مأساة إنسانيةمستجدات

رحيل المناضل اسيدون بقلم الدكتور عبد الرحمان غندور

تظل الكلمات عاجزة عن وصف حجم الفقد الذي خلّفه رحيل المناضل الصادق، سيون أسيدون. رحل الجسد، لكن سيرة الرجل ستظل نبراساً يضيء درب كل مناضل شريف. حمل في قلبه أكبر من حدود الجغرافيا، وأوسع من أفق التاريخ والسياسة وهو يثبتَ للعالم أن القضية لا دين لها إلاّ العدالة، وأن الانتماء لا وطن له إلاّ الضمير! يهوديٌّ مغربيٌّ، اختار بملء إرادته أن يكون في الصفِّ الأول دفاعاً عن الحق الفلسطيني، مخلصاً له أكثر من كثيرين ممن يدّعون الانتماء. لقد كان سيون أسيدون يمثلُ أجملَ ما في الإنسانية: ذلك التوحد المصيري مع المظلوم، والتشبث بالحق حتى عندما يكون الثمن غالياً.لم يكن مناضلاً بالكلمة فقط، بل كان مثالاً حياً على أن الإيمان بالقضية لا يُقاس بالانتماء الديني أو العرقي، بل بنقاء القلب وصدق المواقف. لقد فضَحَ بسيرته زيفَ الكثيرين، وأظهر أن فلسطين ليست قضية للمساومة والمزايدة. رحل المناضل الشريف، لكن درسَه البليغ سيبقي مؤكدا أن الحق واضح كالشمس، يعرفه كل صاحب ضمير، بغضّ النظر عن دينه أو أصله أو عرقه. ستبقى ذكراه عصيّة على النسيان، وسيظل اسمه شاهداً على أن البطولة موقف في الميدان، وليس شعارات في المنصات. عزاءنا لشعب المغرب في فقده، وعزاءنا لفلسطين في فقد واحد من مناضليها المخلصين.رحمك الله رحمة واسعة أيها المناضل الشريف، وأسكنك فسيح جناته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID