الأمازيغية لغة أجنبية قالها الوزير الميراوي
الميراوي والله يهديك ،هل حقا أنت فخور بمغربيتك ،وقبل ذلك هل أنت ملم بثقافة وبتاريخ بلادك المجيد ،والله عندما تعتبر الأمازيغية لغة أجنبية فإنك بالفعل دخلت في مأزق لن تخرج منه وأنت المتورط في صراع مع طلبة الطب والصيدلة،إن كان البعض يعتبرها لهجة ، رسمية يتواصل بها نسبة كبيرة من سكان المغرب بل أصبحت في العهد الجديد لها قواعد وتدرس كمادة مستقلة في المدارس المغربية منذ سنوات ويتواصل بها شريحة واسعة من الشعب المغربي ،لغة تواصل حتى لدى مغاربة العالم ورثوها أبا عن جد ،إلى جانب لغات البلدان التي يعيشون فيها .السيد الميراوي المنحدر من إقليم الفقيه بن صالح وإن كنت قد عرفت أصله وفصله من خلال صديق عزيز على قلبي مواطن مثقف وفاعل جمعوي أكن له كل التقدير والإحترام. يقوم بعمل كبير من أجل دعم منطقته ويخدم بتفان قضايا بلده المغرب في إيطاليا .السيد الوزير المحترم معطياتك المتعلقة بالأمازيغية والتي اعتبرتها لغة أجنبية أعتبره تحاملا كبير من طرفك ،وكلامك مردود عليك ،لا لشيئ سوى أنها تدرس في المدارس المغربية ،وأنها كذلك لغة تواصل أكثر من نصف المجتمع المغربي إن لم تخني الذاكرة وحميد الماط ذلك المواطن العبقري يمكن أن يعطيك بالرقم الصحيح والدقيق للمغاربة الذين يتواصلون بالأمازيغية والتي تعتبرها أنت لغة أجنبية.اللغة الأجنبية ياسيدي هي اللغة الغريبة عن مجتمعنا هي لغة الإستعمار سواءا أكان فرنسيا أوإنجليزيا .وبالتالي اعتبارك الأمازيغية لغة أجنبية غير واقعي وغير صحيح لأنها لغة أكثر من نصف المجتمع المغربي وإن كان أساتذة النحو والقواعد واللغويين لم يعطوها ما تستحقه من عناية حتى تكون لغة تواصل للغالبية من المجتمع المغربي .وعندما يعتبر السيد الميراوي الأمازيغية لغة أجنبية فقد رفع من شأنها وفي نفس الوقت اعتبرها لغة غريبة عن المجتمع المغربي وهذا غير صحيح بل تحليل السيد الوزير فيه نقاش وعليه البحث الدقيق وأساتذة اللسانيات يعطوه الخبر اليقين .لازلت أتذكر البعض من أساتذتي في اللسانيات في جامعة وجدة وعلى رأسهم الأستاذ حوطش المنحدر من إقليم الناضور والذي جعلنا نحب المادة وفي شوق كل أسبوع للقاء به خلال ساعتين في مدرج كبير يجتمع حوله أكثر من مائة ونيف طالب بتمعن لتعميق البحث في المادة بحثا عن مكامن القوة في المادة وصعوبة التمكن منها .الأستاذ حوطش كان ذكيا وبارعا في إيصال المضمون وتحبيب الأمازيغية إلينا والهدف بطبيعة الحال الإفتخار بالأمازيغية كلغة تواصل يتكلمها أكثر من نصف المجتمع المغربي ،لا أريد الإطالة حتى لا يتهمني البعض بالتحامل على السيد الوزير أو إثارة الخطأ الذي وقع فيه السيد الوزير باعتباره الأمازيغية لغة أجنبية غريبة على مجتمعنا.شخصيا أعتبر تصريحات السيد الوزير استفزازا غير مقبول لشريحة تمثل الأغلبية في المجتمع المغربي واعتباره الأمازيغية لغة أجنبية لا أدري من كان يقصد فإن كان يقصد نصف المجتمع المغربي فإن تقديراته خاطئة لأن الأمازيغ أصبحوا في الداخل والخارج يتمسكون بالأمازيغيةفي تواصلهم ،ولا نستغرب بل نتفهم اليوم لماذا أزمة كلية الطب والصيدلة دامت مدة طويلة .نحن بحاجة اليوم في المغرب لمسؤولين يحافظون على تماسك المجتمع المغربي ولا لمسؤولين يعتمدون في تصريحاتهم على مصطلحات مستفزة غير مقبولة وكيف ما كان الحال فأعتقد والله أعلم آن الأوان لكل وزير من الوزراء في هذه الحكومة وقع في زلات في تدبيره لقطاعه أن يرحل ويبقى هذا مجرد تعقيب على كلام نطق به وزير ولكم واسع النظر .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
