فضاء القراء

معبر الكركرات يضع نقاط كثيرة فوق الحروف

محمد بونوار كاتب مغربي مقيم بألمانيا
أقصى حدود المغرب الجنوبية تسمى بمعبر الكركرات ، وهو عبارة عن طريق يربط بين المغرب وموريطانيا ، وقد عرف في السنوات الاخيرة قفزة نوعية على مستوى التبادل التجاري والذي هو عامل أساسي لتعزيز رواج اقتصادي يبشر بالخير في الافق، والذي سوف يعود بالنفع على البلدين أعني المغرب وموريطانيا ، وربما أيضا على دول أخرى من منطقة الساحل .
هذا المعبر الجنوبي والذي يربط المغرب وموريطانيا قديم قدم التاريخ الصحراوي .
مؤخرا قامت جبهة البوليزاريو بمحاولة لتعطيل الحركة التجارية التي يعرفها معبر الكركرات ، لكن المغرب كان ذكيا في الرد حيث لم يتدخل اٍلا بعد أن قام بمراسلة هيئة الامم المتحدة وطرح المشكل فوق الطاولة بشكل دبلوماسي حتى تكون جميع الامور قانونية وليست فيها نية العنف أو بسط القوة .
تناقلت وسائل الاعلام الوطنية والدولية الحدث كيف تدخل المغرب بشكل قانوني لتحرير الخط الرابط بين معبر الكركرات والحدود الموريطانية ، وهنا لابد أن أوضح شيئ مهم ، ألا وهو تلك الرقعة المسماة بالمنطقة العازلة والتي تمتد من آخر نقطة في الجنوب المغربي – الكركرات – والحدود الموريطانية الشمالية المطلة على المغرب ، هذه الارض كانت بمثابة منطقة خالية من البشر ومن السلاح ومن أي نشاط ، وحسب شهود عيان كانت هذه المطقة تدعى ب – قندهار- ، تشقها طريق تربط الحدود المغربية والموريطانية تقدر بحوالي 4 كلم ، مع وجود هياكل سيارات وشاحنات قديمة ومعطلة مبثوثة عل جنبات الطريق بشكل عشوائي ، يثير الرعب والخوف في النفوس .
كانت هذه مقدمة لابد من كتابتها حتى نضع القارء في سياق الموضوع الذي نريد أن نجعل منه مقالا في مستوى تطلعات المغاربة وكل الذين يتتبعون هذا الموضوع عن كثب أو عن بعد .
اٍذن معبر الكركرات تم تحريره بطريقة ليست صعبة وليست هينة من طرف القوات المسلحة الملكية ، لكن تداعيات التحرير وضعت نقاط كثيرة فوق الحروف ، هذه الحروف سوف أكون صريحا لترتيبها وتدوينها في هذا المقال الذي أعتبره رسالة الى كل من يهمه الامر ، وهي مساهمة رمزية تدخل في خانة التمظهرات والاحاسيس الجياشة التي تفيض بها قلوب مغاربة العالم ، والتي تنم عن وطنية صادقة وعن اٍنتماء هوياتي بدون تملق وبدون نفاق .
النقطة الاولى التي أبانت عنها تداعيات معبر الكركرات ، هي السياسة المغربية المكلفة بترسيم الحدود النهائية بين المغرب وموريطانيا وبين المغرب والجزائر ، والتي تحتاج الى مراجعة عامة ، والى مناقشة كبيرة ، والى مشاورات متعددة .
النقطة الثانية ، وهي الاحزاب السياسية المغربية ، والتي أصبحت عبارة عن دكاكين تردد الشعارات والمبادء ، والتي أبانت مرة أخرى أن القضايا الوطنية التي تدعي الدفاع عنها اٍنما هي واجهات وديكورات تزين بها مكانتها ، وهنا بالدليل والحجة سجلنا على الاحزاب المغربية التسابق على تنظيم لاقاءات خارج الوطن لاستقطاب مغاربة العالم قصد الفوز بالمقاعد الانتخابية ، بينما غابت عن المظاهرات التي نظمها أفراد الجالية المغربية في مدن أروبية مختلفة .

النقطة الثالثة ، والتي تمخضت عن تداعيات معبر الكركرات ، هو مجلس الجالية والذي أبان مرة أخرى أنه بعيد عن التظاهرات التي عرفتها أروبا بخصوص مغربية الصحراء ، وهنا بالدليل والحجة تعرضت نساء مغربيات لشيئ من المضايقات والاستفزازات على يد أفراد يتعاطفون مع جبهة البوليزايو ، وقد كانت مناسبة مواتية لرفع دعوى قضائية لدى المحاكم الفرنسية ، خاصة مع وجود حجج دامغة بالصوت والصورة لا تحتاج الى تفسير كبير .
والغريب في هذا الحدث أن مجلس الجالية يحث مغاربة العالم على الترافع ولا يقوم به ، وهكذا تجوز عليه صلاحية مقولة – فاقد الشيء لا يعطيه – .
للتذكير فقط مجلس الجالية انتهت فترة انتدابه سنة 2011 حسب الدستور المغربي، وهو ما يعني أنه غير قانوني وغير ديموقراطي .
النقطة الرابعة ، والتي تزرع الامل في القلوب وتبشر بالخير وهو تشبث المغاربة بالصحراء المغربية والدفاع عنها سواء خارج الوطن، أو بداخله ، وهو ما يفسر أن الوطنية والتشبث بالثوابث الوطنية تعتبر ذاكرة جماعية لشعب تغيب عنه الشمس في بحر يسمى بالمحيط الاطلسي ، وتشرق من جهة بلد مجاور يسمى بالجزائر ، وينتهي البصر في الشمال عند الانوار التي تضيء الجارة – اٍسبانيا – وتلامس أراضيه الجنوبية معبر الكركرات المطل على دول الساحل الافريقي والذي يعزز منظمومة جنوب جنوب .


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. في الدفاع عن كل الحقيقة للمواطن اود ان اضع صاحبنا في الصورة التي لا تحجب بالغربال كالشمس ، لأننا في حاجة ماسة لإضافة نوعية لحل نزاع الصحراء الغربية دام 45 سنة في المحافل الدولية ، بمعنى هل من مخرج للصراع يقبل على طاولة الحوار و يعود بالنفع على شعوب المنطقة و يرضي الامم المتحدة ام لا ، لأنه مهما نكتب سوف لا تتجاوز مضامين معاهدة سايس بيكو و اكس ايران و اتفاقية مدريد و قرارات الأمم المتحدة في الموضوع اثر سلسلة من المشاورات المباشرة و السرية
    كل ما أنجزه المغرب هو فرض امر الواقع على اراضي اكتسب الحق بادارتها اثر اتفاقية المغرب و لم يستطع تحقيق السيادة ، لاعتبارات لا يسع المجال لمناقشتها .
    والجبهة اكتسبت الحق القانوني في الموضوع دون نزعه دوليا و هي الان تضغط بالرجوع الى السلاح لتحسيس المجتمع الدولي قصد الاهتمام بالملف و العودة الى طاولة الحوار ،اذن هو خيار تكتيكي لتحسين موقعها في المشاورات.
    اما عن الأحزاب المغربية و واقعها المتدني و غيابها عن المساهمة الفعالة في إدارة الملف ، هو اختيار للدولة في مشروعها و الانفراد بكل شيء .
    في النقطة الثالثة المتعلقة بمجلس الجالية المغربية في الخارج و اداءه منذ التأسيس لا يعنينا ڤ شيء ، لكونه مؤسسة غير منتخب من الجالية وفق برامج مقترحة بل هي مؤسسة عينت من طرف الملك و تشتغل تحت اشرافه كلجنة تقنية تحت الطلب لا نعلم طبيعة علاقتها بالحكم و اجندتها . شكرا

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube