المكتبةديانات وعقائد

البلاء والإبتلاء

الفرق شاسع بين المصطلحين في الإسلام.المسلم المؤمن بالقدر خيره وشره يتقبل الإبتلاء ،أو إن شئت المصيبة التي تحل به ليختبره الخالق على قدرة تحمله فإن حمد الله على ما ابتلي به وما أصيب به فقد أطاع الله على ما أصابه وفي حديث روي عن الرسول أنه قال : (احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) ، قال الترمذي رحمه الله : “هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ”

الفرق إذا واضح بين البلاء والإبتلاء والابتلاء ، هو تكفير للسيئات وهو أسبق من رفع الدرجات ، والعاصي أحوج إلى تكفير سيئاته من رفع درجاته

إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنَّه وإن كان مُرًّا إلا أنَّـك تقبله على مرارته لأنه فيه فائدة.ليس قصدي في كل ماذكرت الدخول في نقاش فلسفي ميتافيزيقي أكثر منه عقائدي لإقناع المبتلى بحادث مؤلم ،يغير حياته رأسا على عقب ،لكن المسلم المؤمن بالقدر خيره وشره يتقبل ما يبتلى به لأنه من الله .امتحان يجب عليه قبوله بالصبر على المصاب لأنه ،اختبار من الله .إن الفاجعة التي تحل بأي إنسان والصبر على المصاب فيه خير .قد يصعب نسيان المصاب الجلل الذي يحل به ،خصوصا وإن كان المصاب الجلل يتعلق بواسطة العقد الذي كان يتميز بكل صفات الصالحين من عباده المؤمنين .لكن يبقى إيمان المرئ يجب أن يكون أقوى،بتقبل كل ما يحل بالإنسان فإن كان خيرا حمد الله عليه وإن كان إبتلاءا ومصيبة فعليه كذلك أن يقول الحمد لله على الإبتلاء

إن المصائب الفجائية التي تحل بالمسلم ،هي في حد ذاتها إحدى العلامات التي تنبه الخلق للعودة للخالق في تطبيق تعاليمه والإبتعاد عن نواهيه ،إن مايجري اليوم في فلسطين ابتلاء من الله والشهداء الذين يسقطون يوميا هم في جنات النعيم شفعاء لما تبقى من المسلمين عندما يلقون الله .إن فقدان الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني في الحرب المستعرة في غزة يدمي القلب ويسبب جروحا في جسد الجسم العربي لن يندمل ،وإذا عجزت الدول الإسلامية في إنصاف المستضعفين في الأرض،فالله قادر على ذلك ،الله يمتحن المسلم وغير المسلم فيما يقع .وهو ابتلاء من الله للمستضعفين في غزة ،حتى يمتحنهم على الشدائد والمحن التي يعرضون لها يوميا وهو القادر على إنصافهم وإقامة عدالته الإلاهية في كل وقت وحين .مصداقا لقوله تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ،إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله

الآية تحث المؤمنين على الصبر على الإبتلاء والإيمان بالله بأن النصر قادم لأنه بيد الله جل جلاله .مهما كانت القوة التي تبطش بالأبرياء العزل فإن الله وحده القادر على تغيير الأوضاع التي يمر بها المستضعفون في أرض فلسطين

المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف والله سبحانه وتعالى يوصي عبده بالصبر (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) اللهم أنزل علينا صبرا جميلا ولا تجعلنا من القانطين ،اللهم فرج كربة المستضعفين المبتلين في فلسطين وفي كل بقاع الأرض من عبادك الصالحين

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube