ديانات وعقائد

عن الذين يتحدثون عن معاداة السامية،لكنهم نسوا الإسلاموفوبيا

قمة النفاق والكراهية التي أصبح يمارسها الغالبية الكبرى في الغرب وعلى رأسها من يتربعون على عرش الإعلام والسلطة،هم مع كامل الأسف ،عندما يقررون متابعة أحد عبر عن موقفه بشجاعة حول مايجري في غزة وكل فلسطين ،يرفعون ضده تهمة معاداة السامية لكن مع كامل الأسف كل الذين يوجهون لهم هذه التهمة يعانون من الكراهية نفسهم لأنهم مسلمون،هذه هي الحرية والديمقراطية والإنسانية عندهم ،فلا عدالة قائمة ولا إنسانية في ضل مايجري في عالم اليوم مع كامل الأسف .لم تبق لا عدالة ،ولا قيم إنسانية ولا حرية التعبير في ضل مايجري .إن الإنحياز المفضوح الذي يمارسه الغرب ضد المسلمين يعتبر في حد ذاته معاداة للسامية،وكراهية الغرب للمسلمين ناتج عن تمسكهم بدينهم الذي يحث المسلمين على قيم التعايش وعدم الإعتداء على الآخر الذي يختلف معهم في العقيدة والثقافة والعادات.إن معاداة السامية التي يرفعها الغرب في الغالب ضد المسلمين ،هم أنفسهم يعانون من الإسلاموفوبيا والكراهيةمن كل الأطراف التي تختلف معهم في الدين والعقيدة وبالتالي أعتبر تهمة معاداة الساميةضد اليهود ،هي تهمة تعادل الإسلاموفوبيا والتي يذهب ضحيتها المسلمون في الغرب .نحن ملزمون بالبحث عن صور التعايش الحقيقية بين جميع الديانات ونعمق النقاش في إطار مايسمى بحوار الحضارات ،ولا مخرج من الأزمة الحقيقية التي نعيشها في الغرب ،إلا بالإعتراف فإن مفهوم معاداة السامية واحدة مرة يذهب ضحيتها اليهودي ومرة يذهب ضحيتها المسلم ومصطلح معاداة السامية الذي جعله رجال السياسة والفتن مرتبط بالدين والعقيدة اليهودية ،هو نفسه الذي يعاني منه المسلمون في الغرب فظاهرة الإسلاموفوبيا ،هي في حد ذاتها معاداة لدين سماوي ولجماعات اختاروا الإسلام كدين مختلف عن المسيحية وعن اليهودية .إن مايجري في عالم اليوم من كراهيةيؤججه الإعلام في الوقت الذي يغيب فيه الحوار والنقاش الهادئ،الإختلا ف عند المسلمين رحمة ومفهوم الإختلاف يجب أن يقتنع به اليهودي والمسيحي والمسلم للخروج من هذا الصراع الديني وليس الحضاري .إننا ملزمون بتجاوز هذا الصراع الحضاري بالإحترام التام لبعضنا البعض ،حتى نعيش في سلام تام ووءام .هذه رسالة نحن جميعا كأتباع الديانات السماوية ملزمون بالتشبث بها والإقتناع بممارستها في حياتنا اليومية،فظاهرة معاداة السامية كمصطلح يستعمل لكراهية اليهود وإسلاموفوبيا لكراهية الإسلام والمسلمين،وبالتالي آن الأوان لحوار حضاري لتجاوز الخلافات القائمة وضرورة احترام أتباع الديانات السماوية لبعضهم البعض .ووقف هذا التصعيد الذي تعاني منه غالبية المجتمعات الأوروبية في الوقت الراهن ،ولا يجب أن يسود التناحر الديني بين أتباع الديانات السماوية الثلاثة ،إن أتباع الديانات السماوية مسؤولون على إنجاح مسلسل الحوار بينهم لوأد كل الخلافات القائمة،والقضاء على بؤر التوتر يبدأ باحترام أتباع الديانات السماوية لبعضهم البعض .إن تجاوز الخلافات القائمة يلزم إقرار الإختلاف ووأد مايسمى بالإسلاموفوبيا ومعاداة السامية ،ينتهي بالإعتراف بالتعدد الثقافي والديني .ولابد من ربط هذا الحوار الحضاري والديني بربطه بما يجري في غزة وباقي المدن الفلسطينية المحتلة فالضحاياوالشهداء الذين سقطوا مسلمون ومسيحيون والذين استهدفت كل مساجدهم وكنائسهم فالعنف يولد ردة فعل والمقاومة استهدفت كذلك المستوطنات التي يعتبرونها جزئ منهم ولم يفكروا يوما عن التنازل عنها،بل يعتبرونها مسألة حياة أوموت .هذا غيض من فيض لنسعى جميعا للبحث عن فرص السلام المتبقية لطي هذه الصفحة الدامية التي ذهب ضحيتها أجناس بشرية من كل الأديان ،حتى لا توجه إلينا تهمة بمعاداة السامية

حيمري البشير كوبنهاكن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube