فضاء القراء

عبد العزيز لشهب رجل المرحلة الصعبة

بقلم : هدى التسولي

ولد عبد العزيز لشهب سنة 1971 وترعرع في قرية جبلية تدعى الجابريين بجماعة عين بيضاء إقليم وزان التي تعد امتدادا لسلسلة جبال الريف.

تربى في حضن عائلة محافظة جدا وكان والده رجل دين صارم قراراته لاتقبل النقاش. تلقى تربية جيدة ذات طابع تقليدي، تشبع منذ صغره بمكارم الأخلاق ويعتبر قدوة في الأدب و الاحترام وعرف منذ نعومة أظافره بهدوئه و حسن إصغائه وسعة صدره.

تميز بنبوغته في الدراسة من مرحلة المسيد أو الجامع الى مرحلة حصوله على الإجازة العلمية بامتياز في البيولوجيا سنة 1995، وبعد تخرجه اقتحم مجال الاستثمارات المقاولاتية بدءا من الفلاحة و اشتغل على نفسه كثيرا لخلق دينامية تنموية على مستوى منطقته بعد ذلك وسع نشاطه من الفلاحة إلى التجارة أيضا و هنا كانت انطلاقته الفعلية في عالم المشاريع والمقاولات إلى يومنا هذا.

عبد العزيز لشهب رجل عصامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى استطاع بناء نفسه من الصفر واثبات وجوده اقتصاديا لكن شغفه و حبه الكبير للسياسة كان أكبر دافع له لطرق عالم السياسة سنة 2003 حيث شغل منصب رئيس جماعة عين بيضاء.

أنشأت جماعة عين بيضاء سنة 1992 وتضم 32 دوارمتناثر هنا و هناك بين الجبال الوعرة والتضاريس المتنوعة ، مساحتها شاسعة جدا 170كلم مربع مقارنة بكثافتها السكانية الضعيفة التي بلغ عدد سكانها 11851حسب احصائيات 2004 مما يصعب مسألة فك العزلة عن الساكنة.

سلمت له المسؤولية في وقت لم تكن عين بيضاء تتوفر على كيان او وجود معنوي ، كانت مجرد إسم على خارطة ، جماعة قروية في منطقة جبلية ينعدم فيها متر واحد من الرصيد العقاري وليس لها أملاك مخزنية ليست لها أية موارد ذاتية واقتصادية أو مداخيل تستطيع ان تساعد بها نفسها لتنهض من أطلال الهشاشة و الفقر.

طوال سنين ،و ما لا يعرفه سكان الجماعة أن عين بيضاء فقيرة جدا ماديا وتعتمد بالأساس على الدعم المخصص من طرف الدولة وحتى الدعم نفسه لا يسد حتى أبسط الحاجيات فكان على السيد عبد العزيز تركيز كل جهده على تأهيل و بناء الجماعة لبنة بعد لبنة لكي تتوفر على البنيات التحتية الضرورية للعيش الكريم بربط الدواوير بشبكة الماء و الكهرباء و بناء الطرق و إصلاحها و حفر المسالك واعطاء الأولوية لقطاع التعليم و الصحة على قدر المستطاع.

ومن أولوياته نهج سياسة القرب في جميع الميادين والتركيز على مقاربة الفكر التنموي لا الفكر السياسي و بدافع غيرته على منطقته اشتغل على الرفع من جودة المقاربة التشاركية ضمن خلق جمعيات و تعاونيات تهدف إلى إشراك السكان في تسيير و تدبير أمورهم .

في سنة 2007 تمكن عبد العزيز لشهب من ولوج البرلمان فأصبح مسؤوليته أثقل مما كان عليه و أصبح يشتغل على نطاق أوسع في نضاله المستميت للتعبير و تلبية احتياجات ساكنة إقليم وزان.

استطاع هذا الرجل خلال ولايتين متتاليتين الحفاظ على مكانته السياسية و على صورته الاجتماعية حيث لم تستطع الظروف على اختلافها زعزعة استقراره وذلك بفضل حسن تدبيره و تسييره للجماعة من جهة والعمل الدؤوب على مستوى الإقليم و الجهة باستقطاب مشاريع تنموية كبيرة من طرق و معاهد و مستشفيات و غيرها …

إذا أردنا ان نكون موضوعيين فجماعة عين بيضاء عرفت خلال فترة رئاسته قفزة نوعية ملحوظة مقارنة بالجماعات الأخرى بإقليم وزان تمكن من ربط جميع دواوير الجماعة بالكهرباء بنسبة 100% وتغطية الجماعة من حيث التمدرس وتوفير النقل المدرسي و تعميم استغلال المياه الصالح للشرب عبر كافة المداشر واصلاح الطرق و المسالك لتسهيل عملية تنقل السكان و خلق دينامية و حركة داخل جماعته.

تبنى عبد العزيز لشهب منذ ولوجه عالم السياسة أفكار و مبادئ حزب الإستقلال الذي يعتبر من أعرق و أقدم الأحزاب وطنيا 90 سنة من العمل السياسي و 70سنة في العمل النقابي و منذ عهد الاستعمار كان لهذا الحزب شرف الدفاع عن مقدسات البلاد والمساهمة في تحريره من الاستعمار.

و يعتبر هذا الرجل من أفصح رجال السياسة على الصعيد الوطني و اشتهر بوطنيته واخلاصه و تفانيه أثناء آداء واجباته وهذا راجع لتكوينه الجيد و المتراص الذي يتجلى بوضوح أثناء ترافعه في عدة قضايا وطنية شائكة داخل قبة البرلمان .

من الطبيعي أن يكون لكل شخص ناجح معجبون و مساندون وفي الكفة الأخرى أعداء النجاح الذين يتربصون به في أية فرصة للنيل منه يتهامسون سرا عن انجازاته و نجاحاته و ينشرون جهرا اخفاقاته التي قد تكون لعوامل خارج سيطرته ومع ذلك يبقى الإيمان بالذات والإخلاص في العمل والثقة بالله هو السبيل الوحيد للفوز لأن الناجحين هم أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها وحينما لم يجيدونها صنعوها بأيديهم .

هذا المقال الذي أضعه بين أيديكم هي سيرة شخص أسميته رجل المرحلة الصعبة ويستحق منا كل الشكر و الثناء والله شاهد أنه ليس لديه أدنى فكرة عما كتب عنه، احرره بكل أمانة أدبية وصدق مهني ومن باب علمي بذات بالشيء…

فكم جميل أن يثنى عليك مديح وتكرم وانت لا تعلم وما أسوأ أن تذم و تقذف بغير علمك وأنت بريء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube