحاد الإشتراكي الذي ……كان ولم يعد كما كان

الإتحاد الإشتراكي  الذي تلقيت فيه المبادئ الأولى في النضال السياسي .حزب الشهداء الذين تركوا بصمتهم في تاريخ المغرب ،لم يعد سوى ذكرى في ذاكرتي .فضلت ترك الجمل بما حمل لكني بقيت معلقا بتاريخ الحزب وبلدتي وبفرع الحزب الذي تلقيت فيه المبادئ الأولى في السياسة على يد المرحوم محمد مغفور رحمه الله . وسأبقى أذكر أبنائي بتاريخ المناضلين الشرفاء الذين قدموا ضريبة النضال في زمن كان البوح فيه بكلمة الإتحاد الإشتراكي  تعبر عن سياسة وحلم رسمه من قاد معركة التصحيح في زمن ،كان فيه (لي هضر يرعف،أوسيل دمو)بالدارجة المغربية،لازال العديد من الذين زاروا معتقلات معروفةفي الدار البيضاء أوفي نواحي المغرب المنسي  يتذكرون ما تلقوه من ترحاب ،عفوا من عذاب سيبقوا في ذاكرتهم ترويه أجيال لأجيال ،حزب الإتحاد الإشتراكي لم يعد هو الحزب الذي ترك  رجاله بصمتهم في تاريخ المغرب وهم كثر المهدي المختطف في باريس والمغتال بدون أثر يذكر ولا محاكمة لسفاحيه،وحتى الذين كان من المفروض أن يتقفوا أثره ويبحثون عن جثته سكتوا للأبد وتشبثوا فقط بإحياء ذكراه  كل يوم من التاسع والعشرين من أكتوبر كما كنا نحييها كل سنة في فروع حزب الإتحاد  سابقا ،لا أدري هل جيل z الذي تربى غالبيته في فروع الإتحاد التي اندثرت بل أصبحت أطلالا في معظم مدن المغرب ،هل أصبح من يقود الإتحاد الزوايا وحاملي فكر جديد لا علاقة له بالنضال السياسي وبالتغيير الذي كنا نحلم به نحن الذين تربينا على رجال رضعوا السياسية والنضال من تذي أمهاتهم .من رجال زاروا المعتقلات الرهيبة وهم صغارا.الإتحاد الإشتراكي ياسادة ياكرام لم يعد كما كان في عهد عبد الرحيم الذي لازلنا نحتفظ بذاكرته وبتاريخه وهو الذي ترك بصمته فينا ،الإتحاد الإشتراكي الذي تعلقنا به من خلال الملاحم التي تركها لنا المهدي وعمر وعبد الرحيم وطائفة من المناضلين الشرفاء الذين قدموا ضريبة النضال في المعتقلات والسجون الرهيبة،وما أكثرها .الإتحاد اليوم ،دخل مرحلة التغيير ،السلبي ،مسح ذاكرة جيل وتاريخ حافل ،دخل مرحلة التغيير التي نراها سلبية ويروها هم الذين قادوا مؤتمر الحزب الأخير ضرورية للفوز قي الإنتخابات،الحزب الذي كان سابقا يستمد قوته ويحتفظ بامتداده الجماهيري بارتباطه بهذه الجماهير  المنتشرة في هوامش المدن وفي سفوح الجبال وليس في الأحياء الراقية في المدن.الإتحاد لم يعد زاخرا بالمفكرين والمنظرين الذين حافظوا على فكر المهدي وعمر وعبد الرحيم وغيرهم الذين غادروا تاركين بصمتهم للذكرى من خلال صور لازالت معلقة في الفروع المتبقية .لم أعد أسمع عن حزب الإتحاد في العهد الجديد ،لأن الفروع أصبحت زوايا وأتباع الزوايا ،في العهد الجديد عهد مولاي إدريس لا أدري هل نسميه الأكبر ،لأن  لكبير غير الله في المفهوم الدارج المغربي .هل أصبح الحزب زاوية فارغة لا يقصده السياسيون الذين يرغبون في التغيير من خلال ممارسة السياسة وليس البحث عن الإستفادة من المشاركة في تدبير المجالس وتقسيم الغنائم وإن كان وزير الداخلية لفتيت قد فطن للعبة وبدأ خطابه في الآونة الأخيرة بالوعد والوعيد لثني من يتطلع لصنبور الغنائم الجماعية والقروية والبلدية ،بأن موسم الجفاف قد حل قبل الأوان مولاي إدريس الأصغر في عيون من تربوا في حزب المهدي  وعمر وعبد الرحيم  بدأ يحضر لموسم الإنتخابات الذي اقترب بسياسة  جديدة ،بدأ يحضر لاستقطاب رموز الزوايا لتعويض المناضلين الذين أقصاهم من المشاركة في المؤتمر الثاني عشر الأخير .لم يعد حزب الإتحاد الذي تربينا فيه كما كان ،وقريبا ستصبح فروع الإتحاد خاوية على عروشها ،مقرات الإتحاد ستصبح فروعا للزوايا للتعبد وللا علاقة لها بالممارسة السياسية وتلقين الأجيال للذاكرة التي خلفها المهدي وعمر وعبد الرحيم وقافلة من الذين غادرونا لكن فكرهم بقي راسخا في ذاكرتنا .آه كنا نحلم بالتغيير في زمن التغيير ولم نعد نحلم بالتغيير في حزب التغيير الذي كنا نقوده نحن الذين عاصرنا عمر  الذي احتفظنا  فقط بذكرى اغتياله المشؤومة وقرأنا عن المهدي ونضاله واحتفلنا كل سنة بذكرى اختطافه وبقينا خلال حقبة زمنية نحتفل كل سنة بذكرى اختطافه واغتياله من دون أن نصل للحقيقة  .لم يعد جيل مولاي إدريس يبحث عن الحقيقة بل بدأ يرسم لمرحلة جديدة ستغير ملامح الإتحاد إلى الأبد 

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID