مؤتمر القمة العربي والإجماع الذي أصبح في خبر كان….
يبدو أن الجزائر القوة الضاربة كماجاء على لسان رئيسها تبون والذي كان يراهن على تنظيم مؤتمر القمة العربي،ليؤكد من خلاله مقولته المشهورة <الجزائر قوة ضاربة > ويستعيد بها مرة أخرى تصفيقات وإعجاب الجنرالات وقائدهم الفريق شنقريحة.أمام ضيوف الشرف والرؤساء والملوك والأمراء العرب.بات حلم يتبخر يوما عن يوم ،ولن ينعقد .وستكون القوة الضاربة بسبب تحكم الجنرالات قد فوتت عليها فرصة وحدة الصف العربي ودعم القضية الفلسطينة.،التي ربطتها بجمهورية تندوف .ولعل المتابع العربي،يدرك الأسباب التي ستحول دون انعقاد مؤتمر القمة العربي بالجزائر .لقد أصبحت قناعة لدى العديد من المحللين السياسيين بأن الجزائر غير مؤهلة لتنظيم مؤتمر القمة العربي بسبب فلتات لسان رئيسها المتعددة في خرجاته الإعلامية.ولاعتبارات عدة ،منها أن الجزائر أصبحت لها مشاكل مع دول الجوار <المغرب وليبيا> ولها يد فيما تعرفه تونس من عدم استقرار ،وسحب حوالي إحدى عشر حزبا الشرعية من الرئيس قيس سعيد.الجزائر مع كامل الأسف تقوم بمناوشات واستفزازات مع كل دول الجوار بدون استثناء .و تستمر في التآمر على المغرب وعلى وحدته الترابية.وكان آخر المؤامرات والدسائس التي قامت بها ،جر موريتانيا لمستنقع أعداء الوحدة الترابية ،بتوقيعها اتفاقا مع القوة الضاربة ، يشمل السماح لمراكب الصيد الجزائرية بالصيد في المياه الإقليمية لموريتانيا وكأن ساحل البحر الأبيض المتوسط لم يعد يلبي حاجياتها من الأسماك .الجزائر ورطت موريتانيا المغلوبة على أمرها في توقيع اتفاقا للصيد في سواحلها ،مقرونا هذه المرة بالمراقبة الأمنية لمياهها الإقليمية مما يعني وصول البوارج الحربية الجزائرية على مشارف مدينة لكويرة التي قرر المغرب إعمارها وبناء ميناء بها هذه المدينة التي يقال أنها غنية بالغاز والبترول .وهذا يعد استفزازا للمغرب وتحدي كبير تجهل موريتانيا والجنرالات عواقبه الوخيمة.هذه هي حقيقة الجزائر التي تسعى لجمع الصف العربي .والذي أصبح في الواقع حلم في عقول الرئيس تبون وقادة الجيش الجزائري.لا أعتقد أن من يتحكمون في قصر المرادية وعلى رأسهم الرئيس تبون الذي لا يمضي يوم دون أن يقع في زلة بسبب لسانه،هذا الأسبوع كعادته خرج بخرجة إعلامية ، استفز فيها ليبيا وقادتها مرة أخرى وهددهم بالتدخل عسكريا في حالة ما لم يترك القرار للشعب في اختيار من يسير البلاد.التفاعل هذه المرة كان قاسيا من الجيل الليبي الذي تحرك على الحدود مع الجزائر،وكان الرد الليبي المزعج للجزائر ،هودخول ليبيا في مشاورات مع نيجيريا لبناء أنبوب جديد لنقل الغاز إلى أوروبا عبر ترابها على غرار أنبوب الغاز المار عبر عدة دول إفريقية والمغرب ومنها إلى أوروبا..قرار ليبيا يشكل صفعة قوية للنظام الجزائري . وبذلك أصبح التنافس قوي ولم تعد الجزائر لوحدها .المغرب ساند بقوة مسعى ليبيا لتحقيق المشروع ضدا على الجزائر العظمى التي تريد فرض هيمنتها على كل دول الجوار وتدفع لمزيد من التناحر والإحتقان سيقود لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة،وسيغيب الإستقرار في مجموع الدول التي كانت تحلم بوحدة المغرب العربي الكبير.وإذا تمعنا فيما يجري في تونس ،والمناوشات العسكرية الجزائرية أمام سواحل لكويرة،والتصريحات المتكررة للرئيس تبون فيما يخص ليبيا بعد أن فشل مخطط فرضها لوزير خارجيتها السابق كمبعوث أممي في ليبيا .يتبين أن القوة العظمى غير مؤهلة لتنظيم مؤتمر القمة العربي التي رفعت من أجله شعارات تشتت ماتبقى ولن تجمع ولن توحد الأمة العربية. ويبقى أمل العرب الوحيد في الإجماع هو قطر الذي ستحتضن كأس العالم في كرة القدم في نوفمبر والتي ستنظم بدون القوة الضاربة التي فشل فريقها الوطني في التأهل لهذه النهائيات .في الوقت الذي تأهل فيه المغرب وأصبح أمل العرب إلى جانب قطر والفريق السعودي في تحقيق المستحيل .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك