تقارير

العالم خسر معركته مع الاحتباس الحراري.”نشرة اسثنائية صادمة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية”

الخبير في مجال البيئة د. محمد بنعبو

نشرة اسثنائية صادمة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية

إذا كانت السنوات الخمس الأخيرة اعتبرت الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث ارتفعت درجات الحرارة 0.2 درجة مئوية مقارنة بالفترة من عام 2011 إلى 2015، فإن السنوات الخمس المقبلة ستكون حسب الخبراء الأكثر سخونة مما سيفاقم خطر الاحتباس الحراري الذي يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر والانخفاض مفاجئ في الصفائح الجليدية بالقطبين الشمالي والجنوبي وغرينلاند، وازدياد التصحر والعواصف والفيضانات، حيث إذا لم يتم الشروع في نهج خطة واضحة لتقليل الاحتباس الحراري سيعرف الكوكب الأزرق لا محالة كوارث اقتصادية وإنسانية لم يعرفها من قبل، وبشكل عام من المتوقع حدوث زيادة في الظواهر الجوية المتطرفة حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي حذرت من أن احتمال ارتفاع متوسط ​​درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية في غضون الخمس سنوات آخذ في الازدياد، هذه العتبة الحاسمة هي الحد الأدنى لاتفاقية باريس التي يجب عدم تجاوزها لمنع آثار تغير المناخ من الخروج عن نطاق السيطرة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في نشرة جديدة عن المناخ نشرت يوم الخميس إن احتمال زيادة متوسط ​​درجة الحرارة العالمية السنويةمؤقتا بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2025 هو 40٪ الآن ويزداد هذا الخطر بمرور الوقت، وتضاعف هذا الاحتمال مقارنة بتوقعات العام الماضي وهو تغيير بسبب بيانات درجة الحرارة الأفضل بدلا من التغير المفاجئ في مؤشرات المناخ

ويبقى احتمال خطر تحطيم سجل حرارة جديد وارد بنسبة كبيرة جدا حسبما قدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية:احتمال 90٪ أن تصبح سنة واحدة على الأقل بين 2021 و 2025 هي الأكثر سخونة على الإطلاق وبالتالي إزاحة عام 2016 من كرسي التتويج والريادة، وتذكر الهيئة أن عام 2020 كان من بين أكثر الأعوام الثلاثة سخونة على الإطلاق، حيث ارتفع المحرار بمقدار 1.2 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، في حين تتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يكون متوسط ​​السنوات الخمس المقبلة أعلى بـ درجة مئوية واحدة على الأقلمما كان عليه في عصر ما قبل الصناعة.

ومن المنتظر أن يسبب ارتفاع درجات الحرارة المزيد من هطول الأمطار في منطقة الساحل وفي المناطق المرتفعة كما تتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الشيء الذي سيؤدي إلى زيادة عدد الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي، أعلن مركز الأعاصير الكندي الأسبوع الماضي أنه يتوقع موسم أعاصير أكثر نشاطا من المتوسط ​​في عام 2021، وبشكل عام من المتوقع حدوث زيادة في ظواهر الطقس المتطرفة والتي سيكون لها تداعيات أكبر على الأمن الغذائي والصحة و البيئة والتنمية المستدامة “.

تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري كما تشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تتنبأ بأن جميع مناطق العالم يجب أن تشهد درجات حرارة أعلى من القيم الحديثةللفترة 1981-2010 على مدى السنوات الخمس المقبلة باستثناء بعض مناطق المحيط الجنوبية و شمال الأطلسي، حيث في نصف الكرة الشمالي يمكن أن تصل الزيادة في درجة حرارة مساحات كبيرة من الأرض إلى 0.8 درجة مئوية مقارنة بالماضي القريب حيث تشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل ضعف المتوسط ​​العالمي.

وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس:تظهر هذه الدراسة بموثوقية علمية كبيرة أننا نقترب بشكل قابل للقياس وبلا هوادة من الحد الأدنى لاتفاقية باريس، وتهدف هذه الاتفاقية الموقعة في عام 2015 إلى احتواء ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين وأقرب ما يمكن من 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وتشير المؤسسة إلى أن التزامات المجتمع الدولي أقل بكثير مما هو ضروري لتحقيق هذا الهدف، ويقول تالاس إن نتائج المنظمة تسلط الضوء على الحاجة إلى التكيف مع تغير المناخ. ويشدد بشكل خاص على أهمية خدمات الإنذار المبكر المتطورة ، التي تمتلكها نصف البلدان فقط، في الحد من الآثار السلبية للأحداث المتطرفة، وقال: “إننا لا نجد فقط أن خدمات الإنذار المبكر محدودة ، ولكننا نجد أيضا نقصًا شديدًا في أرصاد الأرصاد الجوية خاصة في إفريقيا والدول الجزرية“.

وحسمت المنظمة النقاش الدائر حول الاثر الايجابي لكوفيد 19 على كوكب الأرض حيث تؤكد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الوباء وإجراءات الاحتواء التي أحدثها في جميع أنحاء العالم لن يكون لها تأثير كبير على تطور درجة الحرارة العالمية في السنوات المقبلة، وذلك لأن عددا كبيرا من الغازات الدفيئة لها عمر طويل جدا وأن التقلب في الانبعاثات خلال العام الماضي لن يكون له سوى تداعيات طفيفةعلى تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

وفي إطار محو الأمية المناخية فإنه يتم قياس درجة حرارة الكوكب بالقرب من السطحيةفي اليابسة وفي المحيطات على حد سواء كما توضح المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبالتالي فإن المتوسط ​​السنوي لدرجات الحرارة المسجلة يعطي متوسط ​​درجة الحرارة العالمية، ومن أجل قياس الاحتباس الحراري تتم مقارنة درجة الحرارة هذه بدرجة حرارة ما قبل العصر الصناعي وهو متوسط ​​درجة الحرارة السنوية للفترة من 1850 إلى 1900.

وسلطت هذه النشرة الاستثنائية للمنظمة الضوء على الحاجة إلى التكيف مع المناخ، حيث أصبح من الاستعجالي على كل دولة أن تستثمر في تطوير الخدمات المطلوبة لدعم التكيف في القطاعات الحساسة للمناخ مثل الصحة والمياه والزراعة والطاقة المتجددة وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر التي تقلل من الآثار السلبية للأحداث المتطرفة، حيث لا يقتصر الأمر على خدمات الإنذار المبكر المحدودة ولكننا نجد أيضا نقصا شديدا في توقعات الأرصاد الجوية خاصة في إفريقيا والدول الجزرية، مما يؤثر بشكل خطير على دقة الإنذارات المبكرة ليس في هذه المناطق فقط ولكن أيضا على مستوى العالم، لكن يجب علينا أيضا الاستثمار في الشبكات الأساسية.

وسبق لمجموعات التنبؤ بالمناخ من العديد من البلدان: إسبانيا وألمانيا وكندا والصين واليابان وأستراليا والسويد والنرويج والدنمارك تقديم توقعات جديدة هذا العام، حيث سيؤدي الجمع بين التنبؤات من مراكز التنبؤ بالمناخ حول العالم إلى منتوج موحد بين النماذج المناخية عوض الاعتماد على مصدر واحد فقط

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube