تقاريرحيمري البشير

المتطرفون بقيادة بن غفير يستهدفون المسجد الأقصى

قبل الخوض في التطورات الخطيرة التي تعرفها كل المدن الفلسطينية بما فيها المدن التي تتحكم فيها السلطة الفلسطينية ،والتي لم تسلم حتى هي كذلك من الإنتهاكات التي يتعرض لها سكان غزة،لا بد لسرد حكايات قديمة لنا مع اليهود الذي استوطنواالمغرب وغالبية المدن التي توجد في المواقع الإستراتيجية التجاريةكفاس ومكناس وصفرو في الوسط والرباط والدارالبيضاء ومراكش وتارودانت ، دون أن ننسى الصويرة التي عرفت تجمعا كبيرا لليهود إبان حقبة زمنية معروفة وفضلت نخبة منهم التعايش والبقاء وعدم الرحيل إلى إسرائيل عفوا بل إلى أرض فلسطين حيث استقروا في مستوطنات بنوها على أنقاض أراضي فلسطينية. اليهود كانوا في الشمال كذلك في طنجة وتطوان. كان اليهود يتجمعون في أحياء معروفة ،أطلقوا عليها إسم الملاح ،لازلت أحتفظ في ذاكرتي قصصا مضحكة عندما كنا صغارا ونحن في طريق عودتنا من المسيد أو ما كان يطلق عليه الجامع الذي نحفظ فيه القرآن على يد الفقيه الجليل سي أمحمد رحمه الله كنا نمر على دكاكين معروفة لليهود ،فندخل إحدى الدكاكين ونضع حلازين فوق ماكنا نطلق عليه الكونطوار بالدارجة المغربية،فيصاب صاحب الدكان برعب ،لا ندري مصدره رغم أن الحلزون ليس حشرة مسمومة ومؤدية ،عند العودة للبيت نحكي حكايات مافعلنا كمجموعة مشاغبة فينزعج الأب والوالدةمما نفعل ،كانت علاقة سكان المدينة مع اليهود الذين سكنوا قريتنا علاقة طيبة وكانوا يعيشون عيشة عادية كباقي المواطنين المسلمين يتبادلون الزيارات فيما بينهم ،والفرق بينهم وبيننا ،هم أنهم كانوا متشبعين بالتقاليد الأوروبية ،لكنهم في نفس متشبثين بديانتهم يمارسون العبادة كل سبت في بيعة في وسط المدينة.وعاشوا سنين طويلة يمارسون التجارة في القرى المجاورة.كانوا حريصين على تربية أبنائهم تربية دينية حتى يبقوا منذ الصغر مرتبطين بمكان العبادة الموجود وسط المدينة.كان لليهود مقبرتهم لازالت قائمة ليؤمنا هذا يدفنون فيها موتاهم وفق الطقوس اليهودية.عرفناهم منذ صغرنا يشتغلون بالتجارة ،معروفون دائما بالأناقة في لبسهم والذكاء في تعاملهم مع باقي الساكنة.وقد استقروا لارتباطهم بالتجارة وسط المدينة في دروب معروفة.كانت ساكنة المدينة تعتبرهم جزءا منها علاقتهم يطبعها الإحترام المتبادل .كانوا ليسوا في حاجة لحماية المخزن المغربي ،لكن تغير الموقف في بداية الستينات ففضل اليهود النزوح إلى المدن الكبرى في الإقليم كوجدة وفأس ومكناس حيث استقر العديد منهم قبل المغادرة والرحيل .إبان النكبة تألم الشعب المغربي المسلم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني ووقعت أحداث انتقامية في مدينة جرادة رغم حماية المخزن المغربي لهم ودعوته للحفاظ على التعايش الذي عرف به المغاربة منذ عهود .وإبان الأحداث المؤلمة استقر رأي العديد منهم الهجرة إلى المدن الكبرى التي كانوا يحسون فيها بالأمن والأمان ،قبل الهجرة أفواج إلى فلسطين عبر رحلات بحرية،حيث استقر العديد منهم في مستوطنات سلبت أراضيها من فلسطينين .كانت هجرة اليهود بكثافة من المغرب بالضبط أواخر الستينات ولم يبق إلا تجمعات قليلة في مدن فأس ومكناس والرباط والدارالبيضاءومراكش وتارودانت ومدن صغيرة كصفرو ،علاقة اليهود المغاربة بقيت قائمة رغم هجرتهم إلى إسرائيل ،أوإلى فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وفي السنين الأخيرة إلى الولايات المتحدة وكندا وهناك جالية يهودية مغربية في بلجيكا يمارسون كما عرف عنهم التجارة وبالخصوص تجارة الذهب .اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل لازال العديد منهم يحتفظون بممتلكاتهم في المغرب ،ولا أحد يستطيع السيطرةعلى هذه الممتلكات خشية المتابعة القضائية.يقال اليهود المغاربة في إسرائيل أشد قمعا وغلظة على الفلسطينين ،وهذا بطبيعة الحال يغيظ المغاربة،وتشمئز منه القلوب ،ويصبح التواصل والحب والإحترام الذي كان يجمع اليهود والمسلمين في المغرب حقدا وكراهية بالخصوص للجيل الذي لا يعلم تاريخ تواجد اليهود بالمغرب وإنما يعرف ذلك عن طريق الرواية فقط .المغرب رغم مرور السنين بقوا متشبثين بالقدس والمسجد الأقصى منذ أن شاركوا في تحريره على يد القائد صلاح الدين الأيوبي،وتشبث أحفاد المغاربة الذين اعتمدهم صلاح الدين في تحرير القدس بباب المغاربة وحارة المغاربة جيلا بعد جيل حراسا للمسجد الأقصى وحماية لقبة الصخرة وتعرضوا هم كذلك للتنكيل .الملوك المغاربة حافظوا على العلاقة التي تربطهم بسكان القدس وتوطدت هذه العلاقة في السنين الأخيرة منذ إحراق المسجد الأقصى ،فاستطاع المغرب ترميم مساجد القدس وبنى المدارس ورمم الموجود منها ودعم سكان القدس القديمة ليتشبثوا بمساكنهم ضد محاولة التهويد وازدادت علاقة المغرب وملوكه بعد تأسيس لجنة القدس برءاسة العاهل المرحوم الحسن الثاني وبعده جلالة الملك محمد السادس .فأصبح التواجد المغربي ثابتا على الأرض في القدس من خلال رءاسة ألمغرب للجنة القدس،وحرص المغرب على دعم المقدسيين للبقاء وهم الذين مازالوا يتعرضون لأبشع صور التنكيل والضغط لمغادرة مساكنهم .علاقة اليهود المغاربة بالمغرب لازالت قائمة،لكن التطورات التي تعرفها الأراضي الفلسطينة وبالخصوص قطاع غزة يفرض إعادة النظر في الإنفتاح الذي عرفته البلادي السنوات الأخيرة ولا يمكن أن يغض المغاربة النظر عن المجازر التي يرتكبها الصهاينة الذين يحملون فكرا توسعيا وحقد دفينا على الفلسطينين سواءا كانوا مسلمين أومسيحيين وأخيرا لابد من الدول الإسلامية والعربية التي يهمها وضع القدس وشأن المسجد الأقصى أأنتم تحذر المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة التي رفع أمينها العام مذكرة لمجلس الأمس بتفعيل بند تسعة وتسعين فيما يخص الوضع الأخير في غزة وأن تشمل المناقشة كذلك في مجلس الأمن الوضع الخطير في القدس وتهديدات المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والسيطرة عليه وهذا خط أحمر بالنسبة للمسلمين والمسيحيين كذلك

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube