مراد العمراني الزكاري

ما وراء الحرب الآذارية الأرمنية

بقلم : مراد العمراني الزكاري برشلونة
منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وبالنسبة للولايات المتحدة تمثل آذربيجان وتركيا حائط صد ضد أي توسع بالنفوذ الروسي في منطقة القوقاز ولهذا شهد القوقاز حروب عديدة بالوكالة عن واشنطن عبر محورين:
استخدم أدبيات جين شارب للثورات الملونة نجحت في جورجيا وانهزمت كثيرا في أرمينيا التي ظلت في حضن البيئية الروسية وانضمت للاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي اندمج مع طريق الحرير الصيني .
استخدم الجيوش البرية لحلف الناتو ( تنظيم القاعدة) نجحت في آذربيجان والشيشان وداغستان إلى أن جاء بوتين وتمكن من استعادت الشيشان وداغستان لحضن البيئة الروسية
ظل الوضع على ما هو عليه حتى اليوم وتقاسمت النفوذ كالتالي:
آذربيجان وجورجيا في الحظيرة الأمريكية
أرمينيا داخل البيئة الروسية
بينما ظلت أنقرة عنصر التوازن الذي يحافظ على استمرار هذه المعادلة الجيوسياسية لصالح واشنطن

ماذا حدث إذن ؟
تبعثرت أوراق اللعبة في يد الكوبوي الأمريكي الجريح بعد أن تلاقت المصالح الروسية التركية عند نقطة التحول،
فاندلعت الحرب بين آذربيجان وأرمينيا وبالقفز على مسبباتها ودوافعها نجد أن الروس تحولوا خلال هذه الحرب من شريك استراتيجي وحليف تاريخي لأرمينيا إلى مجرد وسيط بين أطراف النزاع بل وسمح للأتراك بجلب جماعاتهم الإرهابية من إدلب في خضم الحرب لصالح الآذار وغضوا الطرف عن الطائرات المسيرة التركية
النتيجة سحق الآذاريين الأرمن وعادت قرة باغ إلى آذربيجان التي منحها ستالين أياها منذ عقود مضت وأقرت أرمينيا بالهزيمة وأعلنت الانسحاب باتفاقية استسلام
لكن لماذا غدرت موسكو بحليفتها؟
الروس يريدون إسقاط النظام الأرمني الذي مال كثيرا تجاه غريمه الأمريكي في الأونة الأخيرة فكانت تلك الحرب وهذه الاتفاقية التي قلبت الشارع الأرمني على نظامه.
بينما منح بوتين أردوغان فرصة الانتشاء بالدولة الإسلامية التي يمكن أن تتدخل وتحسم الأمور لصالح دولة حليفة لها وتأكيد وصف تركيا و أذربيجان كشعب واحد لدولتين.
ما هي غنائم ونتائج الحرب؟
كسبت روسيا جولة أخرى في استمالة تركيا خارج الحظيرة الأمريكية على رقعة الاوراسيا.
نجح الكرملين في فرض اتفاقية تتيح التواجد العسكري الروسي في مناطق النزاع بقوات حفظ سلام وتأمين تنفيذ الاتفاقية وهذا أول وجود عسكري للروس في أذربيجان منذ تفكك الاتحاد السوفياتي مما يؤكد أن روسيا تسعى في مراحل متقدمة على طريق الحرير إلى استعادة مناطق نفوذ الاتحاد السوفياتي على حساب الهيمنة الأمريكية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube