مراد العمراني الزكاري

لما كان بارازاني عاهرةعلى فراش البغدادي

مراد االعمراني الزكاري برشلونة

.الحلم الكردى القديم والمشروع التوسعى التركى الجديد كانا ورقة من أوراق اللعبة الأمريكية فى سوريا، وقد حان وقت اللعب بها لإطالة أمد الحرب السورية، وتوسيع قاعدة الصراع، ذلك أن تنظيم داعش فى العراق وسوريا لم يكن سوى الطعم الذى أثار لعاب مسعود بارزانى، الزعيم الكردى لإقليم كردستان العراق.وحينما تمسك بالقلم وتحاول تتبع أماكن تمركز تنظيم داعش فى العراق وسوريا على الخريطة منذ يونيو2014، تتفهم لماذا رفض تنظيم داعش الزحف صوب العاصمة بغداد بعد أن سيطر على مدينة الموصل ثم مدينة تكريت وبات على مقربة ساعة زمنية من بغداد، وبدلًا من استمرار المسيرة، غيّر وجهته من الجنوب إلى الشمال وبدأ فى الزحف صوب المدن الإدارية للأكراد فى شمال العراق ومنها اخترق الحدود مع شمال سوريا ليصل إلى مدينة كوبانى الحدودية مع تركيا.فالخط يبدأ فى شمال العراق من مدينة كركوك إلى جبال سنجار ويستمر فى تخطى الحدود العراقية السورية إلى الشمال الشرقى لسوريا وصولًا إلى مدينة كوبانى بالشمال الغربى لها. ستجد قلمك قد رسم على الأرض الجزء الأكبر من حدود الدولة الكبرى للأكراد. لا يمكن بحال من الأحوال أن ترسم داعش خريطة الدولة الكردية الكبرى على الأرض بمحض المصادفة، فهذا التنظيم المتشدد لم يكن سوى الطعم لإثارة لعاب مسعود بارزانى الذى لم يتردد بدوره فى تحريك قوات البشمركة التابعة له فى إقليم كردستان العراق تحت راية الحرب على داعش، وبدأ الدخول فى معارك شرسة ضد التنظيم المتطرف ونجح فعلًا فى هزيمته ودحره من شمال العراق حتى شمال غرب سوريا. وخلال عام واحد بالتمام والكمال كانت عملية الإحلال والتبديل قد تمت بنجاح. تخرج داعش من الأرض ويحتلها الأكراد بعد ترسيخ أقدامهم على حدود «روج آفا». وأصبحوا مدججين بالأسلحة الأمريكية، وقد سيطروا على معابر حدودية مع تركيا عبر شريط حدود يمتد بطول 400 كم من ريف حلب بشمال سوريا حتى مثلث الحدود السورية – التركية – العراقية، ولم يتبقى سوا خطوة واحدة ويعلن أكراد سوريا تأسيس الحكم الذاتى لإقليم كردستان سوريا بالشمال السوري ولأن الصندوق الأسود للحرب فى سوريا ممتلئ بالأسرار، فقد كشف تييرى ميسان مؤخرًا عن أصل الرواية الكردية. نشر ميسان وثيقة عن اجتماع عقد فى الأول من يونيو 2014 بين أجهزة المخابرات السعودية، والأمريكية، والإسرائيلية، والأردنية، والكردية، والقطرية، والبريطانية، والتركية فى العاصمة الأردنية عمان، للتحضير لغزو العراق عبر تنظيم داعش. تم الاتفاق على ضرورة التنسيق بين داعش وإقليم كردستان العراق، بما يفضى إلى قيام الأولى (أى داعش) بشن هجوم خاطف على الموصل، فيما تتولى الثانية أمر الاستيلاء على كركوك. وهذا يفسر سر رفض البغدادى الاتجاه نحو العاصمة بغداد وإعلان دولة الخلافة منها، وقام بالاتجاه شمالًا نحو جبال سنجار، فالرجل أراد منح بارزانى الضوء الأخضر لتحرك قوات البيشمركة على الأرض وفق اتفاق عمان.تخبرنا نفس الوثيقة أيضًا أن بارزانى كان قد زار الأردن قبل أربعة أيام من ذلك الاجتماع، والتقى خلالها مع بعض المشاركين فى الاجتماع لاحقًا. لكنه حرص على عدم حضور الاجتماع المزمع وأوفد ابنه مسرور، بوصفه رئيس جهاز استخباراته الخاص. ويكشف ميسان النقاب عن شخصية كردية معروفة كانت حاضرة اجتماع عمان أيضًا، الإسلامى (الملا كريكار) الذى كان وقتها يقضى حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات فى النرويج. لكنه مع ذلك خرج من سجنه وذهب إلى عمان لحضور الاجتماع على متن طائرة عسكرية تابعة لحلف الناتو، ثم عاد إلى زنزانته بعد بضعة أيام من انتهاء الاجتماع، معلنًا من أوسلو مبايعته لداعش. وقد تم تخفيف عقوبته إلى سنتين، فأطلق سراحه فورًا، وصار قائدًا لفرع داعش فى أوروبا انطلاقًا من العاصمة النرويجية أوسلو، تحت حماية ورعاية حلف شمال الأطلسى. كما نشرت القوات العسكرية الروسية مؤخرًا صورًا بالأقمار الصناعية تكشف وجود قوات خاصة أمريكية جنبًا إلى جنب مع قوات كردية فى مناطق تمركز داعش بمدينة دير الزور السورية. وزعمت باتفاق بين الأطراف المعنية بعدم الاشتباك أو القتال. حينما غزت داعش الجزء الذى خصصته لها أمريكا مسبقًا فى العراق، وقامت بأسر الأزيديين واعتبارهم عبيدًا وسبايا (معظمهم من الأكراد)، لم يجرؤ بارزانى وفق اتفاق عمان على مهاجمة داعش وإنقاذ أهله وعشيرته من القتل والاغتصاب، بل قامت قوات خاصة من حزب العمال الكردستانى التركى بهذه المهمة؛ ما يعنى ليس تخلى بارزانى عن شعبه فحسب، بل استخدامهم لصالح مشروعه الخاص دون اعتبارات لحرمة الدم والعرض والشرف، فكيف سيؤتمن هذا الرجل على شعبه فى حال انفصال الإقليم بدولة مستقلة عن العراق؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube