شخصيات

عن المناضل محمد الساسي

ذ نوفل البوعمري

سألني صديق مقرب عن رأيي في مقالة سي محمد الساسي الصادرة بأخبار اليوم نهاية الأسبوع الماضي ، و عن بعض ردود الفعل حولها..كان ردي، عبارة عن شهادة في حقه:

سي محمد الساسي قد نختلف معه في تقدير العديد من المواقف السياسية و شخصيا وجدت نفسي معه حد التناقض عندنا انخرط سنة 2011 في التعبئة ضد الدستور و اعتبرته نوعا من الخروج عن خط البوعبيدي، لكن و نحن نختلف مع الرجل لا يمكن أن نصنفه ضمن خانة الطابور الخامس و لا يمكن جعله في حالة تناقض تام مع المؤسسات…سي محمد الساسي و هو يختلف و يعبر عن رأيه سياسي بتحليل اكاديمي اكثر منه رجل حزبي، فهو يعبر عن مواقفه بحس وطني و من منطلق وطني صرف، المؤمن الحقيقي بالمؤسسات و بالمرجعية الوطنية الممزوجة بتوابل يسارية تقدمية.سي محمد الساسي من يريد مناقشته فعليه أن يحاججه في مضمون ما جابت به قريحته و لا يمكن أن نضعه ضمن نفس خانة لا العدل و الاحسان و لا ضمن نفس زاوية من يسمون أنفسهم بالمعارضين اليتوبيرز مثل تحفة و دنيا و من على شاكلتهما.تعوذ بي الذاكرة لسنة 1998 كنا سنشارك في المهرجان العالمي للشباب و الطلبة بالبرتغال اجتمعنا قبيل ذهابنا و في كلمة توجيهية له و كان آنذاك كاتبا عاما للشبيبة الاتحادية قبل أن تتفرق أصواتنا في السماء، من بين ما ظل خالدا في ذهني و هو كان رافضا لدستور 96 و متحفظا على طريقة التناوب الاتفاقي…يعني كانت له كل الأسباب ليكون راديكاليا في خطابه معنا، بل كان أكثر من معتدل أكد علينا “أننا لا نمثل الحزب و الشبيبة و لكن نمثل المغرب و صورته” و من لحظتها تعلمت درسا مهما، الخطاب الذي نستعمله في الخارج و للخارج هو خطاب جد مختلف عن خطاب الداخل الذي يكون موجها إلينا و بيننا.سألته:من منا لا يحتفظ بعدد سلسلة شراع الذي جمع فيه حواراته و مواقفه!من منا لم يطالع النشرة، شخصيا مازلت احتفظ بمكتبتي بجل اعداد سلسلة النشرة التي تتلمذنا فيها و تتلمذ فيها جيل بأكمله من الشباب، و كانت راعية و حاضنة له و صوته من أجل قضاياه و قضايا الوطن…في مرحلته تعلمنا ممارسة الاختلاف و بقوة، و تمردنا بقوة عليه و على قيادته… و كانت لنا درسا آخر في أهمية قبول الآخر و التعايش معه. ختمت بالقول، سي محمد الساسي قامة أكاديمية ظلمته السياسة، مارسها بروح صوفية جعلته أقرب لراهب سياسي منه لرجل سياسي.ابتسم، و أخبرته هادشي لي عطا الله، علاقتنا بسي محمد الساسي علاقة عاطفية اكثر منها سياسية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID