عن ماذا يبحث الزعماء الفاشلون من لقاء تونس؟
أتساءل لماذا يعادي قيس سعيد المملكة رغم أن مواقف الملك اتجاه الأحداث التي عرفتها تونس سواءا في عهد الراحل بورقيبة أو بن علي كانت مواقف مساندة لتونس في محنتها ،والتاريخ يشهد بذلك فالمرحوم الحسن الثاني كان سباقا لدعم تونس إبان المؤامرة التي تعرضت لها تونس من طرف النظام الليبي آنذاك العقيد القذافي .وتكرر الدعم المغربي بعد ثورة الياسمين وإسقاط نظام بن علي وانتشار الفوضى وعدم الإستقرار في تونس وخلوها من السياح ،والذي تسبب في أزمة خانقة للبلاد ،وفي خضم هذه الأزمة زار العاهل المغربي تونس وتجول في شوارعها من دون حراسة ،ليعطي صورة عن الإستقرار الذي تعرفه تونس في الوقت الذي كان يصعب على المسؤولين الجدد الخروج من دون حراسة مشددة ،العاهل المغربي سلم على الشعب في شوارع العاصمة وأخذ معهم الصور ليبين للعالم أن هناك أمن واستقرار في هذا البلد حتى تعود الحركة السياحية لسابق عهدها وتنتعش الحياة الإقتصادية من جديد .أتساءل ما الدوافع التي جعلت قيس البئيس وليس السعيد ينخرط مع نظام الكابرنات في التآمر على المغرب ومحاولة زعزعة استقراره وتشكيل حلف فاشل بكل المقاييس لن يحقق الأهداف التي رسمها نظام الكابرنات لمحاصرة المغرب وقد فشلوا بعد امتناع موريتانيا حضور اللقاءين على التوالي .يبدو أن قيس البئيس يتخبط وقد بدى غير قادر على تدبير الأزمة في تونس ويحاول بشتى الطرق تنفيذ التعليمات الواردة عليه من الكابرنات ،مقابل الدعم المالي للتخفيف من الأزمة الخانقة التي تعاني منها تونس .وتعليق على اللقاء الذي حضره قادة الدول الثلاثة ليبيا وتونس والرئيس الجزائري .لم أجد تفسيرا للمبعوث الليبي إلى الرباط بعد اللقاء حاملا معه رسالة من القيادة الليبية والتي كانت حاضرة في اللقاء في تونس إلى جلالة الملك .هل هي رسالة تطمين بأن ليبيا لن تنخرط في مؤامرة تستهدف المغرب ؟أم تقريرا عن اللقاء الثلاثي والذي يستهدف بالدرجة الأولى المغرب وتبرأ القيادة الليبية مما يحاك ضد المغرب ووحدته الترابية.يبدو أن التحرك الليبي في اتجاه المغرب يعكس الفشل الذريع للمبادرة التي يقف من ورائها النظام في الجزائر ومعه قيس البئيس وأستسمح للأشقاء التونسيين لاستعمال المصطلح عوض استعمال الأحمق ،لأن الشعب التونسي يستحق زعيما في مستوى تاريخ تونس ورجالات تونس .إن المبادرات التي تحتضنها تونس للمرة الثانية على التوالي تقف من ورائها الجزائر وتستهدف المغرب،وهي محاولة فاشلةولن تعيق المسار الذي خططه المغرب لإشراك دول الساحل في شراكة متقدمة وفتح المحيط الأطلسي أمامهم في اتجاه أمريكا الشمالية والجنوبية على حد سواءوبناء شراكات متقدمة مع العديد من الدول.إن انخراط تونس في التآمر على المملكة المغربية مقابل المال الجزائري،لإخراجها من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعاني منها تونس ليس في مصلحة العلاقات التي جمعت تونس والمغرب منذ الإستقلال،وستؤثر لامحالة في العلاقات الإقتصادية بين البلدين ولا نستبعد خروج البنك المغربي والذي له عدة فروع في تونس ويوظف عدد لا يستهان به من الأطر التونسية.واستمرار قيس البئيس التآمر على المغرب وتنفيذ مخطط الكابرنات سيكون له انعكاسات سلبية على العلاقات التي تربط المغرب وتونس وهو تجمع اقتصادي فاشلولا يخدم مصالح شعوب المغرب العربي ،والتي تأمل أن يتحقق مشروع وحدة المغرب العربي الذي خطط لها زعماء وقادة المنطق الذين رحلوا عن هذه الدنيا في لقاء مراكش سنة1975 .إن أسباب عدم الإستقرار في منطقة المغرب العربي ،وفشل تحقيق التكامل الإقتصادي يرجع بالدرجة الأولى للنظام القائم في الجزائر والذي يسعى بشتى الطرق تشكيل تحالف هش ضد المغرب فطنت له موريتانيا وقاطعته وهي تعرف أن مصلحتها تكمن في الحفاظ على علاقتها مع المملكة والحفاظ على استقرار المنطقة يكمن في عدم الإنظمام لهذا التحالف الذي يستهدف بالدرجة الأولى المغرب .إن زيارة المبعوث الليبي للمغرب وتسليمه رسالة من المنفي لجلالة الملك ومقاطعة موريتانيا للقاء الثلاثي المنعقد في تونس ،مؤشر واضح على فشل مشروع الوحدة الذي دعت إليه الجزائر،والذي كان يستهدف بالدرجة الأولى المملكة المغربية الشريفة
إن هذا الاجتماع كشف في طياته رغبة ملحة لدى الدول الثلاث لتكثيف التنسيق الأمني بين حدودها المترابطة، في ظل تصاعد تدفق المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء وبروز توترات أمنية خطيرة تنبئ بتجدد الاشتباكات بالأسلحة في ليبيا المنقسمة بالصراعات الداخلية.
وبرأيي، فإن الجزائر استشعرت وجود مخاوف أمنية محدقة على حدودها البرية مع جارتها ليبيا نتيجة انتشار النزاعات والأسلحة وتغلغل أجنبي في ليبيا بقوات عسكرية من أميركا وتركيا وروسيا. و هذا يشكل تهديدا مباشرا على حدودها من قبل دول لديها أطماع في ثروات طبيعية ليس فقط في الجزائر كدولة كبرى منتجة للطاقة، وإنما في تونس وليبيا كذلك .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك