مقالات الرأي

عن الاكذوبة المضللة ل”الذئاب المنفردة” وعوالم “الشبكات السجنية”

ذ لحسن صبيرناشط مدني


لطالما نبهنا لمركزية “النظم السجنية” الاوروبية ك”أكاديميات” لاستقطاب ادوات “الفاشية الاسلاموية” وهي ذات خبرة كبيرة في تطويع حديثي السن ، ولقد راينا- مفعول كذا خبرة – في نموذج “حماس” مثلا (حيث جبن الكبار) وكيف كانت تجند ولا تزال أطفالا صغارا من ابناء المخيمات وترويضهم على التمنطق بالاحزمة الناسفة في عمليات همجية اول من يذهب ضحيتها ابناء فقراء مهملين في انكار واغتصاب تامين حتى لطفولتهم ,,
مناسبة القول ، حداثة سن المتورطين بصورة مباشرة في الاحداث الارهابية التي هزت فرنسا والنمسا والتي تستدعي التأمل في خرائط مختبرات صنع “الهمجية الاسلاموية المعاصرة”,,
دع عنك اكذوبة “الذئاب المنفردة” فلطالما فضحنا ونبهنا لهذا المصطلح المضلل ، والمنوم والذي لا علاقة له ببنية التنظيمات الاسلاموية الاستبدادية المهندسة على “الطاعة” و”الولاء” وما ينسحب عنها مسلكيا لدى “المريد/ العبد”(لان الامر يتعلق حقا بنمط من الاستعباد)، فكذا افراد يقف خلفهم من يستقطب ومن يروض ومن يدرب ومن يمول ومن يضمن مقومات اللوجستيك ، ومن يخطط ومن يحدد “مرموزات رسالة” كل فعل مكانا وسياقا ومن يعطي “الامر العملياتي” ويحدد وسائل التغطية او التضليل او غير ذلك من موجبات كذا افعال ,
واذا تاملنا سن المتورطين المباشرين في كذا عمليات ارهابية وبروفايلات كل منهم تقفز مباشرة ملاحظة انهم قادمون من وسط “الانحراف الصغير” ويبرز بالملموس من خلال وضع خط زمني مبتدأه نقطة التحول “الانطوائي” الى حين “الانجاز العملياتي” اننا امام استقطاب “سجني” – والمعروف بالعادة ان أأمن مكان لتكوين الشبكات وادارتها ووضع الخطط وبحماية كبيرة هو العالم السجني سواء تعلق الامر ب”الفاشية الاسلاموية” او “عصابات الجريمية المنظمة” او اي من اشكال “التنظيمات السرية ” -.
بيد ان هذه فقط نقطة بداية لمسار قد يطول او يقصر تبعا لسرعة اكتساب “الوقود البشري”، لكن هل يتصور عاقل ان التدرب على تقنيات الذبح الناجع/الحربي ، او استعمال الاسلحة الحربية تفكيكا و دقة رماية ،تتم على منصات الشبكات الافتراضية او جوار محارب المساجد ، ام ان للامر ميادين تدريب مكثف لها مؤطريها وسبل تمويهها ، وان لكل فعل اعداده القبلي الذي يجرده عن كل اعتباط او مصادفة .
ولسيكون من “السذاجة” والاستبلاد ، تصور ان قاتل الاستاذ الفرنسي او قاتل ساحة “البيعة” النمساوية او مهاجم الكنيسة لم يستطلع هذفه قبليا ولم يختر له بمعية خبراء سبل تحقق الهذف بدرجة احترافية عالية ,,ولنا في مشهد مطلق النار جوار الكنيس بالنمسا ،برغم قصر “ومضته”،مستوى الدربة على “القتل بدم بارد” تراوحا بين “الرشاش الاوتوماتيكي” و”المسدس” في الاجهاز على ضحاياه ,,
ان المراد من كل ماسلف اعلاه ، هو اعادة التنبيه مجددا لمختبرات السجون الاوروبية الضعيفة التاطير المعلوماتي بمن يتقنون لغات ولهجات الروافد الاجنبية وانصراف اهتمامها ل”الكلفة” ومراعاة حقوق البيئات بتفريط فيما قد يهدد الحق المقدس في الحياة ، عبر ضعف مراقبة ان لم يكن عدم اهتمام حتى ، ل”المجموعات السجنية” وآليات اشتغالها بما فيها تلك المتصلة بارتكاب قصدي لجرائم بسيطة وفق امر”بمهمة ما لضمان أأمن شروط وقنوات التواصل مع “غرف العمليات” اللاممركزة .
ان كذا تنبيه لا ينسحب على البلدان الاوروبية فحسب ، بله يعنينا ايضا في تدبير شؤون المجموعات “الارهابية” قيد الاعتقال او السجن للاحاطة بكل احابيلها بما فيها تلك المتعلقة ب”تقية المناصحة” ، والتي ابرزت نتائج محدودة ما لم تنخرط العناصر المعنية بوازع ذاتي لتوسيع افقها المعرفي وتنويعه ، وهو شرط أساس لفك اسر فهمها للناس والعالم وللدين نفسه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube