الاستاذ الشاعر والفنان محمد الفرسيوي/الرباط

جدلية الفيروسات الثلاث ونظام الاستغلال الرأسمالي والجائحات المعاصرة…؟

في وعي الناس، ولدى العادي والبادي، ربما تكون قد تبلورتْ لحدِّ الآن في الأذهان ثلاثُ مخاطر قائمة متملِّكة نفَس الاستمرارية، الشّرسِ الطويل، وذلك في شكل فيروسات ثلاث، قاتلة وقتّالة، في آنٍ واحد…
في هذه السطور، أو في الحلقة الأولى من هذا الحديث، أكتفي بالخوض في شأن الفيروس رقم واحد/”فيروسكولونا”، على أنْ أفصّل القولَ في “فيروسكورونا”… ثم “فيروس_كورونْ”، وفي بعض التأملات الموصولة بالموضوع لاحقاً.. أتمنى أن تروق…

الفيروس رقم 1؛

“فيروس_كُولُونا”، وهو على صلةٍ بطبيعة النظام ونوع علاقات الإنتاج ونمط الإنتاج والحياة السائد داخل الدول، بين الدول، وعلى العالم… أعني هنا، الأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية السائدة.. وهي أنظمة طبقية – داخل الدول وبين الدول وعلى العالم والبشرية أيضاً – تسود فيها الأقلية على الأغلبية في كل شيء، تحت عناوين مختلفة.. تكرِّسُ استمرارية ذات الوضعية الطبقية الاستبدادية.. وتُعمِّق الفوارق وقانون أقليات اجتماعية مستغِلة مستفيدة من الأوضاع تأكل حقوق الأغلبية الاجتماعية، في الثروة والسلطة والمجال والمعرفة، من الطبقات الاجتماعية المستغَلة والمنتجة بالسواعد والأذهان…

هذا هو جوهر النظام الرأسمالي، الذي يأكل فيه القوي من الأقلية الاجتماعية السائدة والمستفيدة طبقياً، باسم القوانين وغيرها.. وبالتالي السائدة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً داخل الدول، بين الدول وعلى الدول(…) حقوق الأغلبيات الاجتماعية من الطبقات والدول، ومن الضِّعاف والمستضعفين، من هنا وهناك…

“فيروسكولونا” هذا، يحسمه الوعي السديد والكفاح الاجتماعي الطويل، متى أوضحَ طريقه، أساليبه وأهدافه، مشروع فكري تحرري يسعى للانعتاق الاجتماعي والسياسي والثقافي والحضاري الشامل، ويرنُو إلى تشييد نظام مجتمعي جديد، تنتفي فيه الفوارق القاتلة، ويُهزم فيه “فيروسكولونا”، بصفةٍ موثوقة، ملموسة ونهائية.

–