ظهور الإكراهات الأولى بعد الإنتهاء من عملية الغرس
أول الإكراهات التي أحسست بها في أول يوم هي مشكل تراسبات الطعام الذي أحسست به مع مرور الوقت قد يشكل تعفن ،يفرض عليك زيارة طبيب الأسنان في الدنمارك لتقييم ما تم إنجازه في العيادة في تركيا ،وبناءا على الشهادة الطبية التي سيمنحها لك طبيبك في الدنمارك ،يبدأ مسلسل آخر ،ويدفع لمتابعة الملف في المحاكم التركية ويلزمك انتداب محامي ومصاريف إضافية لمتابعة القائمين على هذه العيادة،هي مرحلة جديدة ستكلف مصاريف،وستكون على حساب حياتك المهنية من دون شك وحياتك الشخصية والأخروية،وستجد نفسك في مواجهة تحديات لم تخطر على بالك مطلقا.سيكون بين يديك الوثائق التي انتزعتها انتزاعا من المستثمر المسؤول على العيادة والمتحكم في كل شيئ والآمر والناهي .والذي يمارس أبشع الصور على زبناء العيادة ،ويعاملهم معاملة سيئة،معاملة العبيد ،التي لا يقبلها العقل والمنطق،وتشبعنا بالقيم الإنسانية الغربية التي عشنا بينها محترمين لثقافة البلد بعد قضائنا لأكثر من خمس وثلاثين سنة جعلنا،نقدم صورة وضاءة عن المجتمع الذي نحن فخورون بالإنتماء إليه ،وحرصنا بانتزاع حقوقنا الثابتة في أي معاملة وفي أي بلدان العالم،يبقى ثابتا لن يتغير .ينتزع ولا يمنح.المعركة لم تنتهي ،فهي في البداية ،لأن تقييم التجربة التي مررت بها في تركيا ،سيقوم بها طبيب أسنان هنا في الدنمارك وسيكون وفيا للقسم الذي أداه عند التخرج لتقييم التجربة التي مررت بها والتي مر بها العديد الذين اختاروا العلاج في تركيا،وهي تجربة واكبتها العديد من المشاكل الأخرى في المجتمع التركي والذي أصبح ينظر نظرة احتقار للمواطن العربي بصفة عامة لا أدري الأسباب وبالخصوص في العاصمة الإقتصادية إسطنبول ،وربما هناك اختلاف بين هذه المدينة ومدن أخرى زرتها مع أسرتي لازلت أتذكر في رحلة كان معنا وزير الخارجية الدنماركي الحالي لارس لوكة رسموسن ،واستغلت المقام لإجراء حوار معه نشر في جريدة الإتحاد الإشتراكي المغربية ،كانت رحلتي السابقة مختلفة عن هذه الرحلة ،وكان سكان المنطقة التي زرناها طيبون ونظراتهم تختلف عن نظرات سكان إسطنبول ،التي تشم منها رائحة الإحتقار والعنصرية.وتعاملاتنا معهم جعلتنا نكتشف أبشع صور التي لا تخطر على بالك المبالغة في الأزمنة عندما نلمس أنك لا تعرف قيمة الليرة ،تخيلوا معي ،قصدت متجراً يسيره السوريون وبكل صراحة هم بارعون في النصب والإحتيال واصطياد الطرائد ،كيلو ونصف من التوابل كلفني خمس وسبعون أورو وهذه سرقة موصوفة تضر بصورة السياحة في تركيا.بصراحة رحلتي لإسطنبول لغرس الأسنان جعلتني ،أقف على حقيقة المجتمع التركي الذي لا يختلف عن المجتمعات العربية في التعامل ،لكن صورةالإنسان العربي في المجتمع العربي أصبحت لا قيمة لها ولا احترام ،بل يفضلون الأروبي عن الإنسان العربي الذي تجمعه معهم القيم الإسلامية المشتركة،.إن سكان إسطنبول أصبحوا يفضلون السياح من دول أروبا الشرقية عن السياح من البلدان العربية وبالخصوص من دول الخليج الذين يملكون المال الوفير ،وهي حقيقة لاحظتها ولا حظها العديد من السياح الذين دخلت معهم في حوار.نظرة الأتراك للجاليات العربية تغيرت كثيرا وأصبحنا بصراحة في مرغوب فينا في تركيا وهذه حقيقة تلمسها منذ الوهلة الأولى ودخولك لمطارات تركيا تعامل رجال الشرطة يفرض عليك الحذر وسلوكك يفرض عليك أن تكون هادئا وغير منفعل إذا لمست أي سلوك لا يروقك وتتعقد الأمور أكثر في حالة الإنفعال من دون أن تكون متمكنا من اللغة الإنجليزية. هذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن يستعد لها أي سائح عربي لتركيا.ولوأنك قضيت نصف عمرك في بلد أوروبي وتحمل جنسيته،مع كامل الأسف التعامل السيئ الذي أصبحنا كعرب نتعرض له يفرض علينا المساهمة في تقديم الصورة الحقيقية للإنسان العربي الذي يحمل جنسية البلد الذي يعيشه ومتشبع بثقافة هذا البلد وملتزم بالدفاع عن القيم التي تشبع بها،نحن مطالبون جميعا بالتفاعل مع هذا الواقع واستغلال وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي والعلاقات التي تربطنا مع أصدقائنا الأتراك في التعاون لتصحيح هذه الصورة التي أصبحت تضر صورة تركيا في المجتمعات العربية ،تجمعنا قيم مشتركة وعلينا أن نلتزم بالثوابت
حيمري البشير صحفي مقيم في الدنمارك