فرنسا تبدأ حربا على حركة الإخوان المسلمين وأتباعها
تقرير وزير الداخلية الذي سيقدمه لرئيس الجمهورية هو ثمرة عمل استخباراتي . كاف لكي ، يشن جيرالد دارمانان هجومه العلني ضد جماعة الإخوان المسلمين. ومن المؤكد أنه ليس أول من يشعر بالقلق إزاء الموضوع الذي تمت متابعته لمدةطويلة،والذي اعتبره خطير على السلم المجتمعي بفرنسا وتطبيقا للتعليمات الرئاسية وزير الداخلية وفريقه يعتزم استخدام ثِقَل منصبه في المعركة.تجدر الإشارة أن رئيس الجمهورية إمانويل ماكرون قام بتشكيل مجلس دفاع قبل تكليف الوالي باسكال كورتاد المندوب الحالي لتكافؤ الفرص لعمالة إيفلين وكذلك السفير فرانسوا غوييت السفير السابق في الجزائر
حتى عام 2022 – بصياغة تقرير عام حول التهديد الذي يشكله تيار الإخوان المسلمون في فرنسا. جلسات الاستماع على وشك أن تبدأ، ومن المقرر أن يصدر التقرير في الخريف. ويقول المحيطون بوزير الداخلية : «لسنا بحاجة إلى هذا التقرير لنفهم ما يحدث، نحن نعرف ذلك. لكن من الضروري الإقناع.
وزير الداخلية وفريق عمله أنجز تقريرا شاملا بين فيه تغلغل التيار الإخواني ،مما دفعه لاتخاذ إجراءات صارمة من خلال إغلاق عدة مساجد وترحيل أئمة من التراب الفرنسي ،ووقف كل دعم خارجي لأسلمة المجتمع الفرنسي وإحداث تغيير جدري في سلوك المجتمع الفرنسي . في اعتقادي ما يجري في فرنسا ،هي حرب شاملة يعلنها إمانويل ماكرون ليس فقط ضد تيار الإخوان المسلمين ،الذي نشأ في مصر وانتشر في باقي الأقطار الإسلامي والذي سبب لمختلف الأنظمة القائمة إزعاج مستمر ،ليس فقط في مصر البلد الذي نشأ فيها التيار وإنما تمدد في باقي البلدان العربي وحتى في المملكة العربية السعودية وسوريا و المغرب العربي كذلك .في المغرب جماعة العدل والإحسان ، وحزب العدالة والتنمية .في الجزائر جبهة الإنقاذ الإسلامية ،في تونس حركة النهضة وتيارات أخرى أكثر تشددا .في تركيا حزب العدالة والتنمية .
الإجراءات التي تتخذها فرنسا سيكون لها انعكاسات سلبية على واقع المجتمع الفرنسي الذي يعيش فيه حوالي ثماني ملا بين مسلم مندمجين في المجتمع ليس لهم تأثير سياسي لأن الغالبية منهم يقاطعون المسلسل الإنتخابي ،في حين يعتبر وزير الداخلية أن التيار الإخواني يشكلون خطرا على النظام الديمقراطي الفرنسي .
إن مادعى إليه الرئيس الفرنسي ،ستكون له انعكاسات خطيرة على السلم المجتمعي والمستهدف فيه هم المسلمون الفرنسيون،والإسلام كدين ثاني في فرنسا ،والإجراءات التي سوف تتخذ في فرنسا ضد المسلمين وليس فقط ضد تيار الإخوان المسلمون ،سوف تكون بداية لمحاربة الإسلام والمسلمون في باقي الدول الأروربية،وأنا متأكد أن مايقع في فرنسا سوف تعرفه دول أوروبية تعيش فيها جالية مسلمة .إن تدبير التعدد الثقافي والديني ،لن يكون النموذج الفرنسي الأنجع والفاعل ،بل سيسبب صراعا ثقافيا ودينيا في غياب مايسمى بالحوار الحضاري وحوار الأديان السماوية .
سأعود لاحقا للتوضيح أكثر. ……..حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك