ثقافة وفنونمستجدات

الفن و”كورونا”

ذ يوسف سعدون (فنان تشكيلي)


عرف الشأن الثقافي والفني كغيره من القطاعات أزمة كبيرة نتيجة جائحة كورونا،فكل التظاهرات الفنية والثقافية والمهرجانات عبر العالم تم حذرها عند بداية الوباء،و لم يتم الاقتصار على الحذر في الفضاءات الثقافية الشاسعة التي تتسع لخمسة آلاف شخص،بل شمل القرار كل فضاءات الفعل الثقافي والفني ولو كانت طاقة استيعابها صغيرة.كما تسبب هذا الوباء الذي أعلن عنه رسميا أنه وباء عالمي،في إغلاق أكبر المتاحف العالمية كمتحف اللوفر بباربس ومتحف البرادو بمدريد ومثيلاتها بإيطاليا وألمانيا وغيرها.كما أغلقت كبريات القاعات والمسارح الشهيرة والتي كانت تكرس لتقاليد فنية وثقافية راقية.وتوالت أيضا قرارت الإلغاء لتشمل مواعيد ثقافية قارة في مجموعة من العواصم كمعرض باريس للكتاب الذي كان مقررا تنظيم دورته الأربعين بالإضافة إلى حفلات أهم المطربين العالميين ..في حين أجل صالون الفن الحديث بباريس وكذلك كرنفال الفن المعاصر بليون.
ولم يكن المغرب بمعزل عن هذه القرارات الاحتياطية حيث اتخذت الدولة قرارات بمنع جميع التظاهرات التي يشارك فيها أشخاص قادمون من الخارج ومنع كل التظاهرات التي يشارك فيها ألف شخص في حالة إقامتها في أماكن مغلقة،بالإضافة إلى منع كل المهرجانات،ويبدو أن تطور الأحداث جعل القرار يعم كل التظاهرات الفنية والثقافية ولو كانت تظاهرات صغيرة وذلك لمزيد من الاحتياطات..ونتيجة لهذا القرار،ألغيت الكثير من المواعيد الثقافية والفنية ببلادنا حيث كان مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط سباقا لإعلان قرار تأجيله،كذلك فعل مهرجان الدراما التلفزية بمكناس،وكذلك فعل مهرجان العود بتطوان و مهرجان موازين وغيره من التظاهرات..كما ألغيت مجموعة من الأنشطة لجمعيات ثقافية وفنية عبر التراب الوطني..
ومع تسجيلنا لهذا الانخراط المغربي في الإجراءات الاحتياطية لمواجهة هذا الوباء خصوصا في الشأن الثقافي،ظلت الأسئلة مطروحة إزاء ما لحق المؤسسات الثقافية والفنية والجمعيات وكذا الفنانين من خسائر مادية والبدائل التي يقترحها المسؤولون،فجاء الجواب بصيغة مبادرة الدعم الرسمية (التي أثارت جدلا كبيرا لا داعي للعودة إليه في هذه الورقة) والتي لم تعمل على معالجة أزمة الفعل الثقافي جذريا.
والجدير بالذكر أنه رغم هذه الوضع،فقد استطاع المبدعون ضمان تولصلهم الفني عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عرض أعمالهم الفنية والمشاركة في بعض اللقاءات الافتراضية،لكن هذا العامل لم ولن يشكل البديل المثالي لواقع الحال،لهذا صار لازما فتح الفضاءات الفنية بكل أصنافها أمام المبدعين والجمهور من أجل إعادة الحياة لهذا القطاع الحيو وبما يلزم ذلك من الشروط الاحترازية التي تتطلبها المرحلة…فلا يعقل ان تفتح بعض الأماكن العامة من أسواق ومؤسسات وتظل القاعات الفنية مغلقة.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube