حيمري البشير

قراءة لمايجري من تطورات في الجزائر وموريتانيا والدور الفرنسي في المنطقة

 

يبدو أن اشتعال الحراك  من جديد في الجزائر وعودة الجنرالات الذين هربوا لفرنسا إبان الحراك الأول وعلى رأسهم  الجنرال خالد نزار الذي صدر في حقه حكم قضائي  والجنرال التوفيق الذي حوكم ضمن مجموعة السعيد بوتفليقة وجماعته الذين صدرت فيهم أحكام قاسية بتهم نهب أموال الشعب الجزائري  وانتهاكات جسيمة في حق الشعب .ثم تمت مراجعة تلك الأحكام وحصلوا على البراءة ووضعت فيهم الثقة من جديد  لإعادة تربية من يقودون الحراك الآن .مايجري في الجزائر من تطورات  يدفعنا للبحث في أسباب عودة خالد نزار ومراجعة الأحكام الصادرة في حق مجموعة من الفاسدين ،والإتفاقية التي أبرمت بين الجزائر وفرنسا والتي تنص على تبادل المجرمين والمنتقدين لنظام العسكر من الجزائريين الذين يعيشون في فرنسا ويقودون المظاهرات منددين بما يجري في الجزائر ومطالبين بحكومة مدنية لا عسكرية .يعتقد المحللون الذين يتابعون مواقف فرنسا ممايجري في الجزائر من انتهاكات جسيمة في حق الشعب .ومن مضايقتها للمعارضين الذي يعيشون على أراضيها ،كان آخرها الأمين العام لحزب التحرير الجزائري السابق عمار السعداني و الذي فضل الرحيل من فرنسا إلى البرتغال ومنها طلب اللجوء في المغرب خوفا من تسليمه بدخول الإتفاقية بين البلدين حيز التنفيذ.فرنسا بمواقفها المناهضة لحقوق الإنسان تحافظ على مصالحهاالإقتصادية في الجزائر ويتساءل العديد لماذا لم تسلم فرنسا خالد نزار المتهم بتبديد أموال الشعب وبتصفية المعارضين في مجازر بشعة ارتكبت في الجزائر؟لماذا وقعت فرنسا مع الجزائر اتفاقية تبادل المحكومين في قضايا عدة في كلا البلدين؟

فرنسا التي استعمرت كلا من الجزائر والمغرب  وتملك كل الوثائق المتعلقة بالحدود بين المغرب والجزائر 

لماذا تسكت عن المتواجدات التي ترتكبها الجزائر ؟ولماذا تلتزم فرنسا الصمت  عن احتفاظ الجزائر بالصحراء الشرقية .أعتقد أن فرنسا تلعب دورا في تأجيج الصراع في المغرب العربي ولها مصلحة في استمرار الصراع بين المغرب والجزائر  وفي دعم موريتانيا حتى تحافظ على موقفها فيما يخص الصحراء المغربية .فرنسا المدعمة للنظام العسكري في الجزائر. وكذا موريتانيا تسعى للحفاظ على مصالحها الإقتصادية في الدولتين معا مادام المغرب اختار الولايات المتحدة والصين في تعزيز علاقته الإقتصادية معهما . ومتى استمرت  الجزائر في تعزيز تقاربها مع كل من ألمانيا وروسيا  فستبقى مصالح فرنسا مهددة 

في الجزائر.وفرنسا أصبحت تنظر للمغرب كمنافس قوي لمصالحها الإقتصادية في إفريقيا ،وبالتالي ستبقى حذرة  من المغرب وستواصل تقاربها مع كل من الجزائر وموريتانيا حليفتهما الإقتصاديان.المغرب ملزم بإعادة علاقته مع موريتانيا  التي تعتمد على المغرب في تزويد السوق الموريتاني بكل الحاجيات التي يحتاجها،وقد ظهرت  حدة الأزمة التي عانت منها موريتانيا إبان إغلاق معبر الكركرات .إذا المغرب بيده كل الأوراق لكي يستعملها  في إعادة التوازنات في المنطقة .ولايمكن أن يبقى مكتوف الأيدي .بل عليه أن يتحرك للحفاظ على مصالحه الإقتصادية وكذلك للضغط  على موريتانيا لكي تلتزم الحياد الإيجابي فيما يخص الصراع في الصحراء وليس الإنحياز لأطروحة البوليساريو . فرنسا ستبقى وفية لماضيها الإستعماري ،وستستمر في إخفاء الحقائق التاريخية وطمسها ،حتى يستمر الصراع الجزائري المغربي ،وستبقى مع كامل الأسف تخفي الجلادين الذين أياديهم ملطخة بدماء الشهداء وليس من مصلحتها محاسبة القتلة بل ستبقى تحميهم وتدعهم للعودة لسدة الحكم كما فعلت مع الجنرال خالد نزار الدموي وستبقى تناور وتتتآمر على مصالح المغرب بدعم النظام العسكري في الجزائر ،وسندا لموريتانيا في كل المواقف التي اتخذها فيما يخص قضية الصحراء المغربية .ثم لابد من الإشارة في الأخير أن موقف موريتانيا من قضية الصحراء لا يختلف عن الموقف الجزائري وأنها تتآمر على المغرب كما تتآمر الجزائر ،وأن فرنسا تلعب دورا خبيثا  في علاقاتها مع دول المغرب العربي دفاعا عن مصالحها الإقتصادية في المنطقة.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube