مراد العمراني الزكاري

حقيقة ما يقع للإيغور( الجزء الثاني)

مراد العمراني الزكاري محاضر بالمركز الاوروبي للاعلام الحر ببرشلونة

فهمنا من المقال السابق كيف تبنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تلك الحركة الاويغورية الإرهابية الانفصالية (الحزب الإسلامي التركستاني) منذ تسعينيات القرن الماضي، ولأن هذه الحركة التابعة لتنظيم القاعدة تحتاج إلى دعم من منظمات دولية وأبواق ومنصات إعلامية وشركات دعاية للترويج لها على أنها حركة مسلحة معتدلة تقاوم اضطهاد الصين للإسلام…فعلى الجانب الأخر من شاطئ الإرهاب العالمي، سعت الولايات المتحدة الأمريكية على التوازي إلى تجميع جيوش من جحافل القوات الناعمة، من المدنيين الأويغور المنشقين عن الحكومة الصينية، بحيث تعمل كمنصات إعلامية، وحقوقية، من أجل تهيأت المجتمع الدولي لطبيعة الظلم الواقع على الأويغور من النظام في الصين.

بالطبع تبدوا هذه المنابر وكأنها تعمل كبوق ناطق بأهداف ومصالح الأويغور، في شتى بقاع الأرض، وفي حقيقة الأمر هي مجرد أداة خبيثة تنفذ أجندة جيوسياسية أمريكية، وبالتأكيد حينما يتم توصيل الدائرة الكهربائية لهذه الجماعات الإرهابية الأويغورية التابعة لـ (الحزب الإسلامي التركستاني)، ستمنح بكين النسخة الخاصة بها من الحرب، وحينها ستوفر هذه المنابر المغموسة في دولارات الاستخبارات المركزية، الغطاء الشرعي لهؤلاء الإرهابيين، والترويج لهم في المحافل الدولية على أنهم محاربين من أجل الديمقراطية.

  • مؤتمر الأويغور العالمي (WUC)
    منظمة دولية مقرها واشنطن ، تدعو إلى تنظيم وقفات احتجاجية وتظاهرات أمام سفارات الصين في جميع أنحاء العالم، رئيسة هذه المنظمة (ربيعة قدير) تصف نفسها بـ (الغسالة التي تحولت إلى مليونيرة)، وتترأس أيضًا (جمعية الأويغور الأمريكية)، ومقرها واشنطن ، وهي منظمة حقوقية تتلقى التمويلات من الصندوق الوطنى للديمقراطية (نيــد)، مهندس وممول الثورات الملونة في العالم.
    مؤتمر الأويغور العالمي، منظمة وثيق الصلة أيضًا بهيئة (نيد)، وتتلقي تمويلات سنوية، بقيمة (215 ألف دولار)، تحت غطاء مشاريع البحوث والدفاع عن حقوق الإنسان، وتقوم هيئة (نيد) بتنظيم أعمال شغب في مدينة تشينغيانغ، مستترة خلف المنظمة الأويغورية، بين الحين والأخر، من أجل زعزعة استقرار الصين.
    وعبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمنظمة، تقرأ الإعلان عن تنظيم مؤتمر لحقوق الإنسان تحت عنوان (تركستان الشرقية – 60 عاما تحت الحكم الصيني الشيوعي)، برعاية وتنظيم هيئة (نيد) في 18 ماي 2017، جنبًا إلى جنب مع منظمة غير حكومية أخرى تدعى منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة.
  • منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة (UNPO)
    الرئيس الفخري لهذه المنظمة هو (إركين ألبتيكين)، أحد المنفيين الأويغور، عمل على تأسيسها أثناء عمله في وكالة الإعلام الأمريكية، وكمدير لشعبة الأويغور في راديو أوروبا الحرة، جنبا إلى جنب مع تأسيس (مؤتمر الأويغور العالمي) و(الكونجرس الأويغوري العالمي) سنة 1991، وهو صديق مقرب لزعيم التيبت المنفي (دالاي لاما)، وفقا للموقع الإلكتروني الرسمي لمؤتمر الأويغور العالمي.
    هذه المنظمة التي أنشأت سنة 1991، إبان تحلل الاتحاد السوفياتي، تدعو إلى عنوان نبيل، وهو (حق تقرير المصير) لـ 57 مجموعة سكانية مختلفة حول العالم؛ وفي حقيقة الأمر هي مجرد منظمة تحقق الأهداف الجيوسياسية الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها أذرع طولية تمتد طويلا لزعزعة استقرار الكتل الشيوعية من أوروبا الشرقية، وآسيا، إلى أمريكا اللاتينية، وشمال إفريقيا؛ أي مناطق الجغرافيا السياسية التي تحقق الهيمنة الأمريكية في الحقبة ما بعد السوفياتية على رقعة الأوراسيا.

وعلى هذا، تمتلك الولايات المتحدة شبكة متعددة الأطراف من جحافل القوات الناعمة من الأويغور، ترتبط ببعضها البعض، عبر منظمات، وهيئات غير حكومية، تعمل منذ سنوات مضت على تهيئة المجتمع الدولي، بوجود ظلم، وتعدي على حقوق الانسان، يقع على الأويغور المسلمين في الصين، بدعم من شركات دعاية غربية تسوق وتروج للاضطهاد الديني، وكل ما عليهم انتظار ساعة الصفر الأمريكية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube