احمد رباص

غموض التحالفات الحزبية في المغرب.. ما رأي مواطنيه في هذه المعضلة؟

أحمد رباص – حرة بريس

ذات مساء من الزمن الماضي القريب، خرج يحيى اليحياوي، الباحث المغربي في علوم الاتصال، على أصدقائه والقارئين لكتاباته بتدوينة تلامس الموضوع المختزل في العنوان أعلاه، فجاءت تدوينته على الشكل التالي:
عندما يتحالف حزب ما بالمغرب مع حزب آخر، نقيض له في المرجعية، مخالف له في الرؤية، لا تجمعهما لا مبادئ ولا قيم…هل هذا من باب الواقعية والبراغماتية أم من باب الانتهازية والوصولية؟ اليمين واليسار في فرنسا يتصارعان لحد التطاحن، لكن لا أحد منهما يجرأ على مد يده لحزب الجبهة الوطنية النقيض لهما. الأخلاق في هذه الحالة هي المعيار وليس خطاب “لا عداوة ولا صداقة في السياسة” التي ميعت السلوك السياسي في المغرب وجعلت الكل مع الكل ضد الكل. هذا رأي للنقاش وليس نبوءة.
سأحاول فيما يلي عرض أهم التعليقات التي أثارتها تدوينة اليحياوي بدون تدخل من جانبي ما عدا بعض التعديلات الطفيفة التي تقتضيها مراعاة ضوابط النشر.
يتحالفون ضد الشعب فهو عدوهم الذي لا يمكن ان يتحالفوا معه .. هم مستعدون ل”ان يتحالفوا مع الشيطان” ضده .. المرجعيات و الخطوط السياسية لا تلعب اي دور في التحالفات بل المصالح الضيقة و الولاء للقصر ..
هذا أكبر دليل على ان لا أحد منهما يقرر او ينفد برنامجه وايديولوجيته او حتى وعوده الانتخابية . بل حجة أن كلاهما ينفد ما أملي عليه مقابل الكرسي. والا شو لم الشامي بالمغربي
يجمعهم الوطن والحب للوطن يجمعهم اللسان والتاريخ والحضارة تجمعهم الهوية و……
وما يختلفان فيه الا ثقافة التناول للقضايا وفق ما يرونه صالخا لحل مشاكل الوطن والمواطن
السبب في هذا ياأستاذ الفاضل – والله أعلم – ليس هناك اقتناع ولا ايمان بالمبادئ بل جسور وقناطر للوصول للاهداف والمصالح لا غير
فعلا الحياة السياسية بالمغرب فقدت الجانب العقلاني والاخلاقي ،فكيف يمكننا وصف تحالف التقدم والاشتراكية ذي المرجعية الماركسية مع العدالة والتنمية صاحب المرجعية المحافظة ،فقط في المغرب نعيش هذه الخصوصية …
اليمين واليسار في فرنسا لم يمدوا أياديهم للجبهة الوطنية ولكن إحتلوا مكانها في الخطاب والبرامج، أين التميز إذن,,؟
اظن سيدي مع احترامي للراي ….ولكن اظن- في رايي المتواضع- أن المقارنة بين الدولتين امر خاطئ لان التجربة لازالت الا في مراحلها الاولى من البناء الديمقراطي ان لم نقل هي مرحلة للتأسيس الديمقراطي ان لم يتم الارتداد عليها …وما يروج اليوم من تدخل الدولة في انتخابات 2012 ؟؟؟هذا يعني اننا نحن في مرحلة ما قبل الديمقراطية الحقيقية اي الصندوق هو الوحيد مفرز للنتائج والحال عكس ذلك….
من هنا يتضح زيف مرجعيات أحزابنا السياسية، بل هم مستعدون للتحالف مع إبليس من أجل الربع و المناصب..
هناك تمييع للحياة السياسية من طرف هذه المكونات اليسارية العجيبة لتي اعتراها الترهل في تنظيماتها واصبحت لا تنضبط ولاتخضع تحالفاتها سوى الى المصالح وخاصة حزب التقدم والاشتراكية اللذي يعرف وزنه السياسي الضعيف ويتحالف مع العدالة من اجل مواقع حكومية ..
التبعية ومقارنة العالم الثالث بالعالم المتقدم هو اكبر اشكال واكبر عائق تواجهه الدول ذات الدخل المحدود وبالتالي فنحن سنبقى في تبعية ما لم نجد حلولا واقعية تخص المجتمع المغربي في تدبير حياته اليومية …وتقديم ما يمكن تقديمه علي أرض الواقع من خبرات وتجارب وإلا سنبقى مكتوف الأيدي نستورد كل شيء في حياتنا وهذا ضعف في حد داته. كل المجتمعات تطورت من تلقاء نفسها وبيئته اوليس من بيئة مجتمع مغاير لا ينتمي اليها لا عرقيا ولا دينيا …
في الوقت الذي دفعت الشعوب العربية ثمنا باهظا،
جراء الصراع الإسلامي العلماني لدى اندلاع حرب أهلية اتت على الأخضر واليابس فإن تحالف العدالة والتنمية والتقدم الاشتراكية يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار السياسي ودعم الخيار الديمقراطي والتنمية الشاملة ببلادنا..
السؤال الحقيقي الذي يجب ان يطرح حسب رأيي هو هذا التشرذم الحزبي إضافة إلى قوانين انتخابية وضعت بشكل يستحيل معه الحصول على الأغلبية المطلقة من إي حزب كان.
ففي فرنسا واسبانيا وغيرها لا تسمع احزاب متناقضة تهرول نحو عقد تحالفات هجينة متذرعة بمصلحة البلاد العليا….. اسبانيا الان فشلت في تشكيل حكومة ورغم مخاطر الارهاب والهجرة وتحديات اقتصادية لم تجرأ الاحزاب على الاسراع بتحالفات هجينة بدعوى مصلحة عليا لاسبانيا…. في بلادنا وحدها نبرر كل شيء بمصالح عليا
غدا قد يتحالف بيجيدي مع البام بدعوى المصلحة العليا للبلاد…. القيادات لا مشكلة لها وسهل عليها تجاوز صراعاتها الاعلامية بجلسة شاي وتوافقات ..المشكل ان الاتباع وانصار الحزب الاسلامي ستجدهم يبررون هذا التحالف ويدافعون عنه بدعوى مصلحة عليا.
انا اعتقد تمام اﻻعتقاد ان زمن اﻻديلوجيات قد انتهى و ان للمغرب خصوصيته تميزه عن باقي الدول في العالم وأنه سائر إلى الأمام بخطوات ثابتة وليس هناك في العالم اي دولة يمكن ان نعتبرها مثاﻻ في الديمقراطية. و من جهة أخرى يجب إن نفرق بين التحالف و اﻻئتﻻف والتنسيق وبالتالي ان كان تحالف حكومي بين اﻻحزاب السياسية من أجل المصلحة العامة تاركة من وراءها اﻻديلوجيات فهذا يعبر عن وطنيتها
السياسة اصبحث عبثا في بلادنا ، أصلا لماذا الانتخابات ماداما ان الكل يمكن ان يتحالف مع الكل ، ليس هناك لا اختلاف سياسي و لا ايديولوجي ؟!
أتفق معك أستاذي أن حزبي التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية لا تجمعما المرجعية وخالفين في الرؤية أما المبادئ عكس ما تقول فهي التي تجمعهما فهما يقفان على مسافة واحدة من التحكم وعدم التراجع عن الديموقاطية ومصلحة البلاد أولا وحينما تنضج الديموقراطية بالب.
هل لدينا احزاب لها مبادئ وقناعات ومرجعيات، في اسبانيا حزب بوديموس لديه كل الامكانية لربح الحكومة ان تحالف مع دوادينوس . لكن لا يريد دلك مد يده للحزب الاشتراكي لانه يشترك معه المرجعية اليسارية .
المفروض أن هناك مدارس سياسية و اقتصادية في العالم. لها منظروها، واساتذتها ،و هي تتطور باخضاعها للتجارب. و تستخلص العبر و الدروس على فترات زمنية طويلة.و من هنا فرؤية الأكاديمي الباحث تختلف عن رؤية الممارس بالفطرة ،أو بالتبعية و العرف، أو المنقاد بالانتم..
ربمل تتكلم عن تجربة العدالة و التنمية و الحزب الشيوعي سابقا هناك من قال ان هذا احسن و انجح تحالف يمر به المغرب الان و انه تحالف لا خيانة فيه (اخلاق) بينما تحالف اليمين (احرار) مع اليمين (عدالة و تنمية) يظهر انه اقبح تحالف يمكن ان يدخل فيه اي حزب (رداءة) . و لا قياس مع الفارق . المغرب في بداية التعلمات السياسية و فرنسا ام الدموقراطيات . ما رأيك في موقف العدالة و التنمية من حزب الاصالة و المعاصرة
اخي العزيز بعدما اختلط الحابل بالنابل في عالم السياسة واصبح الانهازيون مناضلين. والمتملقين وطنيون اما المناضلون والوطنيون خوانة. اصبحت السياسة تمشي في المغرب على يديها . وسارت الكلمة للخوانة الذي باعوا الشعب والوطن والاخلاق من اجل مصالحهم الشخصية.
ولما طغت المصلحة الخاصة لم يعد شيء اسمه في السياسة اليمين واليسار والوسط. او الشيوعيون والرفاق. او..او. فقد اصبحوا في كف واحد. وكلنا نعرف نازلة قصة البيض في سلة واحدة
اتركوا الايديولوجيات وتعالوا نتعاون لبناء المغرب الجديد
السياسة هدفها خدمة المواطن ويمكن من لهم مرجعية مختلفة ان يجتمع تحقيقا لهذه الغاية و من اجل مصلحة الوطن..فقط ان بلتزم الجميع بما اتفق عليه هذا راي
السبب هو حزب الاصالة والمعاصرة بتحكمه أربك التحالفات وخلق بلبلة فيها …
انها الانتهازية بكل تجلياتها، البراغماتية السياسية شكلت في لحظة معينة ما اطلق عليه بالكتلة التاريخية من اجل الديموقراطية
هذه مسرحية أبطالها الزعماء السياسيون عنوانها الاستخفاف بعقول المغاربة
إننا لا نملك احزابا ذات مباديء واصخة….نملك حوانيت في سوق السياسة، يتوجه إليها ( السياسيون) المحترفون ،أصحاب مصالح، لشراء التزكية في موسم الاءنتخابات، للحصول على مقعد في البرلمان، لقضاء حاجاتهم ،ولا يهمهم الدفاع عن مصالح الشعب، وهم عالمون سلفا..
المرحلة تفرض تحالفا بين القوى الديمقراطية ضد تيار التحكم،
أي تحالف لا يبنى على هذا الأساس يبقى بعيدا عن الواقعية. كما لايمكن الحديث عن الإيديولوجية مالم تتحقق مبادئ الديمقراطية على الاقل في الشق السياسي على ما اعتقد..
لا ديموقراطية بلا ديموقراطيين. أما مسرحيتنا الحالية ـ منسوبة إلى النحن، لأننا مسؤولون عنها جميعا ـ فهي مكشوفة. الخطير في الأمر أن تجرى لعبة المصالح الشخصية على حساب المبادئ و القيم الكبرى للبلاد.
دهاء المخزن وتحكمه في المشهد السياسي جعل الأحزاب تتكاثر وتتزايد ما يجعل امكانية حصول حزب واحد على الاغلبية مستحيلا..
مادام الترخيص للأحزاب من اجل دخول ملعب المشاركة السياسبة خاضع لمعيار التوافقات التي عنوانها الرئيسي عندنا هو الإيمان بديموقراطية متحكم في مخرجاتها وما دامت الانتخابات لا تعطينا أغلبية لحزب ما حتى يحوز بقوة القانون على صلاحيات تطبيق برنامجه السياسي، إسلاميا كان او ليبيراليا او اشتراكيا، إلخ.. فمطلوب منا ادن ان نتعايش كرها مع لعبة سياسية مكشوفة ابطالها دهاقنة سياسة متعفنة لا يرجى من أصحابها تقدما ولا تنمية ولا وطنية …؟؟؟
من خلال التعليقات يظهر اختلاف في قراءة التحالف المذكور.. وهذا يشير إلى أن القراءة الواحدة تحمل من الصواب بقدر ما تحمل من الخطإ.. إن السياق العام للمغرب غير السياق العام لفرنسا فرق بين الثرى والثريا من حيث الممارسة الحزبية.. إن الأخلاق في الحياة السياسي…
حزب العدالة و التنمية تجمعه مع حزب التقدم و الاشتراكية قيم سامية من قبيل حب الوطن و اارغبة في الاصلاح و مواجهة الحزب المعلوم و قبل هذا علينا ان نناضل من اجل اصلاح نظام الانتخابات الذي يساهم في بلقنة الساحة السياسية تحياتي استاذي
في المغرب لا لا لا تستغرب كل شيء ممكن..
السياسية الحقيقية هي سياسة الحقيقة وليست كسياسة عبو البكاي بن كيران الهبيل
سيدي أستاذي يحيى اليحياوي، بهذه المناسبة أحييك على هذه التدوينة المثيرة للنقاش، اود أن أعرض عليك فهمي الخاص لما راج عندنا منذ مدة كتعريف للسياسة من كونها فن الممكن..على هذا الأساس، ممكن ان يتحالف أقصى اليسار مع أقصى اليمين..ممكن أن تصبح وزيرا وتفقد الوزارة بعد 6 أشهر وتتقاضى راتبا شهريا سمينا كتقاعد قابل لأن يورث لزوجتك وأبنائك اذا مت قبلهم..أطال الله في عمرك ..اللعنة على الاستعارة!!!!
للأسف في المغرب ليس هناك اخلاقيات للعمل للسياسي .الاحزاب مجرد دكاكين تفتح في المناسبات الانتخابية فقط .فالنظام استطاع ترويض وتدجين الكل حتى يضمن لنفسه الاستمرارية بتنفيد اجندته السياسة وبدون اعتراض
العلاقات بين الاحزاب في المغرب وتحالفاتها لا يمكن فهمها بمعزل عن المناخ السياسي العام بالمغرب وعن القوة او القوى السياسية المتحكمة فعليا في الدولة.. والمظلة التي تعمل من تحتها هذه الأحزاب.. في الدول الغربية الاحزاب لا تعمل تحت اي سقف و بالتالي تلتزم …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube