من وحي ثورة الملك والشعب: محمد السادس مهندس الثورة السلمية ورائد التنمية الشاملة
من إعداد: د. بتعلة مصطفى
لايشك أحد أن في عهد الملوك العلويين تحققت إنجازات و عدة تحولات طالت مجالات عدة مما جعل المغرب يتبوأ مكانة لا يستهان بها ، لكن هذه الانجازات والتحولات ظلت تسير سير طبيعيا يربط بينها خيط رابط متواتر إلى ان جاء عهد جلالة الملك محمد السادس الذي أحدث ثورات عميقة وفريدة في مبناها ومعناها . فمنذ توليه نصره عرش أسلافهم الميامن وهو ينجز إنجازات عظيمة تسير بالبلاد في اتجاه أحدث عدة تغييرات مست جميع القطاعات والمجالات مما أدى إلى حدوث دينامية تسير بوتيرة سريعة ومقننة همت الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية الشيء الذي أسعف بتغيير الملامح الكبرى للمملكة المغربية وجعلها تنضم إلى مصاف الدول المؤثرة في الجو الجيو اقتصادي والسياسي العالمي وتوجهه الوجهة السليمة . من هنا أحس الغرب وغيره بأهمية المغرب تحت قيادة ملكه المحنك ذي الشخصية المتوازنة وبعد نظراته الثاقبة ، من ثمة تغيرت نظرة الغرب وغيره إلى المغرب الذي أصبح يعتبر في نظرهم شريكا أساسيا ومحطة مركزية في اتخاذ أي قرار كما أن وزنه داخل المحافل والمنظمات الدولية أصبحت له قيمة مخالفة لما كان عليه من قبله وأصبحت آراؤه وموقفه تلقى صدى طيبا و ترحيبا منقطع النظير .
أن ما حققه المغرب في عهد جلالة المغرب من إنجازات يمكن اعتباره معجزة ومن بين معالم تحدي هذا الملك الذي اتخذ من الإنسان منطلق إصلاحاته وجعل اهتماماته كلها تنصب في اتجاه تنمية مملكته تنمية شاملة تبدأ من قاعدة الهرم إلى اعلاه دونما تمييز… وهكذا عرفت الإصلاحات الكبرى انتعاشا وشساعة استغرقت كل قطاع أو مجال يعود بالخير العميم على البلاد ويضمن للأفراد والجماعات عيشا كريما وحياة نوعية ، مما جعل المغاربة يلتفون حول ملكهم ويبادلونه حبا بحب صادق المغذي لذلك كله قوة الإرادة ورسوخ القناعة بأن المغرب بلاد التحديات والتعود على اكتساب كبرى الرهانات وتبعا لذلك الاستشراف إلى غد افضل وباصرار… وتأسيسا على ذلك تغيرت المفاهيم وترسخت قيم الدولة الحديثة فساد الأمن والاستقرار وأصبح الكل مواطنات ومواطنين يترسمون خطوات ملكهم وينتشون بانجازاته التنموية وقصب سبقه من خلال مبادراته الاستباقية وانتصاراته الواعدة و بتجلياتها المتعددة .. فكانت هذه الملامح كلها بحق ثورة ملك وشعب من طراز آخر لا حدود لها ؛ كما أن آلياتها متجددة من الداخل ومختارة بشكل متقن ومضبوط مما ثورة ولود ومتطورة تخدم مصالح الوطن وتدافع عن مقدسات الوطن وثوابته وتساير ما بحبل به المناخ العالمي من متغيرات
