مقالات الرأي

ماذا استفاد الفلسطينيون من الضربة الإيرانية لإسرائيل؟

عندما تحاول فهم ماجرى والأهداف التي حققتها إيران من القصف فإنك تجد نفسك أمام وضع مبهم ،يجعلك أمام حقائق صادمة…من سرب المعطيات لإسرائيل بالإجتماع المنعقد في القنصلية الإيرانية بدمشق التي تعرضت للقصف ؟ لماذا تأخر الرد الإيراني على مقتل الضباط البارزين في عملية قصف القنصلية.ثم سؤال أين الجيش السوري فيما وقع على ترابها.ولماذا لم تتصدى له القوات السورية؟ ولوأن إسرائيل كانت مستعدة مسبقا للعملية ،حتى أن الجهات الرسمية باتت تروج لمعطيات تكذب فيها مقولة عدم إخبارنا بالضربة مسبقا حتى نستعد لها استعدادا ،هل كانت إسرائيل تعلم بالهجوم مسبقا وهذا ما حصل بحيث أسقطوا 99/100 من الصواريخ والطائرات بدون تيار. الضربة الإيرانية لم تحقق أهدافها ،ولم تنتقم إيران من الهجوم الذي شنته إسرائيل على القنصلية الإيرانية بدمشق والتي ذهب ضحيتها ضباط في الجيش الإيراني ومسؤولون دبلوماسيون إيرانيون،والمستفيد من الهجوم الإيراني على إسرائيل هو النتن ياهو وتحالفه الحكومي والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني في غزة وباقي المدن المحتلة .ولو أن الشارع الفلسطيني والعربي تنفس الصعداء ،لأن الهجوم الإيراني خفف إلى حدما الضغط على المقاومة في غزة وأحيا الأمل بالهجوم الذي كان في اعتقادهم أنه سيخلط أوراق إسرائيل .ويعتقد كل المتتبعين أن إسرائيل كانت المستفيد الأول من الضربة الفاشلة الإيرانية وأن حكومة نتن ياهو حققت ماكانت تريده وهو تماسك التحالف الغربي واستمراره في دعم سياسة إسرائيل في القضاء على المقاومة في غزة وتحرير الرهائن إن كانوا لازالوا على قيد الحياة .إن استهداف إيران لإسرائيل بواسطة الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية كان فاشلا ولم يحقق أي شيئ في القاموس الحربي بل استطاعت إسرائيل كسب الدعم الدولي من جديد يغطي على الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الفلسطيني خلال كل هذه المدة منذ السابع من أكتوبر ،فحتى القرار الصادر في اجتماع مجلس الأمن عقب الضربة الإيرانية كان أقوى من القرارات الصادرة في مجلس الأمن منذ السابع من أكتوبر لصالح الشعب الفلسطيني .لقد حصل إجماع داخل مجلس الأمن يندد بالهجوم الإيراني على إسرائيل ،في غياب أي معطيات عن الخسائر في الأرواح أو الأماكن الحساسة المتضررة من الهجوم .والشيئ الإيجابي الوحيد أن مجلس الأمن ندد بالهجوم الإسرائلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والذي خلف أكثر من خمسة قتلى في صفوف قادة كبارا في الجيش الإيراني .إذا لم يستفدالشعب الفلسطيني في غزة وباقي المدن المحتلة إطلاقا من الضربة الإيرانية،بل الذي استفادت في مجلس الأمن هي إسرائيل التي بهذه الضربة استعادت تضامن الدول الغربية التي كانت تعاني من ضغط الشارع بسبب المجازر التي مازالت ترتكبها يوميا إسرائيل في غزة وباقي المدن المحتلة والعديد من المحللين يعتبرون الهجوم الإيراني عملية لصرف النظر عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة في حق المهجرين ،وفي نفس الوقت محاولة منها لتضليل الرأي العام الدولي بأنها هي التي مازالت تتعرض للقصف والإبادة وأن إيران هي الداعم لحركة حماس في غزة والذين تصفهم بالمخربين عبر قنواتها الإعلامية وبذلك تسوق أخبارا مضللة وزائفة تسيئ للمقاومة وتعرقل كل القرارات الصادرة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكذلك محكمة العدل الدولية .إن مواقف الدول العربية مما جرى لم يكن مدعما للضربة الإيرانية بل كان في غالبيته داعيا لضبط النفس واستمرارا لانخراطهم في المؤامرة لتصفية نضال الشعب الفلسطيني المشروع لتحرير أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية وتحرير الأقصى ووقف الإنتهاكات المستمرة للجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنين الذين أحرقوا في أكثر من منطقة منازل الفلسطينين وسيارتهم قبل يومين ولا أحد يتكلم عن هذه الإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يوميا في أكثر من منطقة.إذا بصراحة ماوقع مسرحية هزيلة الإخراج ،لإعطاء الشرعية لإسرائيل لكي تستمر في حربها على غزة وتصفية ماتبقى من المقاومة تحت سكوت العالم .والعملية الإيرانية التي لم تحقق أي إنجاز يدعم حقوق الشعب الفلسطيني ،بل بفضل العملية استعادت إسرائيل تضامنا دوليا معها وخسر الشعب الفلسطيني الذي قدم لحد الساعة أكثر من ثلاث وثلاثين شهيد وشهيدة.قد أكون صائبا في تحليلي وقد أكون مخطئا ولكن يبقى موقفي دائما مع الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وقيام دولته وعاصمتها القدس الشرقية.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube