احمد رباص

قصة امرأة أمات ضميرها الطمع

أحمد رباص

من خلال ما سأحكيه لكم من وقائع تخص المرأة “بطلة” هذه الحكاية سوف تدركون أن سلوكاتها ومناوراتها هي ما أدى ويؤدي بها إلى والوقوع في مشاكل مع زوجها وأولادها، مشاكل كانت في غنى عنها لو استقامت وابتعدت عن الشبهات. وبالمثل، سوف تفطنون إلى أن ادعاءها أمام المحكمة بأنه لايعطيها مصروف البيت وبأنه مدمن على الخمر والمخدرات ليس سوى اتهام كاذب تريد من خلاله التغطية والتعتيم على مسؤوليتها عن كل ما يقع لها من مشاكل باعتراف ولدها الذي يدرس في الثالثة إعدادي وأختيه اللتين تكبرانه سنا.
زمنيا، تحددت بداية دخول هذه المرأة في دوامة المشاكل في الصيف الماضي عندما عادت بنتها الكبرى المقيمة في فرنسا والتي اقترحت عليها زيارة بنت عمها القاطنة هي وزوجها واولادها بالجماعة القروية الشلالات.
بكل أريحية، ترك الزوج هذه المرأة الأم لثلاث بنات وولد تذهب إلى هناك مع بنتها وصهرها على متن سيارتهما وفي المساء عادوا إلى بوزنيقة بسلام. لكن، ما أن غادرت كبرى بناتهما رفقة زوجها ارض الوطن في اتجاه ديار المهجر حتى بادرت الأم إلى تكرار الذهاب إلى جماعة الشلالات لزيارة بنت العم المتزوجة بشاب من عائلتها. في المرات الأولى القليلة كانت تأخذ معها اولادها ولكن بعد ذلك أدمنت على الذهاب إلى هناك بمفردها وكلما رغبت في الذهاب إلى جماعة الشلالات تكتفي بتركيب رقم زوج بنت اخ زوجها، على هاتفها حتى يلتحق بها حيثما كانت نظرا لامتلاكه سيارة من نوع R19 حمراء اللون.
وهكذا توطدت العلاقة بينهما واصبح، زوجها وأب أولادها، يشعر بأنها على علاقة برجل منافس له سحرها وأغواها بسيارته وماله الوفير. كان الزوج المسكين يكثم غيظه حفاظا على السير العادي لحياتهم لأسرية وعملا بمبدإ التريث إلى أن يظهر دليل قاطع على خيانتها الزوجية.
وهكذا تكثفت لقاءاتهما بدون علمه وتكفلت الأحداث الناجمة عن بعضها بوضعه في الصورة. من هذه الأحداث أن الزوجة قررت دون استشارة زوجها تقديمه لامها واختيها المقيمات بحي النصر بالعاليا-المحمدية وحين علمن بيسره وغناه اقترحن على من جاءت به إليهن إقناعه بشراء “بيت النعاس” فقبل صاغرا وبدون مساومة شراءه٠ بمبلغ 4000 درهم دون أن يسرع في استلامه بل تجاهله وتركه في مكانه لغرض في نفس يعقوب.
قبل حلول عيد المولد النبوي الأخير اقترحت المرأة المتزوجة المدعية على بنت العم الحامل ان تضع حملها عندها في البيت ببوزنيقة فقبلت وجاءت لتقيم معها تحت سقف واحد حتى تضع ما في بطنها من جنين. كأن زوجها يزورها كل ثلاثة ايام او أربعة. وذات مساء، بحضوره أخذت زوجته تبكي متألمة ومشتكية من مدى الإهمال الذي تتعرض له على يد زوجها وكأنها تقول له: لماذا أنت كريم إلى أقصى حد مع امرأة عمي وبخيل جدا معي؟
لم يرد رب العائلة المضيفة التدخل في مشكل عائلي يخص رجلا وزوجته واكتفى بتوجيه نصيحة إليه تحثه على الحرص على إدخال الفرحة والسرور على قلب زوجته بمنحها هدية من حين لآخر. وقبل أن تنفجر بنت العم شاكية باكية، سمعها مرارا تأمر زوجته بأن تتوسط لها لدى زوجها ليحقق لها طلباتها مبررة التماسها ذاك بكونه يستمع لها ولا يرد لها طلبا.
هذه الواقعة كانت كافية لتحمل الزوج على تنبيه زوجته إلى أنها مرشحة لأن تتعرض لإشاعات تتلخص في اتهامها بالخيانة الزوجية مع زوج بنت العم الذي يصغرها بما يفوق دزينة من السنوات. كان الهدف من وراء تنبيهها لذلك إقناعها بوضع حد للعلاقة الوطيدة التي أصبحت تربطها بهذا الرجل.
إن الإحساس بالغيرة على الزوج من زوجة العم لم يعكر صفو نفسية بنت العم فحسب، بل خامر حتى أمها التي جاءت من جماعة الشلالات إلى بوزنيقة لمنع بنتها من أن تضع مولودها هنا ولأخذها إلى مكان آخر. لكن ربة البيت حالت دون ذلك مستغلة خصاما سابقا بين البنت وامها؛ الشيء الذي ضاعف من شكوك الأخيرة وحرضها على الانتقام من المضيفة حينما تسنح الفرصة.
وضعت الحامل مولودها بإحدى العيادات الخاصة بالدار البيضاء تحت نفقة زوجها. بعد ذلك، جاء بها زوجها على متن سيارته إلى بيت العائلة لتقضي فترة النفاس وتستقبل المباركين. كل ذلك من هندسة “البطلة” بتنسيق مع زوج النفساء. وما أن حلت الأخيرة بمنزلها الكائن بجماعة الشلالات حتى تصالحت مع امها واتفقتا على أطلاق إشاعة تفيد أن زوجة عمها تخونه مع زوجها. في خضم هذا التصعيد، تكلف أحد أفراد عائلتهما القاطن بعين حرودة بتسجيل أوديو كله سب وقذف وإدانة وكلام يندى له الجبين وإرساله إلى الزوجة الطماعة عبر حسابها في الواتساب. عندما أخبر زوجها وأولادهما بهذا المستجد لم يتفاجأوا خصوصا وقد شاهدوا كيف أصبحت ملازمة له في حلها وترحالها وسقطت بالتالي ضحية لإغراءاته وسخائه معها بدون حساب، وكانوا على قناعة راسخة بأن هذه العلاقة بين المرأة والرجل لن تمر دون إثارة الشك والغيرة خصوصا عند الجهة التي تنتمي إليها بنت العم التي إذا قورنت بزوجته السمينة تبدو ذميمة ونحيلة.
قبل إطلاق هذه الإشاعة التي شهرت بالزوجة ومستها في شرفها وأثارت حفيظتها إلى درجة أنها قررت، بإيعاز وتشجيع من بتها البكر المقيمة في فرنسا، رفع دعوى قضائية من أجل معاقبة الواقفين وراء الإشاعة ورد الاعتبار لكرامتها التي أهينت، (قبل ذلك) خططت بنت العم وأمها المقلب حتى ينتقما من “صاحبة دعوتهما’، لهذا الغرض عهدتا إلى نجلة “البطل” بأن تتصل بها هاتفيا وتخبرها بأن أباها امتنع عن الإنفاق عليهم وأنهم يتضورون جوعا لعدم توفرهم على الغذاء. صدقت زوجة العم ما قيل لها وقامت لتوها بمغادرة ببوزنيقة في اتجاه جماعة الشلالات محملة بقفة ملآى بالأغذية. عندما وصلت لعين المكان، جاءت أم النفساء برفقة امرأة أخرى وهجمت على المرأة “المغيثة” ناشبة أظافرها في شعرها لأجل نتفه. ولولا حلول زوج النفساء على حين غرة لوقع لصاحبة القفة ما لا يحمد عقباه.
كان الزوج الضحية يظن أن ما وقع لزوجته من مشاكل ناتجة كلها عن علاقتها بهذا الرجل كفيل بجعلها “تستغفر مولاها” وتلعن الشيطان وتضع حدا لهذه العلاقة المشبوهة. لكنها عوض ذلك ازدادت وتيرة لقاءاتهما الخفية والمعلنة غير مطيعة لأمر بالابتعاد عنه ونسيانه من بالها.
حتى اولادها نصحوها بإصرار بالابتعاد عن هذا الرجل وتركه يعيش مع أولاده وزوجته حتى يتفرغوا لحل مشاكهم ا ويعيشوا في وئام. لكن الطمع أعمى بصيرتها وفضلت الاستمرار في كسب وده واستغلال ما بحوزته من مال وناقلة على حياتها الزوجية وسمعتها كأم متزوجة.
وبينما هي مصرة على لقاءاتها بصاحب السيارة الحمراء متظاهرة بالانصراف عنه عادت إلى البيت مساء يوم الخميس 24 دجنبر 2020 صحبة إحدى صديقاتها من اللواتي يسكن ببوزنيقة وفي يدها هاتف محمول جديد وفي أصبعها خاتم من الذهب. في تلك الليلة لم تستسلم للنوم إلا بعد أن أخذت من زوجها 800 درهم لتعويض ما صرفته على النظارتين الجديدين. لكن في صباح الغد (الجمعة 25 من نفس الشهر)، تشاجرت مع إحدى بناتها على خلفية رفضها أن تشاركها الزيارة التي ادعت أنها ستقوم بها صحبة صديقتها المذكورة إلى ضريح لغاية استشارة أحد المشعوذين. من خلال هذا الرفض، أيقنت البنت أن أمها عازمة على النداء على صاحب السيارة الحمراء لنقلها وصديقتها إلى مقصدهما.
انتظرت الزوجة حتى خلا لها البيت وقامت بترحيل الأثاث كله إلى دار الأنساب القريبة من منزلهم ثم أحكمت إغلاق الأبواب واختفت عن الأنظار.

سارعت الهاربة من بيت الزوجية في بداية فترة هروبها إلى رفع دعوى الطلاق الخلعي بمحكمة المحمدية معللة قرارها بأشياء لا أساس لها من الصحة. وهكذا استمر غيابها شهرا كاملا بحيث لم تعد إليه إلا يوم الثلاثاء 26 يناير 2021 بعد أن استجابت لتوسلات اولادها إليها بالرجوع إلى البيت خلال لقائهم بها في المحمدية يوم الإثنين 25 من نفس الشهر.
خلال هذه الأيام الستة (من الثلاثاء 26 يناير إلى يوم الأحد 31 من نفس الشهر) لمس الاب واولاده استمرار علاقة الام بصاحب السيارة الحمراء. لم يرد الرجل المخدوع أن يخوض معها في هذا الموضوع خوفا من نكء جراحها وحتى لا يثير غضبها. لكن تصريحها لإحدى بنتيها بأن الخاتم العالق بأصبعها اشتراه لها صديقها عمق من شكوكها وبلغ الخبر إلى أختها الصغرى فثارت ثائرتهما ضد أمهما مشددتين على ألا تذهب إلى أي مكان إلا واحد افراد الأسرة معها. وفي هذا الجو المضطرب والمشحون طلبت منها بنتها الصغرى تغيير رقم هاتفها وإعادة تشكيله حتى لا تبقى على اتصال بصاحب السيارة الحمراء، لكنها رفضت وقالت بصوت متشنج: لا أحد منكم، حتى زوجي، له الحق في مراقبتي ومصاحبتي أثناء أسفاري وتنقلاتي.
وقع هذا الخصام بين الأم وبنتها مساء يوم الأحد 29 يناير 2021 وأسفر عن هروب “مولات العقل” واخنفائها عن الأنظار مستحوذة على مبلغ يقارب خمسة آلاف درهم. وكانت قبل عودتها إلى البيت قد اشترطت عليهم منحها الجزء الأكبر منه لتغطية أتعاب دفاعها وسلم لها زوجها الباقي كمصروف شهري خاص بشؤون البيت.
في اول اتصال هاتفي صادر عنها بعد هروبها الأخير قالت لزوجها إن اولادها اصبحوا يشكون في اخلاقها ويكررون على مسمعها اسم صاحب السيارة الحمراء. أجابها بان الهروب ليس هو الحل ودعاها إلى الرجوع إلى البيت ويمكن لهما بالتالي أن يجدا حلا لهذا المشكل. بيد أن سماع زوجها وهي تقول عبر تطبيق الواتساب لإحدى صديقاتها: “إلا عندك مليون كتسواي مليون ولا ما عندك والو كتسواي والو” أكد له ان ضمير زوجته اماته الطمع وأنها مستعدة لبيع شرفها مقابل المال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube