تقاريرحيمري البشيرمقالات الرأي

لا يجب أن تكون كرة القدم سلاح لزرع الفتنة بين الشعوب

نتابع مباريات كرة القدم المنظمة حاليا في ساحل العاج وفي نفس الوقت وجدنا أنفسنا ملزمون بمتابعة ماتكتبه المواقع ووسائل الإعلام ،والسموم التي تنشرها لخلق الفتنة والتفرقة بين الشعوب التي يجمعها الدم والدين والثقافة المشتركة ،والمصير الواحد .ابتلانا الله بقوم يدبرون أمور البلاد يدعون أن لهم غيرة عن الدين وعن حماية القيم المشتركة التي تجمع المسلمين ،لكن أغلبهم يقولون مالا يفعلون ،بل هم مسببها الفتن التي تتخبط فيها الشعوب ،ويستغلون كل المناسبات لبث سمومهم ،وتوسيع دائرة التفرقة والحقد ،وتفويت الفرصة على الشعوب لشق مسارها التنموي والتقدمي بثبات.الصورة التي قدمها المغرب ومازال في دولة سالح العاج تعتبر أحسن صورة للإنسان المغربي ،للثقافة المغربية للقيم الإسلامية والإنسانية التي يتشبث بها المغربي والمغربية أينما حل وارتحل ،أتابع بفخر ماتقوم به فعاليات مغربية نشيطة في العمل الجمعوي والإنساني،صور التسامح والتعايش بامتياز ،صور التضامن التي تحملها المرأة والرجل والشباب ليقدموها في طابق يبهر الشعب الإيفواري وباقي الشعوب التي هي مهووسة بكرة القدم ،الشباب المغربي في ساحل العاج الذي انتقل خصيصا لمتابعة الفريق الوطني ،وتطور الكرة الإفريقية ،التي ساهم الفريق الوطني في تلميع صورتها.هذه المناسبات هي فرصة لإبراز صورة ألمغرب والإنسان المغربي يكفي المغرب فخرا أنه مثل إفريقيا أحسن تمثيل وليس إفريقيا وحدها بل العالم العربي والإسلامي ،من خلال متابعة مقابلات كأس إفريقياً وهي الفرصة التي تجعل المغربي يعرف مكانته في العديد من المجتمعات الإفريقية التي نعتبر أنفسنا نحن المغاربة جزئ منها.وفعلا لمسنا أن الشعب الإيفواري يتمسك بعلاقة متينة بكل مكوناته المسلمة منها والمسيحية الكل في ذهنهالتاريخ الراسخ للعلاقات المغربية الإيفورية ،يحفظون أسماء الملوك المغاربة الذين حرصوا على تمتين الروابط بين البلدين وبالخصوص الملك الراحل الحسن الثاني ،الشعب الإيفواري وضع ثقته في شركات مغربية لبناء جسور عملاقة كالتي تربط مدينة سلا والرباط والشركات المغربية هي التي فازت في تطوير خليج في ضواحي العاصمة ،ويعتبر من المشاريع العملاقة ،إذا تنظيم كأس إفريقيا بساحل العاج كانت فرصة للإنسان المغربي لإبراز صورة الإنسان المغربي ،وللقيم الإنسانية ،فعندما يتجول المغربي في الأحياء المهمشة في العاصمة أوالمدينة التي احتضنت مقابلات الفريق الوطني ويجب في إحدى الأزقة امرأة تصبن ثياب أولادها بالطرق التقليدية فيذهب لكي يشتري لهاغسالة ويحملها في سيارة ويتوقف أمامها ويساعده السائق لإنزال الغسالة ،فتذرف المرأة دموع الفرح هذه قمة الإنسانية .ويشتري مواطن مغربي دجاجتين فيفاجئ رجل راكب في سيارة بسؤال هل تعرف المغرب فيجيبه الرجل بالطبع .كل المغاربة الذين حلوا بساحل العاج لقوا ترحيب وتجاوب كبير من طرف مواطني هذا البلد .لقد سمحت لنا كمغاربة في الداخل وفي كل بقاع العالم الصورة التي أصبحت تحملها الشعوب الإفريقية عن المغرب وكرة القدم المغربية وفوجئنا بحفظهم لأسماء اللاعبين المغاربة الذين تألقوا في كأس العالم بقطر ،يحفظون أسماء أشرف حكيمي وحكيم زياش وأمرابط وبرونو وهي أسماء سجلت تاريخاً حافلا في كرة القدم بالأخلاق العالية وبروح التضامن التي يتحلون بها مع شعوب العالم ،وأحسن حالة عندما يرفع طفل غزاوي بترت لجله في القصف وكان حلمه التواص مع الحارس بونو فبكى هذا الطفل عندما كلمه الحارس الوطني وتكلف بجميع مصاريف العلاج وأكثر من هذا تكلف بدعمه ماديا حتى يبلغ سن الرشد ،هذه قمة التضامن التي يتحلى بها حارس عرين الفريق الوطني ،وقمة التضامن التي يتحلى بها الغالبية من أبناء الشعب المغربي اتجاه الشعب الفلسطيني في محنته.هذا غيض من فيض .فالمغاربة في كأس إفريقياً قدموا صورة لامعة في كل شيئ في التضامن الشعبي في الإحترام للشعوب الأخرى ،وكذلك في تطوير كرة القدم وجعلها لعبة للتقارب بين الشعوب وليس للفتنة والتطاحن.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube