مقالات الرأي

نيوليبرالية سياسات حكومة الاخوان سبب تحول المغاربة الي لاجئين ومشردين بالخارج

الحسين فاتش اسبانيا

حسب اخر الاحصائيات التي اطلعني عليها احد الاصدقاء من جزيرة لانزاروطي، فإن عدد المهاجرين السريين المغاربة الذين وصلوا الي ارخبيل الكناري في الآونة الأخيرة بواسطة قوارب الموت ناهز 67 بالمائة من إجمالي 11 الف مهاجر من جنسيات أفريقية أخرى تستضيفهم مقرات إيواء الوافدين على الارخبيل عن طريق الهجرة الغير الشرعية. َاذا أضفنا الي هذا الرقم الذي سيتعدي سقف 6 الف مغربي حديثي العهد بالهروب من المغرب َمعظمهم تقول الصحافة الإسبانية ممن كانوا يشتغلون في قطاعات الهشاشة التي افلست بفعل أزمة فيروس الكوفيد 19 ،اذا أضيفت إليهم الالاف الآخري من الشباب والكهول والقاصرين الغير المرفقين الذين وصلوا الي اسبانيا ويتواجدون على اراضيها بصفة غير قانونية على امتداد سنتي 2019/2020 فسنكون أمام رقم مخيف يؤشر بجلاء تام على أن الوضعية السوسيو اقتصادية بالمغرب لم تتوقف عن الانحدار والتدحرج نهو حافة الإفلاس ، وأن الأمور قد انفلتت من ايدي حكومة الإسلاميين التي تقف عاجزة عن ابتداع استراتيجية كفيلة لمحاربة أفات البطالة و الفقر والهشاشة، وعاجزة كذلك عن تطوير اداءها وتغييرسياساتها اللاشعبية الفاشلة التي هي من تقف خلف تغييب العدالة الاجتماعية وخلق مسببات الحرمان الاجتماعي والاقتصادي الشديد ين بتوجيهها دفة سياساتها لخدمة مصالح طبقة البورجوازية الرأسمالية وتحقيق كل طلباتها مقابل تهميش السياسات الاجتماعية وتغييب استراتيجيات التشغيل والنهوض بمنظومتي الصحة والتعليم مما خلق مناخا من الاحتقان و حالة من اليأس ومن انسداد الآفاق وهذا ما يجعل الناس تلجأ للفرار عبر الحدود و لا تجد أمامها من منفذ غير ركوب خيار طلب اللجوء عند الجيران أمام غياب الخيارات الأخرى التي تشجعهم على البقاء.مصيبة من يتشبث بخيار اللجوء كوسيلة لتسوية وضعيته القانونية من المغاربة الذين يصلون اسبانيا انه بموجب اتفاقية عام 1951، لا يمكن لنقص الغذاء والمياه والتعليم والرعاية الصحية وموارد الكسب أن تكون كافية لقبول طلب اللجوء وتحصيل الحماية الدولية، علاوة على أن مظاهر البذخ والثراء الفاحش التي تعكسها وتستعرضها لااقلية الاوليكارشية التي تحتكر الثروة بالمغرب وتتمتع بامتيازات الحكومة الريعية تظهر المغرب في صورة البلد الغني والامن المستقر، مما يجعل سلطات الهجرة ترفض جل طلبات اللجوء التي يتقدم بها المهاجرون من جنسية مغربية. هروب المغاربة من وطنهم بالوتيرة التي نشهدها اليوم و تدهور مستوى أحوالهم المعيشية ببلدهم واضطرارهم لمغادرته وتحولهم هم و أطفالهم للاجئين ومشردين ببلادات الناس إذ تستقبل فرق الصليب الأحمر الإسبانية احيانا اسرا مغربية بكامل أعضائها تضطر لان تكابد قساوة ظروف العيش في ظل التواجد في وضعية المهاجر الغير الشرعي باسبانيا ، ظاهرة لم يعشها المغاربة حتى عندما حلت بالمغرب أزمة السكتة القلبية في عهد الحسن الثاني سنة 1983، عندما جاء برنامج التقويم الهيكلي للمغرب نتيجة الفشل في تسديد ديونه لمؤسسة صندوق النقد الدولي، حيث لجأت هذه المؤسسة المالية الدولية إلى تقديم هذا البرنامج الإصلاحي في البنيات والبرامج التي يقوم عليها الاقتصاد المغربي.انذاك كانت جماهير شعبنا ترتبط نظريا بالفكرة اليسارية و بالنضال من أجل الخلاص من الظلم الاقتصادي والاستبداد السياسي، لذلك تشبث الإنسان المغربي بتربة ارضه الطيبة، اما وقد اصبحت أغلبية شعبنا ترتبط بأفكار ابن تيمية وأحاديث صحيح البخاري وفتاوي شيوخ العهر والظلامية فقد تاه المغاربة في فهم الواقع وتحليله والتعامل معه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube