أخبار المهجر

ماقيمة الأنشطة التي تنظمها المساجد في الغرب؟

إن أي نشاط علمي يقام في المؤسسات الإسلامية في الغرب ،لايجب أن يبقى محصورا في فضائها الضيق يستفيذ منه قلة وتكون في متناول المشاركين الذين تسمح لهم الظروف حضور،الملتقيات العلمية الجادة،التي تتعلق في غالبيتها بأهم القضايا المرتبطة بواقعنا في المجتمعات الغربية.والتي يتم اختيارها بنية صادقة من أجل الغوص فيها وفتح نقاش جاد،وإيجاد حلول لمشاكل تتخبط فيها الأجيال المزدادة في الغرب ،لأنه ليس هناك مجتمع خال من مشاكل،وتحديات، وإكراهات الأقليات المسلمة في الغرب ،تتطلب من الجميع الإجتهاد في فتح موائد ومجالس للنقاش ،للوصول إلى الإصلاح والتقويم الممكن.والحضور لا يجب أن ينحصر في مجموعة معينة بل يجب أن يكون أي نشاط مفتوحا في وجه رجال الإعلام والصحافة ،القادرين على إيصال ثمرة النقاش لأكبر عدد ،وخلق إشعاع لأي ندوة حتى تعم الفائدة..حضرت الندوة التي نظمها مسجد خير البرية بدعوة رسمية من مدير المركز،من أجل المساهمة في النقاش وفي نفس الوقت كانت المشاركة فرصة لمعرفةهوس المشاركين وحرقتهم من خلال التعبير بصدق عن التحديات والمشاكل التي أصبحنا نعيشها ،وعدم الإستقرار النفسي القاسم المشترك بيننا في كل المجتمعات الأوروبية ،بسبب الكراهية والإسلاموفوبيا ،والعداء للإسلام.

إن الذين اختاروا موضوع الندوة.التحديات التربوية للأسرة المسلمة في المجتمع الدنماركي ،والمحاضر المتمكن ،قد أحسنوا الإختيار،لأننا أصبحنا نواجه تحديات وإكراهات كبيرة في تربية أبنائنا ،مادمنا حريصين بالدرجة الأولى على التمسك بالقيم الإسلامية ،وفي نفس الوقت طموحنا كبير كذلك في أن ينجح أبناؤنا في مسارهم الدراسي وحياتهم العادية في المجتمع .إن تنظيم مثل هذه الندوات في مؤسسة المسجد وجعلها مفتوحة في وجه الجميع مبادرة بناءة يجب التنويه بها.إن مناقشة أهم القضايا التي ترتبط بالأسرة المسلمة مهم ولكن في نفس الوقت غير كاف لمواجهة التحديات الكبرى التي نعاني منها كجالية مسلمة في الدنمارك.والمؤسسات الإسلامية يجب أن تتحمل المسؤولية في تنظيم مثل هذه الندوات،وتناول كل المشاكل والإكراهات التي تتخبط فيها الأسر المسلمة.قد يتساءل البعض ،لماذا نركز على المؤسسات الدينية،لأنها القادرة على فتح نقاش جدي دفاعا عن الإسلام ،وتربية الجيل المسلم الذي يعيش هذه التحديات مادام يقضي وقته وسط أقران يختلفون معه في الدين والعقيدة وفي التقاليد والعادات وعندما يعود للبيت يجد ثقافة أخرى مختلفة.

نحن بحاجة في الدنمارك لندوات تنظمها المؤسسات الإسلامية وتعدد مبادرات مسجد خير البرية في تنظيم ندوات تهم المسلمين في الدنمارك،تجعلنا نطمئن على مستقبل أبناء المسلمين في الدنمارك.لا لشيئ سوى أننا نعيش تحديات كبرى وبحاجة لمثل هذه الندوات.فرغم أننا نعيش في بلدان ديمقراطية ترفع شعار حرية التعبير فإننا مع كامل الأسف نعاني في هذا المجتمع من الكراهية ،إنه واقع مؤلم يؤدي لعدم الإندماج ،وازدياد الإحتقان في المجتمع .إن تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة،ولن يكون دون جدوى في غياب حوار حضاري يضم كل مكونات المجتمع الدنماركي .إن حرية التعبير تفرض الإستماع للآخر الذي تختلف معه في العقيدة.ولا يمكن تغييب الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير .فتدنيس الكتاب المقدس لأي طائفة مرفوض وليس حرية تعبير ،بمعنى لا يمكن قبول تغييب الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين .إن تمرير قانون ازدراء الأديان ليس بحرية التعبير لأنه يقتصر فقط على الإسلام في الدنمارك .

حقيقة لابد من ذكرها ومناقشتها ليس فقط اليوم وإنما في كل فرصة تتاح لنا فأبناؤنا يجدون أنفسهم أمام إكراهات التمسك بهويتهم الإسلامية في البيت ،والهوية الدنماركية في المدرسة والثانوية والجامعة ،والمجتمع والدولة الدنماركية و المؤسسات التعليمية في مجملها تعمل على ترسيخ هوية الأغلبية وتعتبر الأجيال المزدادة في الدنمارك دنماركيون الهوية وتساهم في انصهارهم وذوبانهم في المجتمع .هي تحديات حقيقية نعيشها ،وتبقى مسؤولية الأسر والمؤسسات الدينية كبيرة في مواجهة هذه التحديات من خلال مثل هذه الندوات العلمية التي يؤطرها أساتذة أفاضل يحملون من التجارب والفكر التنويري ،مايخفف من حدة المشاكل التي نتخبط فيها وإيجاد حلول بناءة والإستماع لآراء المشاركين والمشاركات الذين يساهمون في إغناء النقاش ،والمساهمة بدورهم في إيجاد حلول.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube