أخبار العرب

هل الجزائر مؤهلة لتنظيم القمة العربية والمصالحة الفلسطينية؟

سؤال المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية.الجزائر غير مؤهلة ،وسأبين بالملموس الأسباب.الجزائر قطعت علاقاتها مع المغرب الدولة التي لعبت دورا مهما في الجامعة العربية ونظمت قمم عديدة ،خرجت بقرارات مهمة ،قطعت الجزائر علاقاتها معها،وتآمرت على زعزعة استقرارها وتهددها بحرب مدمرة،ثم تسعى من خلال القمة على أرضها بعزل المغرب ،ووضع مقترح الإعتراف بالجمهورية الصحراوية ،وعودة سوريا للجامعة العربية.هذه المعطيات ،والأهداف التي تسعى الجزائر تحقيقها من خلال تنظيم القمة العربية ،تعتبرها غالبية الدول العربية تهديدا لوحدة الجامعة العربية،في حالة انعقادها .وبالتالي فموقف الغالبية معارض للجزائر في ظل العداء الدفين للمغرب وفي ظل نوايا الخبيثة للنظام الجزائري للمغرب.وبالتالي فإن لقاء وزراء الخارجية العرب بالكويت ،كان بطلب الجزائر،وجاء بعد الرحلات المكوكية لعمامرة إلى كل من مصر والرياض والإمارات من أجل الضغط والتدخل لانعقاد القمة في موعدها،وفشله في إقناع هذه الدول هوالذي دفعه لزيارة الكويت وطلبه منها عقد لقاء لوزراء الخارجية لتذويب الخلافات وعزل المغرب.لكن محاولته باءت مرة أخرى بالفشل الذريع.نسي لعمامرة أن عقد القمة يمر عبر وقف الإعتداءات على المغرب وإنهاء الصراع في المنطقة والخروج من المأزق يمر عبر احترام القرارات الأممية وتبني مشروع الحكم الذاتي .الجزائر ليس في نيتها مطلقا تبني مشروع الحكم الذاتي ولا فتح الحدود المغلقة ولا عودة العلاقات المقطوعة منذ أكثر من ثلاث وعشرين سنة،كما أعادتها مع فرنسا بعد أربعة أشهر فقط ومن دون اعتذار الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أهان حكام الجزائر وقال الجزائر ليس لها تاريخ بل كانت تحت حكم الدولة العثمانية لمدة ثلاثة قرون واستعمرتها فرنسا سنة1830وحصلت على الإستقلال سنة 1962.المغرب لم يهن الجزائر،المغرب دعم قادة الثورة الجزائرية بالسلاح والعتاد ،واحتضنهم في وجدة والجهة الشرقية وسالت دماء مشتركة من أجل استقلال الجزائر.إذا استمرار التآمر والحقد وتشييش الشارع الجزائري ضد المغرب ،عامل يعرقل تنظيم أشغال القمة في الجزائر.لأن ظروف الخروج بقرارات مهمة غير متوفرة،ولهذا السبب فإن الجزائر غير مؤهلة لتنظيم القمة العربية في مارس المقبل وفي أي موعد مقبل.ثم مايتعلق باجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر من أجل توحيد الصف.فمصيره سيكون مثل الإجتماع الذي كان في السابق،فالجزائر بسبب مواقفها.فإن الدول الكبرى الفاعلة في الساحة الدولية،والإتحاد الأوروبي ترى بأن الإجتماع المجمع عقده بين الفصائل الفلسطينية في ظل الإنقسامات ، الفلسطينية والإنقسامات في الساحة العربية ،وتطبيع دول عربية مع الكيان الصهيوني ،سيجعل الخروج بقرارات تصب في مصلحة القضية وتوحيد الصف الفلسطيني ضئيل جدا،وبالتالي أرى اجتماع الفصائل الفلسطينية في ظل الأوضاع الحالية وتباعد المواقف بين السلطة الفلسطينة ،التي تستمر في التنسيق الأمني مع إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على الوضع في غزة ،وتباعد مواقفها مع السلطة الفلسطينية يجعل الخروج بنتائج في الجزائر مستحيلا .وبالتالي يمكن التأكيد على أن الجزائر تسارع الزمن للركوب على الحدثين معا لتحقيق أهداف رسمتها لتأليب الشارع العربي والفلسطيني بالخصوص ضد المغرب وإضفاء الشرعية على سياستها فيما يخص قضية الصحراء ،ودغدغة مشاعر الشعب الفلسطيني ضد المغرب الذي طبع مع إسرائيل،وتنسى مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان.هذا الخطاب المزدوج الذي يجب أن يتفطن له الشارع العربي من المحيط إلى الخليج.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube