المالتيسيون الجدد

ذ مراد العمراني الزكاري محاضر بالمركز الاوروبي للاعلام الحر وخبير جيوسياسي ببرشلونة

عندما أرادت مصارف وشركات وول ستريت ونظرائها في شارع المال بلندن ان تخرج بنظام جديد يحكم أقتصادات العالم وأسواقها المصرفية ( نظام الاحتياطي الفيدرالي) دبروا ذعر 1893 ثم ذعر 1904 لهدم الاقتصاد الأمريكي ومن ثم خرجوا بالبنك الفيدرالي.
وعندما أرادت أن تخرج بنظام عالمي جديد ( بريتون وودز) كان لازما عليها ان تهد النظام القديم فتم إشعال حرب عالمية على موجتين وبنهايتها سنة 1945 كان العالم جاهز لاستقبال هيئة الأمم المتحدة بغرفتيها الصندوق والبنك.
وعندما أرادت أن تطلع بنظام عالمي جديد أعلن عنه بوش الأب سنة 1991 كان من اللازم ايضا يحصل هدم للنظام القديم ، فظهرت صدمة نيكسون سنة 1971 برفع غطاء الذهب عن العملات، تلاها ذعر النفط سنة 1973 وانتهت باتفاقية البترودولار سنة 1976 وأخيرا انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك جميع الدول الشيوعية .
ولكي يخرجوا بنظام عالمي جديد فلابد أن يهدوا الأول و هذه المهمة المنوط بها أجندة كورونا ولهذا سيستمر ذعر كورونا لحين الانتهاء من الهد.
كل هذه النظم العالمية التي تتشكل كل بضعة عقود هي مجرد حلقات تدور في فلك النظام العالمي المنشود، أي إعادة الهندسة الاجتماعية العالمية بعقيدة توماس مالتوس للسيطرة على سكان العالم
المالتوسيون الجدد يحترفون لعبة التلاعب بالسكان بطرق لا تفهمها الشعوب أما كورونا هي مجرد تكتيكات اللعبة.