احمد رباص

الكوميدي المغربي عبد الفتاح جوادي يجتاز ظروفا صعبة في بلاد المهجر

أحمد رباص-حرة بريس

في شريط فيديو منشور على قناة اليوتوب، يحكي الفنان الكوميدي المغربي عبد الفتاح جوادي قصته المأساوية التي وقعت له في فرنسا مع زوجته وبنته البكر.


بدأ عبد الفتاح يحكي قصته بنبرة حزينة تعززها موسيقى صامته باعثة على الحزن والأسى، حيث أشار إلى أن الناس تعودت على سؤاله عما قدمه من اعمال فنية جديدة، ولهذا يصاب بالخجل عندما يريد أن يتحدث لهم عن المشاكل التي يصادفها في حياته اليومية. وبما أن الجمهور يتتبع اخبار الفن والفنانين داخل المغرب وخارجه، فيتعين على هؤلاء الأخيرين أن يخبروا جمهورهم بكل ما يقع لهم من احداث سواء في الشدة أو في الرفاهية، يوضح جوادي.
لكن، في نظر الفنان الكوميدي، مشكلته تجاوزت حدود المألوف، ونشأت عندما فكر في مغادرة المغرب في اتجاه فرنسا مثلما نصحته بذلك طبيبة عاينت المرض الخطير الذي اصاب عيني نجلته البكر، وأكدت له إمكانية علاج مرضها في الخارج بواسطة أجراء عملية جراحية.
فكر الكوميدي عبد الفتاح وقدر فاهتدى إلى فكرة السفر إلى فرنسا صحبة أفراد عائلته عوض السفر إليها فقط بمعية بنته المريضة. وهكذا باع منزله الكائن في الحي الولفة بمدينة الدار البيضاء وسيارته، وكان قد اقتنى منزلا آخر جعله في اسم زوجته نظرا لثقته في أم اولاده الثلاثة. وبعد ترتيب الأمور على أكمل وجه غادرت العائلة التراب الوطني نحو فرنسا قصد استشفاء البنت المريضة
وعندما وطأت أقدامهم ارض البلد المقصود، استقبلهم أحد الرجال وبدأ معهم أجراءات إعداد الملف الطبي للبنت المريضة وتسجيلها في المستشفى والتعرف على الطبيب الذي سيجري لها العملية الجراحية.


تمكنت الأسرة المهاجرة من الحصول على سكن تاوي إليه، واقتنى معيلها ما يحتاح إليه افرادها من أفرشة وأغطية وقطع الأثاث المنزلي بقدر من المال بقي في حوزته. وهكذا سارت الأمور على سكة ما يرام واصبح الأولاد يذهبون إلى المدرسة بشكل عادي.
لكن، ذات يوم، تفاجأ عبد الفتاح بزوجته وقد ارتبطت بعلاقة صداقة مع امرأة جزائرية تعرفت عليها أمام بوابة المدرسة. كانت هذه الجزائرية تزور منزل الفنان الفكاهي الذي لم يسبق له أن حل ضيفا عليها في بيتها. وبحاسته السادسة أدرك جوادي أن الجزائرية تحرض عليه زوجته وتقول لها افعلي كذا وكذا للنيل منه مع أنه لا ينوي الإساءة لزوجته.
في يوم من الأيام، عادت زوجته إلى البيت وهي في حالة غضب، وبدات تستفز زوجها وتخاطبه بكلام غير مقبول إلى ان تفلت على وجهه، فما كان منه إلا أن سدد لها ضربة موجعة اتصلت على إثرها بالشرطة التي فتحت محضرا في النازلة.
ولكن ما حز في نفسه كثيرا وآلمه هو أن الضابط المسؤول عن المحضر أخبره بأن بنته الكبرى ادلت بشهادة ضده صرحت بموجبها أنه اعتاد تعنيف أمها منذ عشر سنوات. وبما أن بنته لم تعد قاصرا فقد اعتبرت شهادتها ذات مصداقية؛ الشيء الذي جعل المحكمة تدينه بمدة حبسية موقوفة التنفيذ مع إجباره على إفراغ محل السكنى واخذ ثيابه وحوائجه التي وضعها بداخل سيارته. وبعد هذا الذي وقع، استغرب فناننا الكوميدي تنكر بنته لكل التضحيات الجسام التي بدرت منه سعيا وراء فرصة تشافي عينيها المصابتين بمرض خطير. أما من جهة الأم فقد وجد الأمر عاديا طالما أن بإمكانها أن تجرجره في المحاكم وتدخله للسجن وتستولي على منزله. لذا، لم يستطع أن يستسيغ إدلاء بنته بشهادة تتهمه فيها بانه اعتاد على تعنيف أمها منذ عشر سنوات.
منذ أسبوع ونيف، وعبد الفتاح جوادي يعيش مشردا، ينام في الخلاء ويقتات على سندويش واحد في كل يوم. وحتى يجعل مشاهديه يدركون أن مشكلته واقعية، أظهر لهم ما يوجد على متن سيارته من أغطية ومرتبة إسفنجية وقناني ماء تحويها علبة كارتونية.
أثناء اللحظات الأخيرة من المدة الزمنية التي استغرقها شريط الفيديو، اشتكى الفنان الكوميدي مما يحس به من ألم على مستوى رجله اليمنى التي لم يعد بمستطاعه ثنيها نظرا لتعرضه للثلج المتساقط ليلا عندما يخلد للنوم في مكان قريب من احد الأنهار.
في الأخير، وجه جوادي نداء إلى الناس عامة وإلى الملك محمد السادس خاصة، طالبا منهم مساعدته على الحصول على سكن في وطنه الأم الذي يريد العودة إليه دون أمل في العثور فيه على عمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube