هزيمة Eurest النكراء على ارض خيرونا الابية.

بقلم ياسر ابو نيل

ونحن معتصمون على أبواب مقر الحكومة بجيرونة في يوم عظيم لمنشطي المطاعم المدرسية، بحضور قوي، وتجمع ناجح، مع فن البيرفورمانس الذي نتقنه كعمال هده الشركة، اعطينا درسا لكل سياسي تخادل وتامر على الاجتماع ضدنا كممتلين للعمال، لقنا ايضا للحكومة و المجالس الإقليمية بجيرونة درسا اخرا ، واستطعنا اظهارهم على حقيقتهم البشعة عراة وحفاة فقط يرتدون ربطة عنقهم أمام توافد الإعلام الجهوي والوطني بكثافة والذي دعمنا و ساندنا لاهمية وعدالة قضيتنا. احساس غريب في الصباح على رنات الهاتف الذي لم تتوقف للضغط علينا من طرف الشركة، و اتصالات رفاق العمل يسألون عن موقع الاعتصام، واتصالات الشرطة التى كانت تريد تأمين المسافة بين المتظاهرين لضمان الاحتياطات الصحية اللازمة…جعلني هذا الضغط أن ابتسم وان أكون فرحا، لقد كنت احس أن هدا اليوم سيكون يوم الانتصار، وسننتصر منذ صباحه، 11نوفمبر الدي اخترناه بالصدفة، يضادف ايضا يوم استشهاد معلمي في النضال والحياة والمقاومة، وفي الصبر و الابتسامة.. وهو يوم استشهد فيه ملهمي حتى النخاع، الشهيد الخالد فينا ابو عمار لروحه السلام ،كنت احس أن في هذا اليوم انه لا يمكننا أن نفشل وان الضغوطات ما هي إلا ريح سخيفة ،فانا ابن فتح العتيدة وانا اردد الكلمة الخالدة : ياجبل ما يهزك ريح !!للشهيد البطل ابو عمار كنت اسمعها بداخلي كالزلزال…….. وفعلا جئنا في الصباح الباكر لنزعزع كالزلزال مدينة خيرونة الجميلة من صمتها المفاجئ، والهادي،….وندكرها بأن اجمل ما فيها، عمال مطاعم المدرسية بكل اصنافهم المربين و المنشطين والطباخين ،ما زالوا يتعرضون يوميا للاختلاس من طرف الشركة المتوحشة EUREST أمام صمت سياسييها اللعين.

جئنا من كل المدارس لنذكرهم وان يتيقنوا بأننا جزء لا يتجزأ من هده المدرسة وقلبها النابض و بأننا عماد رئيسي ضمن منظومة التعليم والتربية و نربي أيضا، وربما نربي ونلعب مع الاطفال اكتر من الاخرين..ونحن من نحرس على أطفالهم وبراعمهم البريئة، وفعلا استيقضت جيرونة فجاة من غفوتها وجائت لتلتحق بنا بصحافتها ومناضليها وكأنها تريد أن تعانق بابتسامتها الخجولة وشروق شمسها الهادئة هذا اليوم الرائع والجميل….وجاء بدورهم مدراء مدارسها ليقفون إلى جنبنا لنعطي سويا اول ضربة قوية لهاته الشركة الغبية التي حاولت استحمارنا، فكنا لها بالمرصاد اسودا، فحلت اللافتة، والملصقات مرصعات يشعارات قوية ومتنوعة لكافة الاختيارات الحرة لرفاقنا عمال الشركة، واستخفافاهم واستهزائم الجميل بالشركة وسياستها الدنيئة و اطلقت انذارات الصفارات و تعبيرات قوية كفن البيرفورمانس معصرا برتقالة كتعبير واقعي على ان الشركة تعصر العمال، فعلا كانت حركة فنية احتجاجية ناجحة إعلاميا… وبدأت الهتافات و صاحت الحناجر الغاضبة تصرخ في صباح جيرونة و انذار الصفارات ولبواق اللجان العمالية CCOO جنبا إلى هتافات نقابتنا المنافسة،الاتحاد العام ونسينا خلالها في هذا اليوم حساباتنا و حزازاتنا البسيطة و السخيفة في بعد الاحيان …وكنا في خندق واحد كفريق منسجم يلتف حوله كل الرفاق والرفيقات في الشركة، وبالفعل الخطاب الختامي الذي صرحت به والذي نقلته القنوات التلفزية والصحافة الحاضرة هناك لم يكن عاديا ،كان أشبه بوحي مملوء بالأمل، بنغمات وقوة خطاب النصر خطاب ياسر ابو عمار الذي كانت روحه معنا ترشدنا نحو النصر خطاب صريح يتضمن ترتيبا مركزا للنقاط والأولويات فاضحا وكاشفا الشركة والسياسيين المتخاذلين ومحاولة لإستعادة رد الاعتبار لهذه الطبقة العاملة المناضلة ، وتصاعدت كل المعنويات من جديد عبر الهتافات الجماعية الخارجة من اعماق الجراح والمعاناة وتكسر الخوف اللعين داخل الرماد،ليسخن هدا الاخير من جديد ليتحول الى شعلة تم نار قوية معلنة خروج وانطلاقة طائر الفينيق الجميل بقوة اندفاعه والوانه، فلا شيء اجمل واروع في هده الحياة من جمال وحدة العمال وانتصارهم.