حيمري البشير

ما قيمة القلم المستقل الذي لا يجرئ أن يكشف المحضور

الشعب الذي يعاني من غياب حرية التعبير ،هو شعب لا قيمة له ،سيصبر على كل المحن والمصائب التي تحل به،لكنه لن يقبل بالإهانة وبمصادرة حقوقه ،في الشغل ،وفي العيش الكريم ،خصوصا عندما يتابع ما يجري في العالم عبر القنوات وعبر وسائل التواصل الإجتماعي ،لحظة بلحظة.الشعب المغربي كباقي شعوب العالم ،فخور بامتداده الحضاري الذي تجاوز أربعة عشر قرنا.شعب عصي عن قوى التخريب والهدم الخارجية،شعب عصي لا يخضع ولا يستسلم ،خصوصا ضد كل من يريد قيادة البلاد للهاوية، قيادات سياسية فقدت مصداقيتها وغيرتها على بلادها من خلال ممارسات كشفتها الأقلام والأصوات الغيورة التي ترفض ممارسات تورط فيها وزراء يمتلكون شركات وفي نفس الوقت يستفيدون من دعم الدولة.ومن يريد معرفة الحقيقة فما عليه إلا متابعة ماكشف عنه الصحفيون الشرفاء الذين ألبوا عليهم حتى من خلق لحماية حرية التعبير في المجتمع المغربي ،لكن هذا الإطار فقد كل مصداقية لدى الشعب المغربي لأنه أصبح الذراع الذي يسكت الأصوات الشريفة ،من خلال إسقاط صفة الصحفي ،بنزع بطاقته وإسكات صوته،وتسهيل محاكمته .وبالتالي ترك الفرصة للأصوات التي تخدم أجندة بارونات الفساد وتشويه الحقائق مقابل المال .إن ما يتعرض له حميد المهداوي ،مسلسل لا تخدم الإستقرار في البلاد ،بل يخدم أجندة بارونات الفساد والنهب ،وأعداء الديمقراطية وحرية التعبير .لا نريد أن يسير المغرب بوجهين مختلفين ،ولا نريد أن يعيش الشعب بين متناقضات جهوية ،وفوارق اجتماعية،ومن أجل ضمان الإستقرار في البلاد ،علينا أن نحمي الأصوات التي لها غيرة على حرية الصحافة ،وتنطق بالحقيقة ،وتكشف المستور ،وإذا كان جلالة الملك قد أشار في إحدى خطبه إلى ضرورة محاربة الفوارق الإجتماعية في سياسة الحكومة فمعناه أن هناك خلل في التدبير الحكومي ،والرسالة لم تستوعبها الإطارالذي عهد إليه المشهد الإعلامي والصحفي ببلادنا ،والذي أصبح من من منظور العديد إطار لإسكات الأصوات التي تنطق بالحق وتكشف المستور .ولتخليق الحياة العامة في البلاد فنحن بحاجة للتغيير في التدبير الإعلامي والصحفي ،ولسنا بحاجة لإطار يعمق الجراح من خلال تجويع الأصوات التي تفضح الفساد بسحب صفة وبطاقة الصحافة عنهم .لا نريد أن يكون هذا الإطار الذراع الذي يلجم الأصوات الحرة،بل نريد إطارا يدعم حرية التعبير في البلاد ويعزز قيم الديمقراطية ،ويحمي الأصوات التي تنطق بالحق،صوت الشعب الذي يريد دعم الديمقراطية في البلاد وحماية صورتها بالخارج .إن ما وقع في المدة الأخيرة كانت بادرة خير حلحلت الوضع السياسي في البلاد وإن كان البعض يراها انتفاضة إعلامية سبقت انتفاضة شعبية ،وإنما أعتبرها شخصيا صحوة كان من الضروري أن تكون بداية لتربية جيل ينطق بالحقيقة ويرفض الفساد والنهب ،ولعل خطاب وزير الداخلية وحملة الإقالات والإعتقالات التي بدات هي بداية حقيقية لمحاربة المفسدين ومحاكمتهم ومصادرة وإرجاع كل الأموال المنهوبة ،وبالتالي بداية للقطع مع سياسة أدوى الشعب المغربي ثمنها غاليا .يجب الضرب بيد من حديد ،والرحمة في كل الذين أساؤوا لصورة البلاد ونهبوا الأموال بغير حق .الشعب المغربي سيقف مصفقا لدعم سياسة الدولة في استرجاع الأموال المنهوبة ومحاكمة المفسدين .والشعب لن يسكت بعد اليوم عن الوزراء أصحاب المشاريع والمستفيدون من دعم الدولة .والشعب المغربي زلن يقبل بعد اليوم من سياسيين يزاوجون بين المشاريع والتدبير الحكومي ويستفيدون من دعم الدولة.وأخيرا وليس آخرا .فاستعمال العصى والتضييقات على الحريات وإسكات الأصوات الحرة والشريفة التي تدعم حرية التعبير والديمقراطية خط أحمر لن يقبل أحد بإسكاته وتجويعه ولجمه.حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID