تقاريرحيمري البشيرمقالات الرأي

تصعيد المهاجرين جنوب الصحراء في المغرب العربي

المهاجرون جنوب الصحراء رفعوا من سقف التحدي اتجاه دول المغرب العربي ،وأصبحوا اليوم أنهم هم سكان إفريقيا الأصليون وأن السكان البيض في المغرب العربي أصلهم من الجزيرة العربية وعليهم أن يغادروا إفريقيا.خطاب الكراهية المضاد ضد السكان في دول المغرب العربي ناتج لما يتعرضون إليه من عنف غير مبرر في الدول الثلاثة.والناتج عن ردة فعل للمشاكل التي يتسببون فيها والإعتداءات التي يقومون بها اتجاه سكان المدن الكبرى ،في جل المدن المغربية وكذلك في باقي الدول الأخرى.ولعل من أسباب الهجرة إلى الشمال حسب قصة الطيب صالح الكاتب السوداني ،هو البحث عن أفق أفضل والوصول إلى الحلم الأوروبي .لكن بعد أن أصبح هذا الحلم صعب ،خصوصا بعد أن وقع المغرب اتفاقية مع الإتحاد الأوروبي لمحاربة الهجرة السرية.المغرب بعد الإتفاقيات المبرمة مع دول الإتحاد ،وبالخصوص مع إسبانيا ،تعرض في السنوات الأخيرة لضغط كبير بتواطئ مفضوح من الجزائر التي أصبحت تغرق الحدود الشرقية بالمهاجرين السريين عبر عدة منافذ في المنطقة الشرقية.هدفهم بالدرجة الأولى إغراق المدن الشرقية بالمهاجرين للوصول للمعتبرين مليلية وسبتة ،من أجل الهجرة إلى إسبانيا.أحداث مؤسفة وقعت في السنوات الأخيرة بعد عدة محاولات للولوج للمعبرين ،انتهت كلها بأحداث مؤسفة ووفيات كانت الحصيلةالأخيرة وفاة 23مهاجر من جنوب الصحراء.الضحايا سقطوا كذلك من قوات الأمن المغربية .جل المدن المغربية أصبحت ساحة حرب بين قوات الأمن والمغربية في معظم المدن المغربية في الشرق والشمال وكذلك المدن المغربية الكبرى فاس مكناس الرباط الدارالبيضاء طنجة تطوان وجنوبا كذلك في مدن العيون والداخلة.الإتحاد الأوروبي أصبح ملزما لتخصيص ميزانية لدعم تدبير هذه الآفة التي أصبحت تؤرق الإتحاد الأوروبي .والمغرب يعتبر الميزانيات التي يخصصها الإتحاد الأوروبي غير كافية لتدبير أزمة الهجرة السرية،لخلق مناصب شغل،وامتصاص المشاكل الكبيرة التي أصبح يتسبب فيها المهاجرون ،اتجاه غالبية سكان المدن،والذين ضاقوا ذرعا بهؤلاء وأصبحوا يطالبون الدولة بترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية،خصوصا بعد الإعتداءات التي ارتكبوها ،اغتصاب للفتيات ،،وتشويه واجهات المدن،واحتلال الملك العمومي .الأمر لم يتوقف هنا ،بل أصبحوا يرفعون شعارات خطيرة،وانتشرت بينهم أفكار تدعو لمغادرة المغرب العربي والعودة إلى شبه الجزيرة العربية.أفكار جديدة ظهرت ولا نستبعد أن يكون من ورائها مخطط أوروبي من أجل التخلص من زحف هؤلاء،واحتدام الصراع بينهم وبين سكان المغرب العربي البيض.هم يسعون لإعادة كتاب تاريخ المنطقةواجتثات السكان البيض من إفريقيا .أزمة جديدة ،تفرض مراجعة سياسة الهجرة مع دول الإتحاد الأوروبي لتغيير سياسته في مجال الهجرةوبالخصوص تدبير ملف المهاجرين في دول العبور.والحد من ضحايا قوارب الموت في عرض البحر الأبيض المتوسط .إن انتفاضة المهاجرين في مدينة الدارالبيضاء بالخصوص ومطاردة قوات الأمن للأفارقة في غابات كوركو المحيطة بمدينة الناضور المحادية لمليلية ،والمواجهات الدامية التي تقع كل مرة ويسقط على إثرها ضحايا من الجانبين،مما يتسبب من تعميق الأزمة بين المغرب وعدة دول إفريقية ،يفرض على المغرب ودول الإتحاد الأوروبي مراجعة ملف تدبير ملف الهجرة. وطرح حلول جديدة من خلال فتح نقاش معمق مع الدول التي ينحذر منها هؤلاء المهاجرون ،من أجل دعم التنمية في هذه الدول وخلق مناصب شغل للحد من الهجرة السرية.إن المشاكل التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة ورفع شعارات معادية للمغاربة والتزامات المغرب مع الإتحاد الأوروبي مع التغيرات الجديدة ،تفرض على بلادنا إعادة النظر في كل الـإتفاقيات المبرمة مع الإتحاد الأوروبي .لأن حدة الصراع تفاقمت بين الأفارقة وسكان المدن الكبرى،وقد طالبت الساكنة في الدارالبيضاء بترحيل الأفارقة لبلدانهم لأنهم أصبحوا يهددون أمن وسلامة الساكنة.قوات الأمن المغربية لم تتدخل بعنف لحد الساعة،وإيجاد حل لهؤلاء غير ممكن ،وتدخل الإتحاد الأوروبي أصبح ضروري ،قبل تفاقم الوضع ،خصوصا أن الأفارقة رفعوا سقف التحدي وأصبحوا يطالبون برحيل المغاربة من إفريقيا إلى أرض الجزيرة العربية.شعارات رفعتني أكثر من مدينة مغربية وتنذر بمواجهة قد تكون دامية لأن الأجهزة الأمنية غير مستعدة لاستعمال العنف حتى لا تتعرض لانتقادات جديدة من الإتحاد الأوروبي ،ومنظمات حقوق الإنسان .المغرب بات الوجهة المفضلة للمهاجرين جنوب الصحراء.والإتحاد الأوروبي بات هو كذلك ملزم بتدبير هذه الأزمة المستعصية.ولا يمكن أن يكون الشعب المغربي الضحية.إن المشاكل الكبيرة التي أصبح يسببها المهاجرون جنوب الصحراء تفرض على الإتحاد الاوروبي تحمل كامل المسؤوليةفي حل هذه الأزمة من خلال مشاريع التنمية في البلدان التي ينحذر منها هؤلاء

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube