شخصياتمستجدات

الدكتور سيد القمني.. وداعا، ولترقد روحك في سلام

أحمد رباص – حرة بريس

توفي المفكر الدكتور سيد القمني منذ وقت قليل عن عمر ناهز 74 عاما.
هذا، وقد أعلن الدكتور خالد منتصر خبر وفاة القمني عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث غرد: وداعا سيد القمني.
وسيد القمني هو كاتب ومفكر مصري، من من مواليد 13 مارس 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، معظم أعماله الأكاديمية تناولت منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي، البعض يعتبره باحثاً في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية، والبعض الآخر يعتبره صاحب أفكار اتسمت بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسى، من أبرز أعماله: “حروب دولة الرسول، قصة الخلق، النسخ في الوحى، الحزب الهاشمى، النبى إبراهيم والتاريخ المجهول، العرب قبل الإسلام”.
نشر سيد القمني العديد من الكتابات القيمة التي تطرق فيها بشكل خاص لظهور الإسلام من وجهة نظر سوسيولوجية.
بالنسبة للكثيرين في مصر، حيث الإسلام هو دين الدولة، تعتبر العلمانية بدعة، مرادفة للإلحاد، بل إنها مفسدة للأخلاق، في نظرهم. كما أن قيام وزارة الثقافة بمنح الجائزة المرموقة للدولة في العلوم الاجتماعية للمفكر المصري سيد القمني، في تأييد للفصل الصارم بين الدولة والدين، أثار حفيظة الكثير من الإسلاميين.
وبينما اتُهمت الدولة بتشجيع “مدمر الإسلام”، سلطت الجائزة التي منحت له عند بلوغه 62 سنة من العمر الضوء مرة أخرى على سيد القمني، مما أثار جدلا قديما حول كتاباته المشاغبة.
قال سيد القمني إن آلاف الأئمة أعلنوه مرتداً، وهو ما يرقى إلى الحكم عليه بالإعدام. وتعهد يوسف البدري، وهو شيخ معروف بهجماته على المثقفين، بتجريده من الجائزة. كما انضم إلى شكاية تقدم بها إلى المحكمة 20 محامياً اتهموه بتزوير درجة الدكتوراه.
وعلى ذكر الجائزة، البالغة قيمتها 200 ألف جنيه (25500 أورو)، فقد أثارت خفيظة منتقديه، نذكر منهم جمال سلطان الكاتب الصحافي في موقع “المصريون” الإلكتروني، حيث قال محتجا: “عندما تأخذ الدولة نقوداً من جيبي لتعطيها للسيد القمني، يحق لي أن أسأل: لماذا أعطيتم له هذا المال؟”
ناهيك عن التهديدات بالقتل التي تصل بانتظام إلى عنوان البريد الإلكتروني لسيد القمني، ما جعله يخشى حركة جنونية من مواطن عادي.
ففي رسالة نصية وقعها المسمى محمد عبد الفتاح، قال الأخير: “أقسم بالله أني إذا التقيت بك في طريقي، فسأريق دمك”.
وقال القمني لوكالة اخبار دولية قبل 12 سنة إن ما يغيض الأصوليين هو أن يعلن شخص ما عن كونه علمانيا. لهذا، خارج منزله، كان رجال الشرطة يرابطون لأجل ضمان حراسته وتأمين سلامته.
نادرا ما يخرج للمشاركة في مناظرات متلفزة، وكان دائما تحت حراسة مشددة.
لنفس الوكالة، قال مضيفا: “كشفت الغطاء عن خدعة (رجال الدين) حول الحجاب، مثلا”، مستنكرا “تلاعب المشايخ بالرأي العام”.
يعتقد سيد القمني أنه لا يوجد في القرآن ما يلزم المرأة بارتداء الحجاب. كما أيد إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري التي تجعل من الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع، وكافح حتى لا يتم ذكر الدين في بطاقة الهوية.
كان هذا المثقف يأمل في إعادة بعث هذا التيار. “لست وحدي، يوجد الآن جيش من العلمانيين” في مصر. وفعلا، دعت عدة منظمات حقوقية مصرية الحكومة إلى “حماية السيد القمني من المتطرفين” حتى لا يعرف مصير فرج فودة المفكر المصري المنتقد للأصولية الإسلامية والذي اغتيل عام 1992 بعد حملة مماثلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube