تقارير

جدية التتبع والمواكبة لمشاريع التنمية البشرية المستدامة والأوراش المهيكلة للتغطية الإجتماعية وضعت المملكة المغربية في عهد محمد السادس نصره الله في مصاف الدول الرائدة 

 

منذ اعتلائه للعرش، أكدالملك محمد السادس في خطاباته بمناسبة عيد العرش وعيد الشباب وعيد ثورة الملك والشعب،  عزمه على “مواصلة مسيرة التطور والنماء”، لفائدة جميع فئات شعبه الوفي، لاسيما المحرومة منها وهذا ما كان قد اعتبره جده محمد الخامس عند رجوعه من المنفى بأنه الجهاد الأكبر حيث أطلق جلالته مجموعة من المشاريع التي تهدف في الأساس إلى خلق تنمية شاملة في المجتمع المغربي منها ما هو في التربية والتعليم، ومنها ما هو في محاربة الفقر والبطالة، إضافة إلى اهتمامه بالمجتمع القروي وشؤون المعاقين، وحماية حقوق الطفل والمرأة، والاهتمام بشؤون مغاربة العالم.

وعلى مر الأيام، ما فتئ الملك محمد السادس نصره الله يؤكد ميدانياً وبالملموس هذا الالتزام الملكي من خلال جدِّيَة الأعمال والمبادرات التي تضمن لجميع فئات المجتمع الحق في حياة كريمة، وبالتالي إشراكها في مسيرة البناء والنماء التي تشهدها المملكة المغربية.

ويعتبر تخليد ذكرى عيد الشباب وذكرى ثورة الملك والشعب اللذان يصادفا  24 سنة لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، مناسبات لها دلالتها في الإرتباط المتين الذي يجمع بين العرش والشعب ممّا يجعل الفرصة سانحة لإبراز المشاريع الإستراتيجية التي أطلقها جلالته لخلق مناصب الشغل ولمكافحة الفقر والإقصاء لصالح كل فئات المجتمع، وضمان ولوج عادل وعلى قدم المساواة لكافة الخدمات الاجتماعية الأساسية، وفي مقدمتها الصحة والتعليم والإسكان والعدل.

وتعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحدى المبادرات الخلاّقة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره وايده، في 18 ماي 2005، والتي بفعل جدِّية التتبع والمراقبة التي تحضى بها كل مبادراتها نجدها اليوم قد بلغت مرحلتها الثالثة.

وتستهدف هذه المبادرة، التي حظيت باهتمام كبير ومتابعة مكثفة من كل شرائح المجتمع المغربي خاصة التي تعيش في هشاشة، توسيع نطاق الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل، وبفرص الشغل، وكذا تحسين ظروف عيش الأشخاص في وضعية هشاشة، وذوي الاحتياجات الخاصة. فيما عملت المرحلة الثالثة بشكل خاص تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والتنمية البشرية المستدامة للأجيال الصاعدة.

وتنضاف إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشاريع عظمى، لا تقل أهمية، ويتعلق الأمر بورش تعميم الحماية الاجتماعية على جميع المواطنين وتفعيل السجل الوطني للسكان والسجل الاجتماعي الموحد، وهي أوراش مُهيكلة تُعتبر من أهم آليات التنفيذ الناجع والهادف لمشاريع الدعم الاجتماعي.

ففي الجانب المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية على كافة المواطنين، تعمل بلادنا بجدية لإنجاح هذا المشروع الملكي التاريخي، الذي سيمكن كافة المواطنات والمواطنين على قدم المساوات من الولوج إلى التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، وتوسيع قاعدة المنخرطين في نظام التقاعد لتشمل كل الساكنة النشيطة، وتعميم التعويضات العائلية والتعويض عن فقدان الشغل.

ورغم التعقيدات والصعوبات، يسجل تفعيل السجل الوطني للسكان والسجل الاجتماعي الموحد في جميع جهات المملكة معدل إنجاز متقدم للغاية، بفضل الجدية المتواصلة لبلوغ الأهداف المرسومة والتعبئة القوية لمختلف الأطراف المعنية على المستويين المركزي والإقليمي.

كما نجد إلى جانب هذه المشاريع المجتمعية الهامة، ورش إصلاح المنظومة الصحية الذي جعله جلالة الملك ركيزة أساسية في مسلسل تعزيز المواطنة وتحقيق التنمية البشرية الشاملة والمندمجة.

ويظل أكبر رهان في هذا الإتجاه، هو ضمان صحة جسدية ونفسية جيدة للساكنة، وخلق ظروف صحية ملائمة لهم بما يمكنهم من المساهمة الكاملة والناجعة في الأنشطة المنتجة وتطوير مجتمعهم.

ومن هنا ما فتئ الملك محمد السادس نصره الله يكثف المبادرات السامية الرامية إلى ضمان الولوج العادل للعلاجات الصحية لفائدة المواطنين أينما وجدوا داخل تراب المملكة، في إطار سياسة القرب، وتحسين الحالة الصحية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى تأمين السيادة الصحية للمملكة.

وتعززت هذه المشاريع بتدشين الملك في 28 أبريل الماضي للمركز الاستشفائي الجامعي <<محمد السادس>>، وهو قطب طبي للتميز سيمكن، بفضل كلية الطب والصيدلة التابعة له، من هيكلة عرض العلاجات على صعيد جهة طنجة تطوان الحسيمة، وجلب كفاءات طبية جديدة وتوفير تكوين متطور لفائدة الأجيال الجديدة من المهنيين.

كما تم خلال نفس الشهر، تدشين مركز إعادة التأهيل النفسي الاجتماعي للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، ومركز صحي للقرب بالمدينة الجديدة الرحمة، بجماعة دار بوعزة (الدار البيضاء)، وهما مشروعان تضامنيان <<لمؤسسة محمد الخامس للتضامن>> يجسدان الدور المركزي الذي يوليه صاحب الجلالة لتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين.

والواقع أن هذه النتائج لا يمكن بلوغها دون الاعتماد على رأسمال بشري مؤهل وقادر على مواكبة تنفيذ مختلف الاستراتيجيات القطاعية للتنمية، وفي هذا الإطار تندرج خارطة الطريق الجديدة الرامية إلى تطوير قطاع التكوين المهني التي ترتكز على برنامج مدن المهن والكفاءات.

ويهم هذا البرنامج، الذي يكلف مبلغا استثماريا بقيمة 4,4 مليار درهم، إنجاز 12 مدينة للمهن والكفاءات على مستوى مختلف جهات المملكة، والتي ستعد بمثابة منصات متعددة الأقطاب والتخصصات للتكوين المهني، ستستقبل كل سنة 34 ألف متدرب.

وتميزت سنة 2023 بإشراف صاحب الجلالة بمدينة تامسنا، على تدشين مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط- سلا – القنيطرة، البنية الرابعة من نوعها التي تفتح أبوابها لاستقبال الشباب في طور التكوين، بعد مدن المهن والكفاءات لسوس – ماسة، والشرق، والعيون – الساقية الحمراء، التي شرعت في تقديم التكوين للمستفيدين بين أكتوبر ونونبر 2022.

وهكذا، لم يفتأ الملك محمد السادس يجدد التزامه القوي من أجل تحقيق تنمية متوازنة، وحاملة للعدالة الاجتماعية والمجالية وطموحه لبناء مغرب التقدم والكرامة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube