ديانات وعقائد

هل نحن فعلا بحاجة لإسلام يتماشى مع قوانين الدنمارك

                

أديت صلاة الجمعة  في مسجد غير مغربي  لكي تكون لدي صورة  عن مرتاديه من الجنسيات المسلمة ،ومحاولة معرفة من يتحكم فيه ،فكانت فرصتي للإستماع إلى خطبة مطولة ألقاها الخطيب والإمام التونسي الأستاذ عبد الرحمان أركاز. كنت أفضل أن يكون موضوع خطبة الجمعة غير الذي تناوله الخطيب وأنا متأكد أن 75في المائة من المصلين لم يهتموا بماتناوله  ،وأحسوا بملل كما أحسست للإطالة ثم شريحة واسعة لم تستوعب للأسلوب الذي استعمله الخطيب . الذي تكلم بلغة عربية فصيحة ،لن يستطيع فهمها إلا القليل .ليس هذا الذي حفزني بل استفزني للكتابة .بل نظرة أحد المغاربة لي نظرة  مستفزة قائلا أنت فلان قلت له نعم فقال أنت الذي تتحدث عن ضرورة تجديد الخطاب الديني في الغرب،فأجبته ماذا تقصد،فأجاب أنت الذي تتحدث 

عن الإسلام الدنماركي  . من خلال أسئلته  تيقنت أنه  مشحون بمعطيات غير صحيحة ،وليس له مطلقا إلمامًا ومتابعة لما كتبته عن الإسلام بصفة عامة ،وعن تدخل دول الخليج في تدبير الشأن الديني في مجموع أوروبا رغم أن ليس لهذه الدول جاليات تعيش في الدول الأوروبية .قلت في نفسي المكان والوقت  لايسمح بفتح نقاش  معه والإدلاء بالتفاصيل ،وكنت مضطرا للتوقف لما  ارتفع صوت الآذان .ففضلت أن يكون الرد على شكل مقال موجه له ولغيره 

أولا هذا الشخص ليس له علاقة بالمساجد المغربية وأنا متأكد أنه لا انخراط ولا دعم له في أي مؤسسة مغربية ،لأنه يصلي في مساجد يسيرها مواطنون من بلدان عربية أخرى .ومن خلال السؤال المستفز  الذي طرحه علي يتبين أنه لا يتابع مايجري في الساحة الأوروبية من صراع أومايسمى بالإسلام السياسي،ولا ما وقع في فرنسا من تغييرات جدرية في تدبير الشأن الديني ،ولم يطلع مطلقا على المشروع الذي تقدم به وزير الداخلية الفرنسي ،والمتعلق بالإسلام الذي تريد فرنسا لمسلمي فرنسا .هو بدون شك لاعلم له بأن فرنسا قررت الحد من تدخل كل الدول التي ينحدر منها المواطنون القاطنون في فرنسا واختارت من بينهم  من يتبنى مشروعها والذي سمته بالإسلام الفرنسي.صاحبنا الملتحي المغربي 

لايعلم بما فعلته بلجيكا التي هي كذلك في الطريق لإعادة هيكلة العديد من المؤسسات ورفعت هي كذلك الورقة الحمراء في كل من لا يدين بالولاء لبلجيكا ، ومنعت كل تدخل في الشأن الديني في بلجيكا  بما فيها دول المغرب العربي ،كما أنها ماضية في إعادة ترتيب الأمور وهيكلة مجلس إسلامي  تعود إليه الحكومة للتشاور في أمور عديدة من بينها تدبير الإسلام في بلجيكا . الحكومة البلجيكية أوقفت تدخل الدول الأجنبية في تدبير الشأن الديني في بلجيكا وبالخصوص دول الخليج العربي وأوقفت التمويلات الخارجية .وما يقع في بلجيكا ،يقع في هولندا وسيقع مستقبلا في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والدول الإسكندنافية ..لاأدري هل يعلم المغربي الملتحي ،أن الحكومة الدنماركية وافقت بدعم من الأحزاب الدنماركية على وقف أي دعم خارجي وهي بهذا القرار تسعى لتجفيف منابع الإرهاب .أتأسف كثيرا لمثل هذا الصنف من الرجال  الذين لا يساهمون بالمال في دعم المؤسسات الإسلامية  والتي أصبحت متوقفة على المسلمين بالدنمارك لتغطية جميع المصاريف .ويساهمون فقط في ترويج الإشاعة والمس في أعراض الناس وتأجيج الصراع بين أبناء البلد الواحد ،ولا يساهمون حتى في النقاش الجاد والموضوعي ويروجون كلام السوق ماذا ننتظر من مثل هذا الصنف من الرجال ؟عندما يستفزون المسلم في صلاة الجمعة داخل المسجد ، دون احترام  ويحاولون ترويج خطاب لم يستوعبوا مضامينه

هل بهؤلاء يمكن الاعتماد للدفاع عن الإسلام في الدنمارك ،إسلام نريد أن نضع أسسه نحن الذين نمتلك من الثقافة الإسلامية والسياسية ما يجعلنا مؤهلين أكثر للدفاع عن الإسلام الذي نريده في المجتمع الدنماركي  والذي سوف نحافظ على أهم مقوماته ،ومادام لم يخرس مثل هؤلاء الذين يروجون الإشاعة يوميا ويسيؤون للمسلمين فالإسلام ليس بخير في الدنمارك وفي دول أخرى لأن القاسم الذي اجتمع عليه  نسبة كبيرة من المسلمين مع كامل الأسف و في مجموع أوروبا ،هوالجهل وعدم الإلتزام بالقيم الإسلامية من قدف وسب وغيبة حتى في بيوت الله  ثم البخل وغياب  كل الدعم لتدبير المؤسسات الدينية  إلا من رحم ربك

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube