حيمري البشير

عيد بأية حال عدت ياعيد

عدت ولم يعد لنا رغبة للذهاب إلى المصلى لأداء  الصلاة في أجواء روحانية كما ألفنا ،رغم حر الشمس.لن نصلي هذه السنة من دونك ليس بسبب قرار وزير الأوقاف خشية انتشار الوباء بل

فضلت المغادرة .وأنت الذي كنت دائما حريصا على تطبيق طقوس العيد ليس في المنفى ،بل في الأرض التي أحببت كل شيئ فيها.كيف لنا أن نحتفل بالعيد وأنت مسافر منذ سنة بدون عودة،وبدون

وداع.أنت الذي كنت في آخر أيامك مبتسما ،متحمسا للسفر مرة أخرى للتمتع من جديد بشوارع الحمراء .التي أحببتها والتي لن نعود إليها من دونك.لم يعد للعيد طعم من دونك ولن نسافر بالسيارة لأننا لا نتحمل مكانك الفارغ ونحن نقطع المسافات الطوال ،من دون مستملحاتك ،وحركاتك ونشاطك المعهود.السفر من دونك لم يعد له طعم.مضت سنة على رحيلك وأنت الذي كنت متحمسا لقضاء صلاة العيد ،وزيارة من تحبهم .فضلت المغادرة في زمن صعب ،وتركتنا.لم نعد نرغب بالإحتفال بالعيد  ولم نعد مطلقا نقوى حتى على التفكير لأداء صلاة العيد ،في المصلى ولا في المسجد كما اعتدنا على 

ذلك.لأن الإحتفال بطقوس العيد ،لم يعد له طعم.لقد علقنا العباءة الخضراء التي كنت اخترتها بنفسك ،في مكان آمن بركن في البيت الذي قضيت فيه أربع وعشرون سنة وكان بيت مليئ بالسعادة

والأمل،لم نعد نقوى على فراقك،اشتقنا حتى لرؤيتك في المنام لنطمئن عليك أيها الطيب الذي فضل الرحيل ،رغم أنك كنت منذ أن ولدت  طموحا ،وكبر هذا الطموح معك لأنك كنت متألقا في الدراسة

ومتألقا في الكرة التي عشقتها حتى النخاع فكنا نشكل الثنائي اللذان يناصران الريال ضد ثنائي يناصران البارصا،لازلت أتذكر أنك كنت تقفز عند تسجيل الريال لهدف.مشاهدة الدربي من دونك لم يعد له طعم

الحياة من دونك لم يعد لها طعم.اليوم تمر سنة على رحيلك بالتمام والكمال.هذا الرحيل الذي كان صدمة لدى العديد من الناس الذين يعرفونك عن قرب ،ويعرفون طيبوبتك وقلبك الكبير ،وحبك للحياة،

لم تعد بيننا لنستيقظ مبكرا للذهاب إلى المصلى وعندما ننتهي من الصلاة،نستمتع بطقوس العيد في المغرب.لم يعد للعيدطعم،،بل أصبح العيد نفسه ذكرى للمواجع والألم والبكاء والنحيب ،البيت يخيم عليه حزن ،وأمك التي كنت تحبهاوتحكي لها كل شيئ استيقظت هذا الصباح ونسيت أنك قد سافرت منذ سنة  دون أن تعود .أمك تبكيك كل يوم وأبوك  قد استأنس بزيارتك كل صباح ليتحدث إليك ليناجيك لكنك لا تجيب.وأنت الذي كنت متحمسا دائما للنقاش معه في كل الأمور في السياسة وفي الكرة التي أحببتها،لم تعد تسألني عن مستقبل حكيم زياش في فريق التشيلي ،لو كنت حاضرا بالأمس بيننا لاستمتعت بعودته القوية هذه السنة حيث سجل ثلاثة أهداف في أول مقابلة..عزيزي نضال سامحني  لقد فقدت طعم الكرة ،وحب الشيلسي وفريق كوبنهاكن والفريق الوطني المغربي وفريق النهضة البركانية والرجاء العالمي التى أحببتها من أجل عادل.لقد أصبح كل شيئ من دون طعم وحتى هذه الدنيا لأنك تركت فراغا قاتلا موحشا ،مظلما وبدون طعم.سنبقى نعيش على العهد الذي بيننا ،سنبقى نحبك وأنت غائب عنا ،وننتظرك أن تقف زائرا لنا في المنام لأن الحب الذي جمعنا باق لن يموت ،رحلت منذ سنة بالتمام والكمال ولكن ذكرياتك الجميلة ستبقى راسخة في أذهاننا حتى نلقاك.عيدك مبارك سعيد سنبقى نقولها لأنك كنت طيبا تحب الحياة .سنبقى ندعو لك  عقب كل صلاة ونحن اللذان كنا نعتقد أننا سنودع هذه الدنيا قبلك فترفع نعشنا لكن يد المنون  خطفتك من بين أيدينا دون وداع.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube