أخبار المهجر

وجهة نظر على هامش البث الإفتراضي الذي نظمه الصحفي مصطفى الأبيض حول تدهور العلاقات المغربية الألمانية

أزمة كورونا وإغلاق الحدود والأجواء  لم تكن عائقا أمام مغاربة العالم للتواصل فيما بينهم ،ومناقشة القضايا التي تفرض تبادل  الرأي  فيها ،والتعبئة للدفاع عن قضايا المغرب الأساسية .فأصبحت بذلك  وسائل التواصل الإجتماعي ،واللقاءات عبر البث الإفتراضي  فرصة لمعرفة الحقيقة و البحث عنها .وعندما يؤطر اللقاءات صحفيين لهم من التجربة في التواصل مع مغاربة العالم ومن الإلمام بقضايا  كبرى ترتبط بالخصوص بالمغرب والمغاربة.تدفع المتابعين والمهتمين بالداخل والخارج بمتابعتها . رقم لايستهان به تابع قبل يومين هذا البث .   تابعت كذلك هذه الندوة التي لم يوفق  الصحفي الذي سير الجلسة مائة في المائة .الجلسة لم يحترم فيها الصحفي  المناصفة ،لكنه أحسن اختيار السياسية التي كانت مجمل تدخلاتها تنم عن ثقافة سياسية عالية 

 رزينة في جل تدخلاتها متابعة لمايجري  ،كانت حريصة على تفادي التصريحات التي قد تعمق موقف العداء لألمانيا حيث تقيم،ومشاركة رجل قانون من إسبانيا كان مهما لأن إسبانيا تتقاسم مع ألمانيا نفس  المشاكل في علاقتها مع المغرب .المحامي المتدخل من إسبانيا كانت مشاركته بناءة رزينا .تصريحاته تنم عن إلمام ومتابعة لما يجري في الساحة الإسبانية.بلجيكا  كان لها مشاركين  متناقضين  ناشط سياسي من اليسار ينتمي لتنسيقية الشتات أتقاسم معه  نفس القيم والإنتماء .نجح في كل تدخلاته التي طبعها الصراحة .نقل حقيقة مايجري في الساحة من خلال معطيات لا تغيب عن أحد. لم يدافع عن الدبلوماسية الرسمية  لأنها في نظره أخفقت ولم تفلح في تدبير القضية الوطنية بالتنسيق  والتعاون مع الدبلوماسية الموازية.والفاعل الجمعوي الآخر من بلجيكا  خطابه شعبوي هاجم الأحزاب السياسية واعتبرها بصريح العبارة دكاكين سياسية وفاقدة للشرعية ،خطاب مرفوض يبخس العمل السياسي وفي نفس الوقت يحاول تلميع  العمل الذي يقوم به المجتمع المدني و يقع في تناقض عندما يؤكد أن هناك صراع محتدم  داخله ،مما يعيق تحقيق الأهداف المرجوة لدعم القضية الوطنية،ولم يقتنع  مطلقا بضرورة الانتماء للأحزاب السياسية في بلجيكا  والانخراط من داخلها لتصحيح مغالطات الخصوم .المتدخل نصب نفسه مدافعا عن مجلس الجالية ونوه بالمبادرة التي قام بها بتوقيعه شراكة مع كلية الحقوق بالرباط لتأطير الجالية فيما يخص القضية الوطنية.وقد رد عليه مواطنه  برد  شاف   انتقد فيه مجلس الجالية  الذي بعد 13سنة من تأسيسه بادر  لتوقيع  الاتفاقية مستفزا   الأحزاب السياسية المغربية وتبخيس النضال السياسي الذي يقوده سياسيون وإعلاميون  لسنوات في اوروبا بصفة عامة  بما فيها بلجيكا  هدفه ومسعاه. المتدخل الثاني الذي مدح مجلس الجالية ليس له البثة الرغبة  في الإنخراط في الأحزاب السياسية  البلجيكية وله عداء دفين للأحزاب السياسية  المغربية،والتي يعتبرها غير مؤهلة لتأطير مغاربة العالم  والدفاع عن قضية الصحراء(بصريح العبارة قال فاقد الشيئ لا تعطيه) قمة الشعبوية  وأعتقد أن ذاكرته ضعيفة وغير متابع للشأن السياسي  ولايعلم بالدور  الذي لعبه قادة الإتحاد الإشتراكي  في الأممية الإشتراكية والمجهود الكبير  الذي بذله المرحوم عبد الرحمان اليوسفي الذي ترأس هذه المنظمة  وقام بإقناع العديد من الدول بالتراجع عن اعترافها بالجمهورية الوهمية .نسي المتدخل الشعبوي الثاني من بلجيكا  أن الإتحاد الإشتراكي وحامل نفس أفكاره من الدنمارك أن حزب الاتحاد الإشتراكي  له علاقات قوية مع أحزاب اليسار في أوروبا ويحضر مؤتمراتهم السنوية،وهو دائم الحضور في مؤتمرات الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في الدنمارك.وحضرت شخصيا لقاءات بمعية ممثلين للحزب من المغرب  وعليه أن يستفسر السفيرة المغربية التي له علاقة وطيدة لتعطيه التفاصيل  حتى يصحح معطياته الخاطئة التي أدلى بها  ،ولافرق بينه وبين المتدخل الشعبوي من بلجيكا لانه يكره الاحزاب السياسية المغربية  وليس له انتماء سياسي في الدنمارك ويشتغل داخل المجتمع المدني الذي يعرف صراعا كبيرا مما يعيق التلاحم والوحدة بين المغاربة في الدنمارك.كنت أتمنى  أن يتم  تفادي بعض المشاركين  في الندوة الخطاب الشعبوي ويتبنوا خطابا صريحا يساهم في المصالحة والوحدة وليس خطابا   يؤجج أكثر الوضع القائم ،كنت أتمنى أن يتبنوا خطابا يدعو  للإنخراط في الأحزاب السياسية في بلدان الإقامة ومن داخل هذه الأحزاب يصححون  مايروجه الخصوم عن المغرب ،كنت أتمنى أن يقوموا بتعبأة مغاربة العالم للإنخراط في منظمات المجتمع المدني في بلدان الإقامة ويصححوا المعطيات التي يروجها الأعداء  .إن ادعاء المشارك من الدنمارك والشعبوي من بلجيكا الذي يعتبر الأحزاب دكاكين سياسية بأن عمل المجتمع المدنييعرف صراعا حادا ، كاف  للدفاع عن قضية الصحراء .فهذه جملة مغالطات يجب تصحيحها  وهي التي أوصلت قضية الصحراء لهذه الوضعية.إن تنظيم وقفات بالزي الصحراوي وترديد شعارات الصحراء مغربية  لا يحقق الأهداف المنشودة وماقاله المشارك من الدنمارك في الندوة لا يعكس الحقيقة ومغاربة الدنمارك يعلمون بذلك  فالنسيج الجمعوي يعرف صراعا كبيرا لايخدم القضية الوطنية ،وقد حضرت  لقاءات متعددة نظمها البوليساريو في الجامعات الدنماركية وغاب عنها مخاطبكم من الدنمارك  وكذا العديد من اللقاءات التي نظمتها منظمتان معروفتان  في الدنمارك afrika kontakt   غيرت إسمها .تحدث المشارك من الدنمارك عن لقاء نظم في البرلمان  حول مقترح تقدم به حزب ضعيف وهو في الحقيقة يلعب دورا مهما في دعم القضية الفلسطينية وله أربعة عشر نائبا في البرلمان .وعندما يحضر لقاءا في البرلمان باسم منظمات المجتمع  المدني فهذا يبين العداء والموقف السلبي من الأحزاب سواءا في الدنمارك أوالمغرب.و يضع  ثلاثة أحزاب يسارية في سلة واحدة وهي  الداعمة للحكومة الحالية .القائمة الوحدة وحزب الشعب الاشتراكي  وحزب البديل  وهي أحزاب لها وزنها تدعم المرتزقة وتعتبر المغرب محتل للأقاليم الجنوبية. وعندما تحدث المشارك من الدنمارك عن وقفة استوكهولم  فإنه لم يقل الحقيقة حول عدد المشاركين من كل دولة  فمشاركة الدنمارك كانت ب ثلاثة حافلات فقط  .وعرفت الرحلة مشاكل كبيرة وكانت كارثية لأنها كانت في مكان بعيدا ،مكان خلاء  غابت عنه وسائل الإعلام السويدية.فالذين  كانوا مسؤولين عن الرخصة لم يستطيعوا إقناع الشرطة بتنظيم الوقفة أمام البرلمان .حضرت القنوات الإعلامية المغربية  ونقلت للرأي العام الوطني .كانت الوقفة فاشلة بكل المقاييس. المتدخل  من الدنمارك مع كامل الأسف لم يشر للدور الذي لعبه الوفد المغربي  المكون من نبيلة منيب وبن عبد القادر ومناضلة من حزب التقدم والاشتراكية في إقناع الحكومة بالعدول عن الاعتراف  بجمهورية الوهم وعدم الإشارة للدور الذي لعبه الوفذ دليل قاطع مرة أخرى على تبخيس عمل الأحزاب السياسية المغربية.وينضاف المجهود الذي بذلته أحزاب اليسار المغربية للضغوط التي مارستها الحكومة لإعطاء الانطلاقة لمشروع شركة إكيا السويدية في الدارالبيضاء. المتدخل من الدنمارك  قال ،لسنا في حاجة لأكاديميين  للتعريف بالقضية الوطنية وهو تبخيس كذلك للشراكة التي وقعها مجلس الجالية  ،ولم تكن له الجرأة لقول الحقيقة في غياب الجيل المزداد في الدنمارك عن الساحة الجمعوية لأن الدفاع عن القضية الوطنية ليس مقتصرا على الجيل الأول الذي يقوده هو .نحن في حاجة إلى بديل  يتحمل المسؤولية في المستقبل .المتحدث من الدنمارك لم تكن له الجرأة للحديث عن الحلول الممكنة لتصفية الأجواء داخل الجالية المغربية والنسيج الجمعوي  .هذا الصراع  الذي انعكس سلبا على تدبير القضية الوطنية ،وبصريح العبارة كان عليه قول الحقيقة ويتأسف على الوضع القائم والذي يؤثر سلبا على تدبير القضية الوطنية. بكل أسف المعطيات التي أدلى به المتدخل من الدنمارك كانت في غالبيتها مجانبة  للحقيقة والصواب فالبوليساريو حاضرون بقوة في الساحة ونحن منشغلون في صراع بيننا تغذيه في الغالب السفارة المغربية. 

إن الدفاع عن القضية الوطنية في حاجة اليوم إلى إعادة النظر في السلك الدبلوماسي  ،نحن في حاجة إلى دبلوماسيين يجيدون التواصل باللغات الحية مقتنعون بالتنسيق والتواصل مع الدبلوماسية الموازية ،وفي حاجة كذلك لدبلوماسية برلمانية والتعاون والتنسيق بين الثالثة ضروري للتغلب على الإكراهات التي نعيشها في غالبية الدول الأوروبية 

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube