مراد العمراني الزكاري

الكوربوقراطية

بقلم : مراد العمراني الزكاري (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)

لكي نفهم من ولماذا يمنعون عنا الاستثمارات الأجنبية الضخمة ، علينا ان نفهم معنى الكوربوقراطية.
هذا المقال سينور عقولنا،سنعرف أشياء لا أحد يراها وسندخل المنطقة العمياء وسنعرف كيف تتم إدارة العالم في السر.
ولنأخذ مثال على واحدة من شركات الكوربوقراطية متعددة الجنسيات والعابرة للحدود في العصر الحديث، التي يمكن لها أن تبتلع الشركات الصغيرة والمتعثرة، وفق (مذهب داروين) عن الاصطفاء الطبيعي؛ فالشركات الأكثر قدرة على التأقلم مع الظروف الاقتصادية الراهنة تبقى على قيد الحياة، وتفنى تلك الأقل قدرة على ذلك. وكنموذج على منظومة متماسكة بين أشخاص معدودين لهم نفس الأهداف المشتركة، يتنقلون بحرية بين عضوية مجالس إدارات الشركات الكبرى والمؤسسات المالية لبارونات المال العالمي والمصالح الحكومية ومراكز البحث والفكر للتلاعب بسياسات الدول ومصالحها الاقتصادية لصالح الكوربوقراطية والإمبراطورية الكونية.
(مجموعة كارلايل)

أحد شركات الكوربوقراطية تأسست سنة 1987 في العاصمة الأمريكية واشنطن، كشركة مساهمة أمريكية متعددة الجنسيات، متخصصة في إدارة الأصول البديلة والخدمات المالية. أصبحت خلال سنوات قليلة واحدة من أكبر شركات الاستثمار الخاص والاستثمارات البديلة في العالم.
ولمعرفة الأشخاص المتنقلون بحرية بين عضوية مجالس إدارات المجموعة والمؤسسات السرية لبارونات المال العالمي والمصالح الحكومية ومراكز البحث والفكر للتلاعب بسياسات الدول ومصالحها الاقتصادية. فبنظرة عامة على المؤسسيين للمجموعة وجميعهم مصنفيين من أثرى أثرياء أمريكا وفقا لتصنيفات فوربس لأغنياء أمريكا :
مؤسسي المجموعة:

  • الملياردير الأمريكي (دانييل أنتوني دانييللو)، عضو في مجلس أمناء معهد (أميريكان إنتربرايز)؛ هو معهد أبحاث محافظ متخصص في أبحاث السياسة العامة مثل معهد (هيريتيدج).
  • الملياردير الأمريكي (ديفيد مارك روبنشتاين) عضو مجلس إدارة في (مجلس العلاقات الخارجية)، و(مؤسسة هارفارد)، و(مؤسسة كينيدي).
    مستشاري المجموعة:
    عمل كل من جورج بوش الأب (مدير وكالة الاستخبارات المركزية والرئيس الأمريكي السابق)، وجيمس بيكر(وزير الخارجية الأمريكي السابق)، وجون ميجور( رئيس وزراء بريطانيا السابق) وميخائيل خودوركوفسكي (أوليغارشي روسي) في المجلس الاستشاري للمجموعة، قبل أن يتم تعيين(فرانك كارلوتشي) عضو مجلس أمناء مؤسسة راند، وأحد العاملين في مشروع القرن الأمريكي، كرئيسًا لها في الفترة ما بين سنة 1992حتى سنة 2003.

عمل كارلوتشي في السابق كمدير مكتب الفرص الاقتصادية في إدارة (ريتشارد نيكسون) بمساعدة شخصية من (دونالد رامسفيلد)، ثم عمل كنائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية في إدارة (جيمي كارتر)، وأخيرًا عمل مستشار للأمن القومي ثم وزيرا للدفاع في إدارة (رونالد ريكان).
ويعد الأمير السعودي الوليد بن طلال، وعائلة بوش، وشفيق بن لادن (الأخ غير الشقيق لأسامة بن لادن) من المستثمريين في صناديق إدارة المجموعة، والأخير قام بتصفيه أعماله مع المجموعة أعقاب أحداث 11 شتمبر 2001، بعد تحقيقات حول حضور (شفيق بن لادن) كضيف شرف مؤتمر الاستثمار الذي نظمته مجموعة (كارلايل) يوم الحادث

-أنشطة كلارك لابتلاع الشركات الصغيرة
تستثمر كارلايل بشكل أساسي في صناعات: الطيران، والطاقة، والخدمات المالية، والرعايا الصحية، والعقارات، والتقنية وخدمات الأعمال، والاتصالات، والإعلام، والنقل، والخدمات الحكومية . وقد احتلت المجموعة في سنة 2003 المرتبة الحادية عشر في قائمة موردي السلاح للبنتاجون. ثم توسعت أنشطة مكاتب المجموعة خارج حدود الولايات المتحدة. حيث تتركز استثمارات مجموعة كارلايل في شرق آسيا، أوروبا، أمريكا الشمالية.
سنة 2005 احتلت المجموعة المرتبة الأولى عالميًا كأكبر شركة أسهم خاصة . ورغم أن المجموعة تأسست بدعم مالي قيمته (5 مليون دولار )، إلا أن ابتلاع الشركات الصغيرة والمتعثرة بمبدأ داروين كان يترجم بسياسة (الاستحواذ على الرفع)، وهي صفقة مالية يتم فيها شراء الشركات بمزيج من (الأسهم والديون)؛ مثل عملية الاستحواذ على شركة (يونايتد للدفاع) التي بلغت (850 مليون دولار).
وتُعد عملية الاستحواذ على الشركة المسماه الأن بـ (ديكس ون) عبر التمويل الكبير للديون ذات العائد المرتفع، والتي قادتها (كارلايل) مع شركات (ويلز- كارسون- أندرسون – ستو)، هي ثالث أكبر عملية شراء للشركات منذ سنة 1989 بقيمة (8.7 مليار دولار).
في فرنسا على سبيل المثال، تملك مجموعة كارلايل العديد من العقارات في باريس ، وبمبدأ داروين سيطرت على مجموعة (جينيور) الصناعية سنة 1998. كما استحوذت على حصة هامة من صحيفة ( لوفيغارو) اليومية التابعة لباريس لإعادة بيعها لاحقاً إلى مجموعة داسو الفرنسية وهي الشركة المصنعة للطائرات المقاتلة (ميراج). كما اشترت كارلايل الجمعية الأوروبية (فيات أفيو)، مما يعني خسارة الاستقلال الاستراتيجي لمستقبل الدفاع الأوروبي.
ولهذا تجاوزت مجموع أصول المجموعة (13 مليار دولار) في الربع الأول من هذه السنة (2018).
الكوربوقراطية هي من يؤتمر البيت الأبيض بأمره… هم من يمتلكون مفتاح الإستثمار الأجنبي في العالم… هم من يتحكمون في برامج صندوق النقد والبنك الدولي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube