مراد العمراني الزكاري

تركيا الدولة الوظيفية الخداعة

مراد العمراني الزكاري برشلونة

محاضر بالمركز الاوروبي للاعلام ومحلل جيوسياسي

لا زالت تركيا دولة وظيفية بامتياز ولا زال الغرب يلعب بأطماع آردوغان الذي يبتلع الطعم بشغف مع كل دورة من دورات الزمن.
الانكلوساكسون هدفه الاستراتيجي لا مصر أو ليبيا ولا الشرق الأوسط فالمنطقة برمتها مجرد هدف تكتيكي كجزء من استراتيجية أكبر ودعونا نقرأ السطور القادمة حتى ندرك الرؤية الاستراتيجية ولا نضيع في تكتيكات لا طائل منها.بمعنى لمبقى في أصل الرواية وليس الفرعيات.

في الذكرى المئوية لسايكس بيكو، ظهور مفاجئ للمفكر الأمريكي الداهية – صمويل هنتنجتون – على أنقاض الدولة العثمانية. يعلن عن الهدف الاستراتيجي لثورات ربيع براغ العربي. لم يكن تقسيم تلك الجمهوريات العربية، بقدر تفكيك الجيوش النظامية، ثم عمليات إحلال وتبديل بجيوش القاعدة والجماعات المنبثقة عنها، تحت ولاية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وبزعامة أمير المؤمنين الجديد – رجب طيب أردوغان – الرئيس التركي البراغماتي، الطامح في استعادة أحلام الدولة العثمانية، رشحه هنتنجتون في داهيته «صدام الحضارات» لقيادة الدولة المركزية، تحت راية العثمانلي الجديد لشرق أوسط كبير، أو بالأحرى ويستفاليا جديدة على غرار العودة للكتاب المقدس في القرن السابع عشر.
بنهاية المطاف تأتي واشنطن بحكوماتٍ إسلامية موالية كحائط صد لتمدد لاعبي الشرق الآوراسي. تمنح البحرية الأمريكية السيطرة على الموانئ والممرات المائية، وقطع شرايين وأوردة الحزام الاقتصادي على طريق الحرير البحري، تلك المبادرة التي كشف النقاب عن أهم ملامحها الرئيس الصيني – شي جين بينغ – من الآستانا على كازاخستان سنة 2013.
من جهة أخرى تبدأ قوى الإرهاب في الإزاحة والاصطفاف ناحية القوقاز، ومن ثمة، ضرب روسيا في خاصرتها الجنوبية بالإصدار الثاني من الحرب الباردة، بالتوازي مع عمليات الإزاحة حتى حدود الصين، عبورًا بالدول الأعضاء في شنغهاي، مع تفعيل دور الخلايا النائمة داخل مجتمعاتها الإسلامية، لإشعال ثورات ملونة جديدة، تقضي على هذا التحالف الساعي للسيطرة على رقعة الآوراسيا، وتوقف زر العد التنازلي، لإطلاق القرن الآوراسي الجديد.

تبقى تركيا مجرد دولة وظيفية يستخدمونها لسحق روسيا والصين بوقود المسلمين .
ولذلك فقد عمدت الولايات المتحدة الأمريكية على رسم سياسات تتجه إلى إنتاج الإصدار الثاني من الحرب الباردة، فالقطب الأوحد عزم على ألا ينسحب بهدوء، وعزم أن يخرج الجميع خاسرًا في هذه الحرب أو تتقاسم الغنائم مع الجميع فى انتظار معركة طريق الحرير القادمة.
الخلاصة:
اتمنى ان تفهموا لماذا نغمة الروهينجا وبعدها نغمة الايغور…نحن مجرد وقود لمعركة ليست لنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube